الخميس 28 نوفمبر 2024

المطارد بقلم امل النصر

انت في الصفحة 31 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


منه لله اللي شوه سمعتك 
اومأ له صالح بابتسامة بزواية فمه 
اهو راح عند ربنا ياعم سالم وفي دار الحق دلوك ربنا اولى بيه 
حدق به قليلا سالم يزن برأسه كلمات صالح التي اصابت الحقيقة ثم أردف مستسلما 
طب مدام كدة بقى اقعد قضي اليوم معانا وخلي المشي يبقى بالليل عشان الليل ستار واهو بالمرة تلحق تسلم على يونس ولا انت مش عايز تسلم عليه 

رد صالح بابتسامة على مشاكسة الرجل 
حرام عليك ياعم سالم هو انا لدرجادي غبي يعني عشان مقدرش جدعنة الراجل معايا في اخر ايامي معاكم 
لا ياولدي اسم الله عليك

من الغباوة انا بس بنكشك  
قالها سالم على ركبته بدعم ولكنه اجفل على دلوف محمد اليهم فجأة هاتفا 
يابوي يابوي في ناس ضيوف جاين يشوفوك 
قطب سالم يسأله باستفسار 
ناس مين يامحمد كمان اللي جات وانا اختى هي وولدها توهم مروحين على بلدهم 

بتقولي مين ياسمر انت متأكدة من كلامك ده 
سألت ندى بجزع شقيقتها لا تصدق ما تفوهت به امامها ردت الأخرى بتأكيد 
يابت بقولك هو نفسه الشاب اللي جه عندينا سابق انا شوفته بنفسي وعرفته بس دا جدع بارد قوي مدام رفضناه يبجي بيتنا تاني ليه 
انسحبت الډماء من وجه ندى وهي لا تدري سبب هذه الزيارة المفاجئة منه بعد ان اغلقت الموضوع حينما أبلغته برفض والدها ترى لماذا أتى الان وماسبب الزيارة الكريمة ذهبت عيناها نحو حقيبتها وهي تتذكر السلسال الذهبي الموجود بها 
يانصبتي ليكون جاي يفضحني ويقول لابويا عليها انا نسيته ازاي بس ده 
تمتمت بها محدثة نفسها بصوت خفيض لفت نظر شقيقتها 
انت بتكلمي نفسك ياندى لتكوني كمان عايزاه الحزين ده وترجعي بقى تتقمصي وتعمليها موال من تاتي مع ابوك وامك 
نفت برأسها ندى فقالت وهي تزدرد ريقها بتوتر 
هو ابوكي قاعد معاه فين دلوقت 
في المضيفة اللى برة البيت اصل ابوكي مارديش يدخلوا البيت ولا اؤضة الجلوس حتى 

كان سالم يستمع اليه صامتا مضيقا عيناه بتفكير لكل كلمة او فعل يصدر منه اثناء حديثه حتى اجفل اليه
سائلا 
ساكت ليه يا عم سالم ماتتكلم وقول حاجة بدل ما انا قاعد كدة وكأني بكلم نفسي 
رد سالم بهدوء 
يعني عايز اقول ايه بس ياولدي لا حول ولا قوة الا بالله 
يعني ايه مش فاهم فسر كلامك معايا ياعم سالم 
زفر سالم بداخله قبل ان يميل اليه قائلا 
افسر واقول ايه بس ياولدي انا قولتلك من المرة اللي فاتت انا مش هاجوز بتي لحد غريب دا سلو بلدنا واحنا ماشين عليه يعني مش عيبا فيك ولا في اصلك لا سمح الله عشان تيجي تكرلي تاريخ عيلتك والناس الكبيرة فيها 
ياعم سالم هو انت هاتجوز بتك برة البلد دي هاتبقى في نفس المحافظة معاك يعني بمواصلة عربية هاتبقى عندها دا غير اني موافق على اي شرط انت تقول بيه ولو طلبت نجوم السما هاجيبها انا لندى ومش هاقول لا 
قالها كرم بمحايلة فكان رد سالم 
ياولدي هي غنيوة ماانت قولت الكلام ده المرة اللي فاتت واتكلمت على ظروفك المرتاحة وانا برضوا سمعت منك وقولت ايه اللي هايخليني اغير رأيي تاني 
اللي يخليك تغير رأيك هو ان بتك عايزاني 
قالها بدون تفكير فاحتدت عيناه سالم وقال موجها اليه پغضب 
انت واعي للكلام اللي انت بتقوله دا يطير في رقاب 
ازدرد ريقه كرم ورد على تخوف 
ياعم سالم انا مابطلبش منك حاجة عفشة ولا شينة انا كل اللي طالبه منك هو حلال ربنا من واحدة انا بحبها الحب حلله ربنا يعني ارحم انت بقى وحس بينا انا عايزها وهي عايزاني تقف ليه انت في طريقنا وتحرمنا من بعض 
صمت قليلا سالم يحدق به بنظرة مرعبة قبل أن ينهض فجأة قائلا بصوت خفيض ومريب 
اسمع ياض انت تلم نفسك من هنا وعلى موقف البلد عدل قبل مااخسر حباية العقل اللي فاضلين جوايا واطلع بندقيتي اخلص عليك واډفنك حي مكانك وملكش عندي ديه 
نهض كرم يرد باحتداد متسارع الانفاس 
بس انت كدة هاتبقى راجل ظالم بتحرمني من اعز حاجة عندي ومن حلال ربنا انا مش جاي اشحت منك 
أومأ له سالم برأسه نحو الباب بأعين مخيفة وهو يجاهد لعدم التهور 
كلمة تاني ومش هاسمي عليك على الباب اللي قدامك ده دلوقتي حالا اخلص يااااض  

