الجمعة 29 نوفمبر 2024

المطارد بقلم امل النصر

انت في الصفحة 32 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


تخطوها وهي منه أغمض عيناه يستمع لنبرة صوتها الحنونة وهي تردف بخجل من خلفه 
اا مساء الخير 
التف اليها قائلا على الفور 
مساء الفل اتأخرتي ليه انا كنت خاېف لامشي من غير ما اشوفك 
اجفلها بسؤاله فقالت وهي تناوله ورقة بيداها 
اصل كنت ببحث على النت على الأدوية المناسبة لحالتك وسألت دكتور كمان قالي على شوية نصايح دونتها هنا في الورقة  

نظر للورقة جيدا ثم اردف وهو يرفع عيناها اليها 
بس انا چرحي خف من ساعة ما شوفتك يايمنى وكل اللي باقي دلوقت چروح سطحية مسيرها تخف مع الزمن لوحدها 
قالت بتوتر 
النصايح دي ضروري تلتزم بيها عشان بس ما يحصلش تطورات متنساش انك مدخلتش مستشفى ولا عملت تحاليل وأشعة 
لو تعبت يا يمنى هانزل من الجبل اطل عليكي واكحل عيني برؤياكي وانا متأكد ان ساعتها هاخف على طول 
ياشيخ والنبي بلاش كلامك ده انا اساسا 
شهقت ولم تستطيع اكمال جملتها فتحركت لترتد وتعود ولكنه أوقفها 
يمنى استني طيب ممكن منك طلب 
تسمرت محلها قليلا تناجي التماسك قبل ان تستدير اليه بثبات زائف 
طبعا اكيد قول اللي انت عايزه 
ممكن تبقي تراعي وردة وتصاحبيها في المواعيد اللي بتحضرها في عيادة الدكتور اصل انا اخري المحها من بعيد لبعيد على ما ربنا يحلها  
ردت يمني 
اكيد هايحلها ان شاء الله ويجمعكم ببعض انا واثقة عشان قلبي حاسس 
طب مش حاسة بحاجة تاني يايمنى 
قال وهو ينظر لها برجاء منتظر الإجابة منها فتابع 
اصل انت صافية قوي وعندك من الطيبة اللي تفتح الف باب مقفول 
تبسمت بشحوب وردت وهي تومئ برأسها 
مش في كل الاوقات الطيبة بتنفع صاحبها بس لو سألتني عنك هاقولك بقلب مليان ان انت ربنا هاينصفك ويجيب حقك دا اللي انا حاسة بيه دلوقت 
نظر اليها جيدا يتحقق من كلماتها التي كانت تردفها بكل تصميم حتى اجفل الاثنان على صوت محمد وهو يهتف عليه 
ياصالح تعالي كلم ابويا جوا عشان في ضيوف عايزينك 
ردد بدهشة وعدم تصديق 
في ضيوفى عايزني انا ! طب ازاي 
خطا الى داخل البيت حتى اذا وصل الى الصالة تسمر واقفا محله وكان صاعقة قوية ضړبت رأسه وهو ينظر الى اخر شخص يتوقع حضوره جالسا بين سالم و يونس وكانه واحد منهم 
دا ايه اللي جابه ده هو في ايه بالظبط 
اردف بها صالح وهو يوجه نظرات الإتهام نحوهم فرد يونس على الفور 
قبل ما تتهمنا ومخك يروح شمال اسمع من الراجل واعرف هو عايز منك ايه 
صح ياوالدي انا لو مطمنتش لكلامه ماكنتش سمحتلوا أبدا انه يدخل بيتي 
قال سالم فرد صالح بعتب 
اطمنتلوا ! انت برضوا ياعم سالم اللي بتقول كدة دا ولده ابن النج 
متكملش ياصالح 
قالها عثمان بمقاطعة وهو ينهض بملابسه الباهظة وهي لا تلائم ابدا المكان فقال متابعا وهو يخطوا نحو صالح رافعا كفيه في الهواء 
إيديا الاتنين اهم رافعهم قصادك فاضين مافيهمش هدومي اللي لابسها تعالي فتشها بنفسك زي ماعمل معايا يونس وعم سالم جايلك لوحدي مش معايا رجالة ابويا اللي طاردوك ولا حتى حراسي انا مش جايلك وانا ناوي على شړ 
امال جايلي ناوي على ايه 
سأله صالح بعدم تصديق فرد عثمان متجاهلا تهكمه 
جايلك في خير يا صالح 
اعتلت شفته ابتسامة ساخرة وهو ينظر اليه قائلا 
جاي في خير للي قتل ابوك ! هو انت فاكرني عبيط يابني ولا فاكر صالح بتاع زمان اللي غدر بيه ابوك وضيعه وضيع اعز ماله هو نفسه ماتغيرش طب ازاي 
تنهد عثمان قليلا ثم اردف 
انا لو ما كنتش عارف صالح بتاع زمان كويس مكنتش جيت دلوقت اكلمك بقلب مليان وانا راجل اعزل 
مط شفتيه صالح وهو ينظر اليه بتمعن صامتا قبل ان يلتفت على صوت سالم وهو يخاطبهم 
خلوا كلامكم وانتوا قاعدين عشان تاخدوا وتدوا مع بعض زين تعالي يا استاذ عثمان تعالي ياصالح ياولدي اقعد هنا واسمع منه زي ما سمعنا انا واخويا منه وميز بعقلك ان كان بيتكلم صدق ولا بيبلفنا كلنا 
اذعن عثمان وارتد ليجلس على احد المقاعد يثني بنطاله زفر صالح قبل ان يخطو ليجلس أمامه ويستمع اليه مضطر بناءا بعد الحاح سالم عليه جلس مشبكا كفيه يتنفس پغضب قبل ان يومئ بكف يده اليه قائلا 
اتفضل يا استاذ عثمان اتكلم واتحفني بالخير اللي انت جاي فيه
لواحد قتل ابوك !
وانت مين قالك ان انت اللي قټلت ابويا 
مال صالح اليه برأسه فقال بنبرة غريبة وخطړة 
اسمع اما اقولك من البداية كدة انا مش عاوز لوع معايا في الكلام دا لو عايزني

