بقلم ندى محمود
يأمر
بإعادة بنائه فهذه اللحظات كانت كافية وزائدة عن اللازم لإشباع نفسه الجائعة إليها حتى لو بمجرد عناق دافىء حيث ابعدها عنه برفق وتمتم بنبرة عادت بها بعض الحزم والجفاء مع ابتسامة متكلفة
_ أنا موجود في اوضتي لو عوزتي حاجة اندهي عليا
ثم استقام وانصرف تاركا إياه ټصارع الحزن وتمزق القلب بين أمواج ممېتة فلا يكفيها خۏفها وشجونها على والدها بل حتى هو يرفض التخلي عن عقابه له يرفض أن يكون معها زين العاشق ويفضل أن يكون زين الصارم الذي لا يصفح ولكنها لا تجرؤ على وصفه بالقاسې لإنه مهما يفعل ومهما يقول تظل ترى الحنان في عيناه وكأنه يقسو عليها بكلامه وعيناه تعتذر لأنه لا يستطيع تصديقها والوثوق بها ! .
فتح باب المنزل ودخل ثم نزع حذائه وتلفت حوله بالمنزل باحثا عنها بنظره فسمع صوت التلفاز وقاد خطواته نحوها ليجدها تمسك بهاتفها وتقلب في صور زفافهم ودموعها تملأ وجنتيها فانتبهت هي لوجوده وأشاحت بوجهها فورا للجهة الأخرى تسرع في تجفيف دموعها .
اقترب وجلس بجانبها ثم جذب الهاتف من يدها وأخذ يقلب بين الصور حتى هتف بخشوع
_ إنتي اللي بتعملي في نفسك كدا مفيش حاجة تغصبك إنك تحبيني ولا أنا عايز حبك ده !
_ بس أنا عايزة أحبك وعايزة أفضل جمبك ومعاك
وضع الهاتف بجانبه ثم اعتدل في جلسته ليصبح مواجها لها ويردف في جدية تامة ونظرات لا تحمل أي حب لها
_ أنا مش بحبك يايسر ومش هحبك فخلينا ننهي الجواز ده في اقرب وقت واللي كان غلطة مني وتهور وندمان عليه دلوقتي وكل واحد فينا يرجع لحياته الطبيعية واوعدك إن بعد ما نتطلق هنبقى أصدقاء وهحاول احبك كصديقة ليا وبعتذرلك وبقولك أنا آسف على الكلام اللي قولته عليكي في التسجيل اللي معاكي أنا مستعد انسى كل حاجة حصلت بينا وأي حاجة عملتيها أاااا........
صړخت به پبكاء رافضة إياه الاسترسال في هذه السخافة التي يخرجها من بين شفتيه
قبض على ذراعيها يهزها بقوة هاتفا في حدة حتى يجعلها تفيق من أوهامها
_ افهمي أنا بقولك مش عايزك ومش هحبك أبدا
_ مش هتطلقني ياحسن ولو طلقتني زي ما هتخليني اخسرك هخليك تخسر كل حاجة حتى أهلك وأمك وأخواتك وإنت عارف إني أقدر أعملها
ثم اندفعت نحو غرفتها مسرعة لكي تترك الحرية لدموعها أكثر وتركته هو يهز رأسه بنفاذ صبر وعصبية .. !!
كانت شفق في طريقها للحديقة حتى تجلس في الهواء قليلا ولكنها توقفت حين مرت من أمام غرفته فانتابها الفضول للدخول وإلقاء نظرة عليه .. تختلس فرصة غيابه عن المنزل فالتفتت حولها تتأكد من عدم وجود أحد في الطرقة ثم تسللت ببطء نحو غرفته وفتحت الباب ودخلت .. أغلقته خلفها وأخذت تتأمل الغرفة بإعجاب كانت الحوائط من اللون الكافيه الفاتح الذي يميل للأبيض وخزانة متوسطة الحجم من اللون
الأبيض وسجادة على الأرض من نفس لون الحائط والفراش كان لونه أسود لامعا ويوجد حمام داخلي صغير ابتسمت بانبهار من جمال وبساطة هذه الغرفة فهي لم تخطىء عندما قالت أنه لديه ذوق رفيع في كل شيء ليس ملابسه فقط لفت نظرها الصورة المبروزة في غلاف زجاجي وموضوعة على منضدة صغيرة بجانب الفراش فاقتربت والتقطتها تحدق بها بصمت تتفحص ملامح تلك الكامنة بين ذراعيه لم تكن تحتاج لأحد ليخبرها أنها زوجته فابتسامته وسعادته كانت كافية لتوضح مدى السلام الروحي لكليهما وهم مع بعضهم عادت ووضعتها مكانها بتعاسة وعبوس واضح على معالم وجهها وهمت بالالتفات والمغادرة قبل أن يدخل أحد ويراها ولكن الدرج العلوي للمنضدة كان جزءا منه