الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 143 من 175 صفحات

موقع أيام نيوز


ياماما ابوس إيدك قوليلي هي فين ومتتعبنيش أنا فيا اللي مكفيني ومش هستحمل البنت تحصلها حاجة بسببي قوليلي مكانها خليني اروح واجيبها
أبت الرد عليه وتجنبت النظر في وجهه كدليل على رفضها لطلبه ليأخذ هو نفسا عميقا قبل أن يلفظ بهذه الكلمات من بين شفتيه في عدم حيلة 
_ لو كنتي بتعملي ده كله عشان اوافق على اللي إنتي عايزاه فأنا بقولك أهو أنا موافق اتجوزها

لمعت عيناها بمجرد سماعها لكلمة موافق وطالعته بدهشة ممزوجة بالسعادة والابتسامة العريضة

وسرعان ما هتفت بفرحة غامرة 
_ بجد موافق ياكرم !!
_ أيوة موافق قوليلي بقى هي قاعدة فين
قالها بإيجاز كالذي لا يريد أن يطيل في هذا الحديث لتبتسم هي وتهتف بهدوء 
_ في البيت اللي في اكتوبر
_ وهي إيه اللي وداها هناك !!
تنهدت بحرارة ثم بدأت تسرد له كل شيء 
_ هي كانت بتتكلم معايا في اليوم اللي مشيت فيه وبتقولي إنها عايزة ترجع بيتهم فأنا قولتلها لو هي مش مرتاحة هنا تروح تقعد هناك في الشقة وهتكون في آمان وخليت ابن الحج حسين يحرص شقتها ويخلي باله منها
فغر عيناه على آخرهم وهتف شبه منفعلا 
_ ابن الحج حسين إيه يا أمي ! .. ده لو آخر واحد مأمنهوش على حاجة وإنت رايحة تأمنيه على بنت
_ وفيه إيه الولد محترم ومؤدب والله وعمري ما شوفت منه حاجة وحشة !!
مسح على وجهه مستغفرا ربه من فرط اغتياظه الداخلي وتمتم 
_ طيب وتلفونها مقفول ليه !
ابتلعت ريقها بتوتر وتحدثت بتردد 
_ أنا طلعت الخط بتاعها وشلته وهي افتكرت إنه ضاع فجبتلها واحد جديد
قال بابتسامة ساخرة 
_ وطبعا ده كله عشان معرفش أوصلها وتجبريني أوافق .. والله ما عارف أقول إيه ربنا يصبرني !
ثم هب واقفا وهم بالمغادرة لولا صوتها وهي تقول بتوتر أشد 
_ هي فاهمة إنك مسافر لشغل فلما تروحلها قولها إنك رجعت من السفر أنا قولتلها إنك مسافر عشان متقولش هو ليه متصلش حتى يسأل عليا
هز رأسه مغلوبا على أمره غير مصدقا لأفعالها التي كلها مكر هذه وانصرف ليلحق بتلك المسكينة قبل أن تتعرض للأذى على يد أي أحد !!! .......
كانت عيناها معلقة على ساعة الحائط وقد قاربت الساعة أن تدق الحادية عشر قبل منتصف الليل ومن المفترض أنه عاد للمنزل للآن كعادته هل هي بلا قيمة لهذه الدرجة بالنسبة له لدرجة أن عاد للمنزل ولم يجدها فيه ولم يحاول الوصول لها أو الاتصال بها حتى ليعرف أين ذهبت !! .
بعد ماحدث بينهم بالأمس لم تراه إلا مرة واحدة في الصباح قبل أن يغادر عندما حملها الذنب فيما حدث بينهم والذي لا يرضى كلاهما ولم يرغبوا في أن يحدث حتى وعندما ذهبت للعمل بعدها وعندما حان وقت الذهاب ذهبت لمكتبه لانهم اعتادوا العودة معا إلى المنزل بعد أنتهاء العمل لتخبرها السكرتيرة بأنه ذهب منذ نصف ساعة فتكتم شرارات نيرانها في الأعماق وتسير منكسرة لا تدري إلى أين تذهب بعد أن قررت عدم العودة لمنزلها فيتنهي بها المطاف أمام منزل أبيها لتستقبلها أمها وكذلك أبيها بترحيب حار وتخبرهم بأنها ستقضى معهم يومان بعدما كذبت وقالت بأن زوجها ذهب لرحلة خاصة بالعمل ستسغرق يومان ! .
وأخيرا انتبه أن لديه زوجة وغير موجودة بالمنزل هكذا قالت لنفسها حينما سمعت صوت رنين هاتفها ورأت المتصل هو ولكنها تجاهلته ولم تجيب عليه ليس عنادا كالعادة ولكن لأنها لا ترغب في التحدث معه حتى وللوهلة الأولى في حياتها تشعر بأنها لا تريد رؤيته أو سماع صوته استمرت اتصالاته .. اتصالا تلو الآخر وهو يصر على الاتصال حتى تجيب عليه ولكنها وضعت الهاتف في الوضع الصامت والقتها على الفراش ثم تدثرت بالغطاء مغمضة عيناها وترغمها على النوم حتى تهرب من خلاله لعالم الأحلام الذي قد يكون أجمل من واقعها الأليم ! .
توقف الهاتف عن الرنين وانطفأت إضاءته وبعد مرور ما يقارب العشر دقائق شعرت بأحدهم يهزها بلطف وللحظة خدعها عقلها بأنه هو وجاء لكي يأخذها لمنزلهم ولكن كانت أمها حيث تقف أمامها وتمد يدها لها بالهاتف هامسة في صوت خاڤت 
_ يسر ! .. خدى كلمي حسن
اعتدلت في جلستها وهي تزفر بخنق ثم التقطت الهاتف من يدها ووضعته على أذنها ثم انتظرت حتى انصرفت أمها لتجيب عليه بمضض 
_ عايز إيه !
اتاها صوته الجهوري وهو ېصرخ بها 
_ هو إيه اللي عايز إيه !!! مبترديش على الزفت التلفون ليه !
قالت ببرود تام وثبات متصنع 
_ مليش نفس أرد أو بالأحرى مش عايزة اسمع صوتك ياحسن
أجابها في صوت أجش لا يحمل أي رفق أو رحمة وباستنكار ادمي قلبها على أثره 
_ إيه يعني كرهتيني خلاص !! لو كنت أعرف إن اللي حصل إمبارح هيعمل كدا كنت عملته من زمان عشان اخلص منك
كادت أن تنزل الهاتف من على أذنها لتنهي هذه المكالمة السخيفة والمٹيرة للأعصاب لولا سؤاله الذي
 

142  143  144 

انت في الصفحة 143 من 175 صفحات