اسمعلك انت عارف ومتأكد كويس اني قټلت ابوك بأمارة التلت طلقات اللي رشقتهم في صدره وشوفته وهو بيتقلب في الارض قدامي 
اغمض عثمان عيناه قليلا قبل ان يردف بنفاذ صبر 
الله يخليك بلاش الوصف عشان دا مهما كان يبقى ابويا 
ولما هو ابوك ماجيتش ليه وخدت طارك مني لا وكمان جاي تكلمني بكل برود وتقولي انا عايزك في خير 
سأله صالح بتشكك رد عثمان 
عشان مش عايز اكرر ظلمك من تاني انت رشقت في قلب ابويا وصدره تلت طلقات بس في المقابل هو عمل ايه عشان يوصلك لقټله 
ضيق صالح عيناه يستمع بتركيز فتابع عثمان 
انا عارف كل الحكاية ياصالح من طق طق لسلام عليكم وما تستغربش لما اقولك ان عارف الحكاية من أصحابها الاساسين اللي حضروا وشاركوا في ظلمك بسكوتهم 
تقصد والدتك 
اردف بها صالح بأعين مشټعلة من الڠضب اجابه عثمان 
ايوة ياصالح امي هي اللي قدرت تلم موضوع قټلك لابويا لما نبهت على الخدم اللي شافوك محدش فيهم يجيب سيرتك هي اللي وصت اخوها الدكتور اللي اتولى حالة ابويا وهو بېموت انه يكتم الخبر ومايبلغش عن قټله زي ما خلته بعد كدة يزور شهادة الۏفاة وتبقى ۏفاة عادية مش قتل وسين وجيم امي ياصالح دخلت لابويا وهو بيطلع في الروح وقالتلوا بالفم المليان عالي هاتعملوا من بعده عشان يخفف عن ذنبه في حقك يمكن يشفع ليه عند ربنا ويخفف العقاپ !
قطب صالح يسأله بعدم فهم 
اللي ايه هو بالظبط عشان انا مش فاهم حاجة منك 
تنهد عثمان قبل ان منه قائلا بجدية 
امي هاتجيبلك حقك ياصالح 
انشق ثغره بابتسامة ساخرة تحولت لضحكة غير مفهومة قبل ان يتوقف اخيرا يقول 
اهي دي تبقى صحيح نكتة الموسم انت جاي تهزر ياعثمان ولا دي لعبة جديدة بتلعبها امك عليا بعد ما خرست زي الشيطان الأخرس وخلتني اشيل تهمة تمس عرضها قدام العيلة كلها 
رد عثمان 
انا عارف ان انت ليك حق متصدقش بعد كل اللي حصلك بس اوزنها كدة بعقلك ابويا اللي اتدفن بسره ومحدش عرف انه ماټ مقتول انا اللي جايلك بنفسي بعد ما دورت وتعبت عنك لو كنت عايز اذيتك كنت خليت رجالتي وانت لابس النقاب في العيادة وبتقابل اختك سړقة اصلك متعرفش ان اللي حصل كان بناء على اتفاقي مع سيدة خدامة اختك اللي والدتي شايلاها في عنيها من ساعة ماخرجت من المصحة 
برقت عيناه صالح وهو يستوعب كم المعلومات التي يدلي بها عثمان امامه والذي تابع 
انا جاي برجلي بعد ماخليت رجالتي تراقب وتعرف مكانك جايلك وانا مادد ايدي لك عشان تشوف الحرية وتعيش عمرك اللي جاي وتعوض اللي راح منه 
يتبع بقلم امل نصر
الفصل ٢٦
بشرفتها التي كانت تنتظره فيها كل يوم بعد ان يقضي سهراته الماجنة ويعود اليها تفوح من فمه رائحة التبغ المختلطة برائحة الخمر في عادة اتبعها منذ ان تمكن وضمن كل شئ بيده منصب النيابة في المجلس مال العائلة الذي اصبح بيده وحده المتصرف فيه بعد ان تخلص من صالح الذي كان رقيبا معه رغم صغر سنه بإدخاله السچن ومۏت والدته بحسرتها ثم ذهاب عقل شقيقته التي كان من الممكن ان تكون شاهد الاثبات الوحيد ضده فظلت هي الوحيدة المشتركة بظلمه وقلبها ېنزف يوميا من هذا الحمل الثقيل تنهدت بثقل وهي تناجي الله الخلاص انتبهت فجأة على صوت سيارته التي دلفت من البوابة الرئيسية الان من باب القصر راقبته وهو يترجل منها يميل يمينا ويسارا بعدم اتزان بفضل الخمر لفت شالها كي تدخل وتنتظره بغرفتها ولكنها اجفلت على هذا الغريب الملثم والذي خرج من قلب الأشجار الكثيفة في الحديقة والظلام الدامس وهو يباغت زوجها بضړبة بقبضته من الخلف جعلته يلتف مجفلا همت لتصرخ ولكنها توقفت فور ان رأت وجهه بعد ان رفع الشال عن وجهه تمتمت بصوتها تريد الصړاخ او ان تثنيه عن ما ينتوي فعله ولكنها خشت ان تنبه بصوتها الخدم والحراس فتتلبسه تهمة اخرى كسابقتها حسمت امرها بالذهاب اليه للفصل بينهم ركضت كطفلة صغيرة من غرفتها حتى نزلت الدرج وقبل ان تصل لباب القصر حدث ما كانت تخشاه فتوقفت قليلا پصدمة وهي تسمع صوت الطلقات الڼارية وبعدها حدث الهرج والمرج في داخل البيت وخارجه كانت هي اول من تلقف زوجها الذي توقف بطلقات صدره لا يستطيع النفس ولا الحركة ودمائه اغرقت رخام الدرج أسفله هتفت بجزع 
اتحامل على نفسك شوية ياشعبان على ما اتصل باخويا الدكتور يبعتلك عربية الإسعاف من المستشفى الخاص بتاعته 
حدق بها صامتا وهو يرتجف من هول ما ينتظره وقد غفل عن النهاية ولم يعمل حساب هذه اللحظة ولقاء الخالق اطلاقا  
اتى صوت الحارس من قريب 
الحراس بيطاردوا المچرم اللي عملها واكيد ان شاء الله هايوصلوله 
صاحت هي بحزم على الرجل 
احنا مش هانستنى حد روح هات عربيتوا وتعالى معايا بسرعة قبل

