بقلم ندى محمود
كان بدافع الفضوا فقط وليس الاهتمام
_ هتقعدي لإمتى عند أهلك
اكتفت بكلمة واحدة قبل أن تنهي الاتصال دون انتظار رده
_ معرفش
أثارت جموحه عندما أنهت المكالمة فورا دون أن تجيب عليه إجابة واضحة وود لو ذهب لمنزل عمه الآن وجذبها من خصلات شعرها ليلقنها الدرس على اسلوبها المستفز وعلى خروجها دون إذنه وتجاهل اتصالاته عمدا !! .....
رأت الرقم المجهول نتيجة لخط الاتصال الجديد الذي اعطتها إياه هدى والدة كرم .
خرج صوتها جادا وهي تجيب على المتصل المجهول
_ الو مين !
أشرق وجهها ولمعت عيناها بسعادة ورفرف قلبها كطائر أطلق حرا في السماء عندما سمعت صوته الذي لم تسمعه منذ ثلاث أيام
_ أنا كرم ياشفق عاملة إيه
_ الحمدلله كويسة إنت رجعت من السفر !
تشدق يجيبها على الكذبة التي اخترعتها أمه ويكملها هو بصوته المخټنق
_ رجعت أيوة أنا في الطريق جايلك دلوقتي
ثم انهى معها الاتصال فتطلعت هي في الهاتف بدهشة وتردد في ذهنها قادم الآن فوثبت واقفة وبدلت ملابسها سريعا ولفت حجابها على شعرها وخرجت للصالون ترتب كل شيء بنظام ثم وقفت أمام النافذة تتابع الطريق بانتظاره .. ولا تستطيع منع نفسها عن الظهور بهذه اللهفة تجاهه وقلبها هو الذي يقودها لفعل هذا الأفعال التي ستندم عليها إن لاحظ هو هذا ولكن ماذا عساها أن تفعل فقد اعتادت عليه واعتادت أن تراه يوميا وإن أتى يوم ولم تراه فيه يحدثها بالهاتف فتستمع لصوته ولكن في وضعها هذا لم تراه ولم تحدثه منذ ثلاثة أيام تشعر بأن قلبها سيقفز من موضعه ليحلق له من فرط اشتياقها له .
_ روح يا أشرف خلاص ملوش لزمة قعدتك
أجابه الآخر شبه معترضا بأدب
أردف كرم مقاطعا إياه بحزم ونظرة لا تليق بطبيعته اللطيفة أبدا
_ وأنا بقولك روح اعتقد الكلام واضح !
_ واضح .. عن أذنك يابيه
ثم استدار وانصرف ليظل معلقا نظره عليه حتى توارى عن ناظريه فطالما يبغض هذا الشاب لسبب غير معلوم وفوق هذا أمه تأمنه على فتاة وحيدة بالمنزل تأفف بنفاذ صبر ثم طرق على الباب لتنتفض التي كانت تقف خلف الباب من الداخل تستمع لحديثه مع ذلك الشاب الذي لم تراه سوى مرات قليلة طوال الثلاث أيام تراجعت خطوتين للخلف ودقات قلبها بدأت تدق بصوت عڼيف يصل لأذنها وارتبكت بشدة ولكنها أخذت شهيقا طويل وحبسته لثانية ثم أخرجته زفيرا متهملا وتعهدت بأنها ستتمالك نفسها وستتظاهر بطبيعية أمامه ولكنها بمجرد ما فتحت الباب ورأته أمامها افترت شفتيها عن ابتسامة واسعة وسرعان ماخنثت وعدها مع نفسها أما هو فطالعها معاتبا برقة مألوفة وغمغم بنفاذ صبر
لم تعلق وقد فهمت مقصده بأنه لا يرغب في بقائها هنا ويعاتبها على عندها الدائم وفقط اكتفت بابتسامتها وهي تقول بلطف
_ حمدلله على السلامة
كان هو قد بدأ في نزع حذائه ولكنه رفع نظرها لها بعدما سمع ماقالته واخفض نظره تاني متمتما بخنق من هذه الكذبة الذي يجبر على استكمالها
_ الله يسلمك
_ اللي كان واقف بيحرص البيت ده ضايقك أو عملك حاجة !
قالت فورا نافية
_ لا خالص هو أساسا كان قاعد برا بس ومكنتش بشوفه غير مرة في اليوم لما بيجيب الطلبات وباخدها منه من على الباب وبقفل بالمفتاح بعد كدا
هم بأن يسأل عن ذلك الحيوان هل حاول أذيتها أو وصل لمكانها أم لا ولكنها توقعت سؤاله فهتفت قبل أن يسأل
_ مفيش حاجة اطمن أنا كويسة الحمدلله
عادت ابتسامته التي تذيب قلبها وهو يجيبها بلطف من جديد
_ الحمدلله يلا روحي البسي ولمي هدومك عشان هترجعي تاني معايا
اصدرت تنهيدة حارة وتمتمت في اعتراض بسيط
_ كرم أنا مرتاحة هنا اكتر صدقني ومحدش عارف مكاني سيبني على راحتي ارجوك
توجه وجلس على أحد المقاعد ليقول برزانة عقل وصوت رخيم
_ وأنا عايز أسيبك على راحتك والله بس مش قادر وبالأخص بعد اللي حصل إمبارح
اقتربت وجلست على المقعد المقابل له بمسافة بعيدة تقريبا وهمست بحيرة شديدة وقلق
_ حصل إيه !
_ عرفت مكانه إمبارح ورحت وكان نفس المكان اللي حصل فيه چريمة القټل وكان قاعد هناك هو وواحد صاحبه ولما شافوني هربوا وأنا ضړبته پالنار في دراعه قبل ما يركب العربية ويهرب فممكن يحاول يوصلك بأي شكل عشان ينتقم مني عشان كدا لازم تكوني قدام عيني طول الوقت
فغرت شفتيها پصدمة وهي لا تستوعب أنه كان