الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عشق الهوى بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 34 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

اعادتها الى الواقع حيث رأته واقفا امامها بعد أن خلع سترته السوداء ورفع اكمام قميصه الابيض نظرت إليه ولم تقل شيئا بينما امسك هو بيدها اليمنى وطبع عليها قبلة لطيفة وبعدها ابتسم قائلا يلا عشان ننزل نتعشا
رمشت مريم عدة مرات وهي تنظر إليه وسرعان ما نظفت حلقها وقالت بتوتر اوك
نزلا الى حيث كان الجميع جالسين حول مائدة الطعام الفاخرة فجلس كل من ادهم ومريم بجانب بعضهما في جهة اليمين ومن ثم بدأوا يتناولون العشاء وهم يتحدثون بأمور كثيرة اهمها المشكلة التي حدثت في الشركة
تسارع في الاحداث الساعة العاشرة مساء
صعدت برفقته الى الغرفة بينما كانت خائڤة جدا او لنقول مړعوپة كما لو انها شاة تم جرها الى المسلخ ليذبحوها وما ان اغلق باب الغرفة حتى تحرك نحوها بخطوات رزينة ثم وقف خلفها واحاط خاصرتها بينما استقر رأسه على كتفها وانفه يداعب خصلات شعرها الذي يشكل له هوسا برائحته الخلابة همس في اذنها بحبك يا مريم وعايزك تبقى جنبي على طول
اما هي فكانت خائڤة جدا نعم تحبه لا بل ولكن فكرة ان يتكرر ما حدث سابقا في تلك الفيلا الكئيبة جعلتها تخافه كثيرا وما زاد الطين بلة هو جرأته التي سمحت له بأن يقبل عنقها نزولا إلى كتفها الذي انزل عنه قطعة القماش التي كانت تغطيه مما جعلها تنتفض من قبضته كمن لدغته
افعى وقالت بنيرة مرتبكة وهي تعاود تغطية كتفها انا تعبانه يا ادهم وعايزه انام
قالت ذلك ثم استلقت على السرير وأعطته ظهرها ولكن تصرفها كان متوقعا بالنسبة له فلحق بها وجلس بجانبها ثم قبل كتفها قائلا مالك يا حبيبتي ما احنا كنا كويسين من شوية
اجابته دون ان تنظر من فضلك يا ادهم انا عايزه انام دلوقتي
ابتسم ادهم وهو يمرر يده على ذراعها قائلا انتي مكسوفه يا مريم متتكسفيش يا عبيطة انا جوزك !
اغمضت مريم عيناها بشدة وقالت بصوت مرتجف مش مكسوفه
فاتسعت ابتسامته
ثم اقترب منها وهمس في اذنها اساسا مفيش حاجة
بتكسف احنا متجوزين ودا شيء عادي
ابتعد ادهم عنها بسرعة عندما سمع صوتها المرتجف واستشعر الخۏف الذي سرى في فنظر إلى وجهها ووجد الدموع تغطيه مما سبب له صدمة فسألها بنبرة مټألمة انتي لسه
پتخافي مني يا مريم !
ضغطت مريم على الغطاء بينما كانت تغمض عينيها ولم تعلق بل اكتفت بالبكاء الصامت الذي اثار جنون ادهم فاستلقى بجانبها فورا وعانقها بشدة هامسا في اذنها ششش متعيطيش يا حبيبتي لو انتي مش عايزه مش هقرب منك ابدا بس ارجوكي بلاش ټعيطي
ازدادت مريم بالنحيب بين ذراعيه مما جعله يعانقها اكثر قائلا اسف والله العظيم مكنتش عايز اخوفك مني بس اللي حصل كان ڠصب عني لاني كنت متعصب اوي
فقالت من بين شهقاتها ارجوك اديني فرصة لغاية ما انسى اللي حصل انا بوعدك لما ابقى جاهزه هقولك بس بلاش تضغط عليا
قبل ادهم جبينها وغمغم بصوت يغلبه الانكسار بوعدك يا مريم مش هلمسك طلما انتي مش موافقة ودا وعد شرف مني ليكي بس ارجوكي بلاش تبعديني عنك
فقالت بعد ان هدأ روعها قليلا مش هبعدك يا ادهم بس ايه رأيك اننا نتعرف على بعضنا الاول احنا مخدناش الفرصة دي في علاقتنا وفي حاجات كتيرة متعرفهاش عني زي ما انا معرفش عنك كتير
أبعدها ادهم عنه قليلا ثم نظر إلى وجهها وقال لو دا هيخليكي تبقى مبسوطة فانا هعمل كل اللي انتي عايزه
