بقلم ندى محمود
له منذ قليل !! .......
آذان العشاء ارتفع في المآذان وكان هو يجلس في مكتبته الخاصة في الشركة بعد أن قضى فرضه ويخلو بنفسه ويقرأ القرآن براحة وهدوء تام مع ضوء بني خاڤت استمرت جلسته الهادئة لساعات حتى جذبه من تركيزه في ترتيل القرآن رنين الهاتف الذي كان اتصال من زوجته فتأفف بخنق وأجاب على مضض
_ الو
_ براحة ياملاذ أنا مش فاهم حاجة .. في إيه بټعيطي ليه كدا !!
غمغمت من بين بكائها بصوت أوضح
_ بابا تعبان أوي وأنا رايحة المستشفى دلوقتي
استقام واقفا وجذب مفاتيح سيارته وهتف على عجالة ونبرة قلقة
_ مستشفى إيه
أملت عليه اسم المستشفى فانهى معها
الاتصال واندفع مغادرا حتى يلحق بها على هناك وبعد ما يقارب النصف ساعة وصل وقاد خطواته نحو الطابق الثاني بعد أن استعلم عن اسمه في الاستقبال فأخبروه بأنه يكمن في الطابق الثاني وجدها بين ذراعين والدتها لا تتوقف عن البكاء وهي تشاركها البكاء الصامت وعندما رآه إسلام تقدم نحوه ليجده يهتف بارتعاد
_ الف سلامة على عمي حامد حصل إيه
_ بابا عنده القلب وتعب جامد فجبناه على هنا
رتب على كتفه مغمغما بحزن مماثل له
_ ربنا يشفيه يارب .. إن شاء الله هيقوم بالسلامة
ظلوا لدقائق طويلة بانتظار خروج الطبيب حتى يطمأنهم على وضعه وأخيرا بعد ما يقارب الساعة خرج وأخبرهم بأنه وضعه مازال حرجا وسيتم وضعه تحت المراقبة إلى حين تحسن حالته وانهى كلامه بتمنيه الشفاء له كما أخبرهم بأن بقائهم هنا لن يجدي بنفع ولا يجوز إلا بقاء أثنين كحد أقصى فطلبت ملاذ من والدتها الذهاب وأنها هي وشقيقها ستبقى معه ولكنها عارضتها بشدة وطلبت منها الذهاب مطمئنة إياها بأنه إذا حدث أي شيء ستتصل بها فرفضت بشدة التحرك من جانب أبيها ولكنها حين وجدت إلحاح والدتها وكذلك أخيها فذعنت لهم وخرجت تنتظر زوجها عند سيارته الذي كان يتحدث مع الطبيب في غرفته ومن ثم وقف يتحدث مع أخيها لدقائق قصيرة قبل أن يأتي ويستقل بمقعده المخصص له في السيارة .. وهي تترك العنان لدموعها في الانهمار بصمت حزنا وخشية من أن يصب أبيها مكروها .
_ اهدي ياملاذ أنا اتكلمت مع الدكتور وقالي إن احتمال كبير بكرا الصبح يفوق وحالته تتحسن بسرعة .. ادعيله ربنا يشفيه بلاش العياط ده
_ خاېفة أوي عليه أنا مش هقدر استحمل لو حصلتله حاجة يازين
نظراتها العاجزة والمنكسرة مع دموعها هدموا السور الذي قام ببنائه بينهم فلم يتمكن من مقاومتها وأعلن هزيمته المؤقته متجاهلا الصوت الذي في عقله ويصر على تذكيره بما فعلته ويذكره بوعده لنفسه أنه سيحاول نزعها من صميم قلبه حتى يكون الطلاق سهلا عليه ولكن لا حياة لمن تنادي حيث مد كفه ووضعه على وجنتها بلطف ممررا إبهامه برفق ونظرة استقرت في عيناه كانت تظن هي أنها لن تراها مجددا منه حيث نظر لها بحنو وحب ودفء كما كان يفعل بالضبط قبل زفافهم وهمس في خفوت جميل
كانت ترتبك بشدة ولا تشعر بأي مشاعر سوى التوتر عندما تتلامس يده مع يدها أو وجهها أو جسدها قبل حفل الزفاف ولكنها الآن تعتريها مشاعر جديدة تماما دفء يديه ارسلت حرارة في جسدها اصابتها بالسکينة والدفء وكأنه يحتضنها بكفه لتصعد لشفتيها ابتسامة محبة وهي تميل برأسها على الجانب الموضوع كفه على وجنتها تستشعر دفئه أكثر ثم القت بنفسها بين ذراعيه ډافنة نفسها بين ثنايا صدره الواسع مغمضة عيناها وتعطي إشارة السقوط لدموعها بصمت دموع امتزجت ما بين الألم والحزن وبين الأمل والسعادة .
سعادة !! عجيب أمر هذا العشق هل هناك من يسعد لمجرد شعوره بأنه بدأ يعشق ويسعد كلما تداهمه مشاعر جديدة بأنه يخطو خطوة أخرى في طريق العشق الذي عزم على أنه لن يمل ولن يكل إلا حين يصبح من المصطفين الذين يختارهم العشق ! .
ارتفع صدره عندما أخذ نفسا عميقا وهبط ببطء وهو يخرجه زفيرا متمهلا من أنفه ومد يده مترددا ليمررها بسطحيه شديدة على ذراعها مغمغما في رزانة
_ قومي يلا ياملاذ عشان تصلي العشاء
قالت في صوت به أثر البكاء وهي تتشبث بقميصه أكثر بعدما فهمت رغبته في الابتعاد عنها ولكنه يرفض قولها نظرا لوضعها
_ صليت من بدري .. خليك جمبي يازين ارجوك
هو من أصدر مرسوم هدم السور مؤقتا والآن