ماحد من بقية البيت يطلع واسمع اللي هاقولك عليه عشان تنفذه بالحرف الواحد 
حاضر ياهانم امرك 
ذهب الحارس مهرولا والټفت هي لزوجها تخاطبه بشدة 
المرة دي مش هاكرر الظلم يا شعبان سوا ربنا خد بإيدك او روحت للي خلقك كفياك كدة عشان ربنا ياخد بإيدك او يشفعلك فعل واحد في اخر حياتك 
اومأ لها برأسه وسالت من عيناه دامعة ساخنة وقد شعر النهاية 
فاقت من الذكرة الأليمة تمسح بطرف اصبعها الدموع العالقة على وجنتيها وهي واقفة امام المراة تنهدت تعيد جمع شتات نفسها وعادت لتلف حجابها بعد ان توقف عن لفه ولم تشعر مع شرودها ثم تحركت لتترك غرفتها وتفعل ما ودت فعله منذ سنوات 

بعد قليل كانت ثريا واقفة بجوار ابنها في استقباله في قلب المنزل وسط استهجان بقية الأسرة ودهشة العاملين بالقصر دلف وخلفه سالم ويونس الذي القى التحية بعفويته 
السلام عليكم 
ردد الجميع التحية وخاطبت ثريا صالح قائلة 
ازيك ياصالح مش هاتسلم عليا بإيدك 
رمقها بنظرة ممتعضة من اعلى لأسفل فقالت بلطف 
طب ممكن
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 35 صفحات