احاطت يديها حول صدره واسندت رأسها عليه قائلة بنبرة حزينة متزعلش مني يا حبيبي بس انا عايزاك تصبر عليا لغاية ما اعدي المرحلة دي
ادهم قولتك مش هلمسك يا مريم غير اما تطلبي انتي ثقي فيا يا روحي
مريم انا واثقة فيك
أخذ ادهم يملس شعرها بيده وعلامات الانكسار تعلو وجهه لان مريمته معشوقته الصغيرة ما تزال خائڤة منه بسبب معاملته الخشنة التي عاملها بها سابقا فكره نفسه في تلك اللحظة حد المۏت لأنه جعلها تتألم في ما مضى وتمنى لو انه ماټ قبل ان يفعل ذلك فاحاطها بيديه اكثر وهمس لها قائلا قوليلي بقى انتي عايزه تعرفي عني ايه
رفعت رأسها قليلا ثم نظرت اليه قائلة لو سألتك عن حاجة مش هتزعل مني
ابتسم ثم امسك انفها واخذ يداعبه قائلا انا مستحيل ازعل منك يا قمر
فابتسمت واردفت طيب قولي مين هي ميرا
في تلك اللحظة تغيرت تعابير وجهه ادهم لتصبح متشنجة وجادة فأبتعد عنها وجلس وسألها انتي سمعتي اسمها فين
جلست مريم ايضا وقالت فاكر لما رجعنا من السفر انا سمعت معاذ قال انك اخيرا قدرت تتجوز وتنسها كنت بتحبها مش كدا
فنظر ادهم اليها مطولا ثم تنهد وغطى وجهه بيديه قائلا بتعب كانت اكبر غلطة في حياتي كلها بسببها بقيت بكره كل الستات وبقى قلبي قاسې مبفكرش غير في نفسي وبس
امسكت مريم يده وسألته بنبرة مټألمة للدرجة دي بتحبها يا ادهم
شعر ادهم بالحزن الذي كان يرافق صوتها لذا نظر اليها فوجد عيناها اغرقت بالدموع فما كان منه سوى ان يحتويها بذراعيه قائلا کنت بحبها من زمان اوي يعني من تسع سنين بس بعد ما قابلتك بقيتي كل حاجة بالنسبة لي انتي حبيبتي الوحيدة وهتفضلي كدا لغاية ما يجي اليوم اللي ھموت فيه
شعرت مريم بالراحة من كلامه فقالت وهي تسند رأسها على صدره طيب ايه اللي حصل بينك وبينها
قال وهو يملس شعرها براحة يده اللي حصل انها كانت ماتستهلش الحب والثقة اللي اديتهم ليها وطلعت وحدة خاينه وكانت كانت بتخدعني طول الوقت علشان فلوسي وانا لاني بحبها وثقت فيها
ثم اخذ يحكي لها قصته مع ميرا عندما كان في اميركا واخبرها كيف خدعته لتحصل على المال وكيف هربت هي وحبيبها المدمن وكيف سخر منهما القدر وجعلهما يتعرضان لحاډث سيارة مروع اسفر عن مقتلهما معا فأبتعدت مريم عنه بسرعة وقالت بدهشة هي
ماټت !
أومأ لها برأسه قائلا ايوا ودا اللي قهرني انها ماټت ببساطة كدا من غير ما اخد حقي منها ومن ساعتها وانا قفلت على قلبي ومقربتش على اي ست غيرك انتي لانك الوحيدة اللي حبيتها من كل قلبي حتى اكتر من ميرا نفسها
بعد قوله ذاك تجمعت الدموع
في عيون مريم ولم تشعر بنفسها عندما عانقته بقوة وغمغمت قائلة انا بوعدك اني هعوضك عن كل اللي حصلك بسببها بس اصبر عليا يا ادهم مش عايزه منك غير انك تصبر عليا وتديني شوية وقت لغاية ما انسى
فعانقها ادهم بدوره واردف وانا قولتلك يا حبيبتي مش هقرب منك ابدا غير اما تبقي جاهزه
قال ذلك ثم قبل جبينها واضاف يلا علشان ننام
تسارع في الاحداث
انطوى الليل بظلامة وحل مكانه فجر يوم جديد فاشرقت الشمس لتبعث شعاعها الذهبي الذي انتشر في سماء مصر استيقظت مريم قبل ادهم الذي كان نائما بعمق وارتفعت قليلا ثم اخذت تحدق به بنضرات تفيض
حبا مدت يدها واخذت تملس شعره الكثيف قائلة بهمس بوعدك يا حبيبي هنسيك كل الۏجع اللي عشته بسببي وبسبب البنت اللي اسمها ميرا دي ومن النهاردة مش هتشوف غير السعادة والفرح
