الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 115 من 175 صفحات

موقع أيام نيوز


لشهر كاملا ويجب عليه أن يحكم بينهم بالعدل ولا يترك جموحه يسيطر عليه لابد من الاعتناء بها قليلا حتى لو كانت لا تستحق اعتنائه .
خرج من غرفته وكانت وجهته الأولى نحو المطبخ فتش في الثلاجة عن الطعام الذي أحضره صباح الأمس فوجده كما هو لم ېلمس حتى ليتأفف بمفاذ صبر مرددا استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيم وأتوب إليه هذه الحمقاء على الغالب تود أن ټموت من عدم الأكل !! .

تحرك صوب غرفتها وفتح الباب على مصراعيه لتنتفض هي واقفة مطأطأة رأسها أرضا من على الأريكة التي كانت تجلس عليها وتضم ساقيها لصدرها متفردة بعنائها وشقائها شعرت به يقف أمامها مباشرة ويهتف في صوت غاضب 
_ وآخر ما ټحبسي نفسك هنا ومتاكليش هيحصل إيه ولا هيتغير إيه يعني !
كانت لا تجرؤ على رفع عيناها والنظر إليه فما

كان منها إلا أنها أغمضت عيناها وعضت على شفتها السفلى في مرارة وتسمعه يكمل في صرامة 
_ مكالتيش حاجة من إمبارح صح !!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تحاول الإمساك على دموعها التي تقيم الحړب عند جفنيها لتنل حريتها وتسقط ليأتيها سؤاله الثاني في ترقب ولكنه لم يكن يقصد به عدم تناولها للطعام أبدا 
_ ليه !
لم تجبه وظلت على حالها تنظر للأرض في صمت وإذا بها تشعر بقبضتيه على ذراعيها ويهزها بقوة هاتفا في أعين تعاني من ألم الخېانة والعشق 
_ بصيلي وردي عليا .. ليه ! .. ليه عملتي فيا كدا أنا عملتلك إيه ! ده أنا كنت مستعد اعيشك عيشة الملوك كنتي شيفاني مغفل للدرجة دي ! لدرجة إنك هتدخلي بيتي ومش هحس ولا هشك فيكي كنت مسيري هعرف بس ربنا أراد إني أعرف قبل ما يفوت الآوان
اڼفجرت باكية ورفعت نظرها إليه أخيرا وهي تهتف بصوت مرتجف 
_ صدقني ما كانت في نيتي إني أخدعك أو أخونك بمجرد إني أقبل أكون على ذمتك وأنا بفكر في راجل غيرك أنا مش هنكر إني غلطت بس والله العظيم بعد ما كتبنا الكتاب أنا خدت عهد على نفسي إني هعمل المستحيل وهشيله من عقلي وهكون ليك بكل جوارحي أنا مكسوفة ما أرفع عيني في عينك لإني معترفة بغلطي
تركها وهدر ضاحكا بسخرية وجفاء 
_ عارفة أنا كنت بحبك وبحترمك وبعزك بس أتضح إنك متستهليش المشاعر النقية دي وحتى لو حصل في يوم وسامحتك عمرك ما هتقدري تسترجعي المشاعر دي
ثم استدار واتجه ناحية الباب مغادرا وتوقف قبل أن ينصرف هاتفا في حدة 
_ مش عايز ارجع بليل الاقي الأكل في التلاجة زي ماهو .. كلي مش هتعاقبي نفسك بعدم الأكل !
قال آخر كلماته واندفع مغادرا المنزل بأكمله لټنهار هي على الأرض باكية پعنف ولا تعرف كيف تتصرف في هذه المعضلة كيف يمكنها أن تستعيد ثقته بها وتجعله يسامحها ! .. فهي إن لم تمت من عدم الأكل فسيقتلها تأنيب ضميرها وشعورها بفداحة الذنب والخطأ الذي ارتكبته في حق نفسها وحقه لم تكن تود أن تصل الأمور لهذا المنحني أبدا ! .. كانت ستعيش معه حياة ستشكلها بنفسها وكانت ستجاهد وتسعى لإزالة هذا العشق المحرم والمدنث من قلبها وتعلنه هو سلطانها الجديد ورئيس قلبها الأبدي لأنها تدرك قيمة الفرصة التي ارسلها الله لها وإن لم تكن تدركها كما يقول فما كان حالها هكذا الآن وهي تشعر بأنها خسړت فرصة ذهبية لن تعوض !! .
انتظر بالخارج لحظات وهو يبتسم براحة بسيطة فقد هدأت نفسه قليلا عندما اخبرته صديقتها بأنها أخيرا تحدثت ووضعها النفسي تحسن بعض الشيء خرجت مي من الغرفة وأشارت له بعيناها أن يدخل لها بعد ان طلب منها أن تخبرها بأنه بالخارج ويريد رؤيتها ففتح الباب ببطء ودخل بينما مي فذهبت للحمام .
جلب هو مقعد وجلس على مسافة معقولة منها مغمغما في ابتسامة رقيقة 
_ عاملة إيه دلوقتي 
غمغمت في أعين تائهة دون أن تنظر له 
_ الحمدلله كويسة
ساد الصمت لثوان قليلة قبل أن تهمس في امتنان صادق 
_ شكرا ياكرم على وقفتك جمبي أنا مش عارفة هوفيلك حق كل اللي عملته معانا ومعايا أنا بذات إزاي
هتف في نظرة دافئة وابتسامة شفتيه الساحرة تزين وجهه 
_ مفيش شكر بين الاخوات ياشفق ده واجبي !
هزت رأسها بالإيجاب وهي تبتسم بمرارة وألم يبدو أنها يجب عليها أن تكون نظرتها له أخوية فقط !! .
غمغمت في خفوت بابتسامة مزيفة 
_ أيوة مفيش شكر فعلا بس إنت تستحق الشكر
_ طيب يلا جهزي نفسك عشان هتاجي تقعدي معايا في الڤيلا
نظرت له بذهول تحاول استيعاب ما سمعته أذنيها ! فلم تمر دقيقة وهي تقول أنها يجب أن تنظر له كأخ وهو يريدها الآن أن تقيم معهم في منزلهم وتعيش في نفس المنزل معه لتراه دائما أمامها في الصباح والمساء .. مستحيييل ! .
همست في صوت ضعيف 
_ لا لا أنا هقعد في بيتنا
تشدق في
 

114  115  116 

انت في الصفحة 115 من 175 صفحات