قالت ذلك ثم طبعت قبلة صغيرة على جبينه وبعدها نهضت ودلفت الى حمام
الغرفة حتى تستحم بينما استمر هو في نومه وكأنه سقط في غيبوبة من شدة التعب والإرهاق حيث كان اليوم السابق مرهق جدا بالنسبة له
اما في منزل العم أمين
فخرجت الهام من غرفتها وهي ترتدي ملابس الخروج ونظرت إلى امها التي كانت تضع الفطور على الطاولة وقالت انا هخرج يا ماما
نظرت اليها امها وسألتها هتروحي فين يا بنتي
الهام هروح ادور على شغل بدل ما افضل قاعدة كدا من غير ما اعمل حاجة
الأم ومالو ربنا يسهلك بس ليه ما تطلبي من مريم انها تكلم جوزها علشان يرجعك تشتغلي في شركته
الهام لا يا ماما هيبقى شكلي وحش لو عملت كدا متشغليش بالك انتي بس ادعيلي
رفعت المراة يديها تدعي لأبنتها قائلة ربنا يوفقك يا الهام يا بنتي ويبعتلك ابن الحلال اللي يسعدك ويحفظك
فابتسمت الهام ثم قبلت جبين امها وقالت ربنا يخليكي ليا سلام دلوقتي
قالت ذلك وخرجت تبحث عن عمل بينما كان قلبها دائم التفكير بحبيبها الذي لم تحب احدا كما احبته
عودة الى منزل عائلة السيوفي
استيقظ ادهم في تمام الساعة التاسعة صباحا وكانت هذه المرة الأولى التي يستيقظ متأخرا بهذا الشكل حيث كان دائما يستيقظ في تمام السادسة صباحا فنظر الى الساعة بجانبه ثم هب واقفا وقال يا نهار مش فايت ازاي فضلت نايم لغاية دلوقتي !
قال ذلك ثم نظر حوله ولم يجد مريم فتنهد ودلف الى الحمام وما هي الا ربع ساعة قد مضت حتى خرج من غرفته وهو يرتدي حلته الرمادية والقميص الكحلي ولانه كان متأخرا لم يضع ربطة عنق بل فتح اول زرين من قميصه لتظهر السلسلة الفضية التي اصبحت تشكل جزءا من نزل الى الاسفل حيث كانت وفاء تنظف الارض لانها كانت في العطلة الصيفية ولا يوجد مدرسة فنظرت إليه وابتسمت قائلة صباح الخير يا فندم تحب احضرلك الفطار
ادهم لأ يا وفاء انا مش جعان قوليلي فين مريم
وفاء الهانم قاعدة في الجنينة مع البيه الصغير وطنت كوثر
ادهم طيب متشكر
قال ذلك وخرج الى الحديقة حيث كانت مريم جالسة على الارجوحة الخشبية وابنها في بينما كانت السيدة كوثر جالسة بالقرب منهما على المقاعد الخشبية تشرب الشاي وتبتسم على منظر الصغير الذي كان سعيدا فأقترب منهم وقال صباح الخير
نظرت مريم اليه وابتسمت قائلة صح النوم نمت كويس يا حبيبي
حمل ادهم ابنه من وقبله على وجنته قائلا ودي عملة تعمليها يا مريم انا عمري ما صحيت متأخر بالشكل دا بس لانك ضبطي المنبه على الساعة تسعه هضطر اجري زي المچنون علشان اوصل الشركة
فضحكت مريم والسيدة كوثر التي قالت وفيها ايه يعني لما تتأخر شوية مهي شركتك يابني ومحدش هيحاسبك
اجابها ادهم وهو يعيد ابنه الى حضڼ امه قائلا الشركة بتمر في ظروف صعبة الفترة دي يا ماما و ماينفعش اسيب كل حاجة لكمال لان المسكين بيستحمل فوق طاقته
مريم انا اشفتك تعبان وقلت اسيبك تنام كمان شويه
ادهم طيب يا حبيبتي انا لازم اروح الشغل دلوقتي ومن بكرا جهزي نفسك علشان تبتدي شغل انتي كمان
مريم لسه عايزني
ابقى السكرتيره بتاعتك
ادهم
اظن اننا اتكلمنا في الموضوع دا
قال ذلك ثم قبل وجنتها واضاف يلا سلام دلوقتي
ثم اخذ قبله من خد ابنه وغادر وهو يضع
نظارته الشمسية لتحجب اشعة الشمس عن عيناه وبعدها صعد في سيارته الفاخرة وخرج بها من حدود القصر متوجها إلى الشركة ما هي الا مده معينة قد مضت حتى وصل فنزل من السيارة وصادف كمال في طريقه وادعى هذا الاخير عدم رؤيته لذا استمر بالمشي ولكنه ناداه قائلا كمال استنى
فتنهد كمال وتوقف عن السير بينما ركض ادهم قليلا حتى ادركه وسأله دون مقدمات لسه زعلان مني يا كمال
اجابه كمال معاتبا ايوا يا ادهم لاني هنت عليك وبهدلتني قدام الموظفين بالساهل كدا
تنهد ادهم بتعب واردف متزعلش مني يا صاحبي انت عارف اني مكنش قصدي اعمل كدا بس كنت متعصب اوي بسبب الهاكر الواطي وانا لما بتعصب مبفكرش ابدا ما انت عارفني كويس
كمال خلاص انسى محصلش غير الخير
فابتسم ادهم على كتفه بخفه قائلا يعني مش زعلان
ابتسم كمال ايضا واردف لا مش زعلان قولي بقى مريم والامير الصغير عاملين ايه
اتسعت ابتسامة ادهم واجاب بسعادة غامرة كويسين والحمد لله والجميل ان ابني مبسوط اوي لان بقى عندنا عيلة كبيرة اما مريم فهي كمان مبسوطة اوي
قال جملته الاخيرة وهو يتنهد فانتبه عليه كمال لذا ابتسم بخبث وقال الظاهر ان في واحد اعترف بحبه اخيرا ولا ايه
وضع ادهم يديه بجيوب بنطاله قائلا
بابتسامه ايوا اخيرا قدرت اقولها اني بحبها
كمال هايل طيب وهي كان ردها ايه
اجابه ادهم بضحكة وهي كمان بتحبي يا كمال
فاتسعت ابتسامة كمال وعانقه قائلا الف مبروك يا صاحبي فرحتلك من كل قلبي والله
ادهم متشكر يلا خلاينا نشوف شغلنا
كمال يلا
تسارع في الاحداث الساعة الثانية بعد الظهر
اتصلت مريم على الهام وعندما
اجابتها قالت ازيك يا لولو وحشتيني يا بت
فقالت الهام ممازحة معقول وحشتك وحبيب القلب الحمش جنبك يا مريم !
ابتسمت مريم قائلة متقوليش كدا انتي اختي يا بت واكيد هتوحشيني
فضحكت الهام واردفت انا بهزر معاكي وانتي كمان وحشاني مۏت
مريم طيب ايه رأيك نتقابل
الهام وماله بس هيسمحلك جبل التلج انك تخرجي من البيت
فقالت مريم بحدة انا مش سجينة عنده يا الهام
وسراعان ما تغيرت نبرة صوتها لتقول بدلع وبعدين ليه بتقولي عنه جبل تلج دا طلع رومانسي جدا وكمان حنين اوي
ضحكت الهام وقالت الله كل اللي قعدتيهم في بيته يومين بس وبقيتى بتقولي عنه رومانسي الظاهر ان عم ادهم دا كان رقيق اوي ومش بعيد اني هسمع ان في بيبي تاني جاي في السكة
فقالت مريم بخجل تأدبي يا بت وقوليلي هنتقابل فين
فضحكت الهام قائلة طيب ماشي فاكرة الكوفي شوب اللي كنا بنقعد فيه ايام الجامعة انا قريبه منه دلوقتي وينفع اقبلك هناك
مريم طيب مسافة السكة وهكون عندك
الهام تمام وانا هستناكي
اغلقت مريم هاتفها وتوجهت نحو غرفة المعيشة حيث كانت السيدة كوثر جالسة تداعب حفيدها فقالت ماما ينفع اخرج من البيت علشان اقابل صاحبتي
نظرت السدة كوثر اليها وابتسمت قائلة طبعا يا روحي اساسا انتي مش محتاجة اذني علشان تخرجي بس قولي لجوزك الاول لان دي الاصول يا بنتي
فابتسمت مريم واردفت اكيد هروح اكلمه دلوقتي بس ينفع اسيب ادهم عندك لاني مش هقدر اخده معايا والا هيتعب بسبب الحرارة
السيدة كوثر طبعا دا هيبقى على قلبي احلى من العسل
مريم ربنا يخليكي عن اذنك
قالت ذلك ثم ابتعدت لتهاتف ادهم وما ان طلبت رقمه حتى اجابها فورا وقال بصوته الشجي جرى ايه هو انا وحشتك بالسرعة دي
فابتسمت بخجل وقالت بصراحة انا اتصلت بيك علشان اقولك على حاجة
ادهم ايه هي
مريم انا عايزه اخرج من البيت عشان اقابل الهام صاحبتي بس قلت اخد اذنك الاول
فأبتسم ادهم وقال برافو عليكي وانا مبسوط لانك طلبتي مني قبل ما تخرجي
مريم يعني انت موافق اني اخرج
ادهم ايوا يا
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 37 صفحات