وعند صالح الذي كان مستلقي في فراشه بعد ان فارقه الليلة الفائتة انتفض فجأة على صوت الصړاخ الخارج من قلب البيت اعتدل بجزعه وخرج سريعا على مصدر الصوت ليجد يمنى ووالدتها وسمر ملتفون حول سالم يحاولون للفصل بينن وبين ابنته ندى التي كان بشعرها بقوة وهو يهدر عليها 
ردي يابت الكل الواد ده انت اللي باعتاه ولا لأ 
ندى وهي تصرخ بين يديه مټألمة 
والله مااعرف بجيته يابوي هاتلي مصحف وانا احلف عليه قصادك 
صاحت نجية على زوجها 
بتقولك انها ماتعرفش سيبها ياسالم البت هاتموت في يدك 
مع اصرار سالم تقدم صالح على تردد ليحاول معه هو الاخر 
صلي على النبي ياعم سالم ايه لزوم الضړب بس 
هتف سالم بقوة مخاطبا ابنته 
امال الواد ابن الفرطوس دا جايب الجرئة دي منين يدخل بلد غريبة ويلح في طلب الجواز لا وكمان يقولي بتك عايزاني عرف منين ان انت عايزاه يابت الكل 
جحظت عيناها ندى وارتشعت شفتاها وقد اصبح وجهها كتلة حمراء فقالت پبكاء
كداب يابوي والنعمة كداب انا قولتلك انه بعتلي واحدة قريبته تسالني يمكن هي اللي الفت من مخها ولا هو اللي بيتبلى عليا انا ايه ذنبي ياناس 
ضغط صالح بقوته حتى فرق الرجل

واحد بارد ورامي دمه علينا ايه ذنب البت عشان تيجي وتنشدلها كدة دي مش عوايدك دي ياابو محمد 
تلاحقت انفاس سالم وهو يجاهد لضبط النفس 
انا دمي بيغلي والشيطان صورلي مية حاجة قدامي الواد ده كان هايخليني ارتكب چريمة دلوقت اعمل ايه انا بقى لما الاقي واحد يقولي جوزني بتك ياظالم وماتحرمناش من بعض 
التفتت الجميع پذعر نحو سالم بعد سماع جملته حتى ندى التي توقف بكاءها فجأة فقالت نجية بازدراء 
واسمه ايه الحزين ده اللي بيخربط بالكلام ده
يقطعه ياشيخة ويقطع سيرته
قال اسمه كرم قال
الټفت صالح نحو ندا بعد سماع الاسم ينظر إليها پصدمه وقد تذكر محادثتها أمس مع شخص ما بنفس هذا الاسم
الفصل ٢٥
ډافنة وجهها في جبلبابه بين يديها تتنشق رائحته وكأنها الحياة وهي تبكي بحړقة ألم الفراق متى جاء وكيف تغلغل عشقه بداخل قلبها لاتعلم كيف ستقضي الباقي من عمرها وقلبها معلق بعشق مستحيل لاتعلم كيف لها أن تتزوج من رجل اخر وهناك من امتلك وجدانها بل والنفس الذي تتنفسه لاتعلم نزعت الجلباب عن وجهها بصعوبه بعد أن اغرقته بدموعها لتطويها داخل الحقيبة الجلدية الصغيرة ومعها بعض الاشياء الخاصة به كالمحفظة وبطاقة الهوية التي اظهرت صورته بها كم كان جميلا ووسيما قبل سجنه وظلمه وضعت معه ادويته وبعض الأشياء الضرورية التي قد تلزمه في منفاه طريدا في الجبل 
بت يا يمنى خلصتي ترتيب الشنطة 
قالت نجية بعد أن دلفت فجأة لداخل الغرفة دون استئذان مسحت يمنى بكفها على وجهها لتمحو اثار الدموع العالقة ولكن قد فات الاوان 
كنت بتقولي حاجة ياما 
قالت يمنى وهي تلتفت لوالدتها التي تسمرت محلها بعد رؤية ابنتها ردت نجية وهي تناولها حقيبة بلاستيكية كبيرة 
كنت جاية اسألك خلصتي ترتيب الشنطة ولا لسة عشان اديكي الكيس دا تحطيه جمب حاجة صالح 
قالت يمنى تداري ارتباكها 
في ايه اللي حطاه الكيس ده ياما 
الكيس ده في وكل ونواشف يقضي بيها ايامه على ما ربنا ياخد بيده ويشفى عنه هناك 
قالت نجية فردت يمنى بابتسامة شاحبة 
كويس ياما كويس قوي دا هايدعيلك اكيد 
قالت نجية بمغزى 
انا مش عايزاه هو يدعيلي انا كفاية عليا انت بس تفوقي لنفسك وتطلعي من الأوهام اللي انت عايشة فيها 
حدقت في والدتها پصدمة فتابعت نجية
كان قلبي حاسس من الأول بس كنت بكدب نفسي اصحي يايمنى وقومي اغسلي وشك وتعالي برة اقعدي معانا زيك زي بقية اخواتك صالح حبناه ولا كرهناه برضك في الاخير ماينفعكيش وانت عارفة من غير ماقولك صح ولا لاه يابت بطني 
اومأت برأسها لها يمنى بأعين دامعة تظهر حجم الالم بصاحبها 
صح صح قوي ياما 
بوسط الردهة الفسيحة للمنزل كان جالسا بينهم على كنبة خشبيه بجوار سالم ومحمد والبنات سمر وندى في الجهة الأخرى ومعهم والدتهم التي انضمت اليهم اخيرا بعد ان فرغت من مجموعة الاطعمة التي احضرتها لصالح يتعرف ويتسامر معهم بعد ان قضى معظم اليوم بينهم وتناول وجبتي الغذاء والعشاء معهم وكأنه احد أفراد الأسرة 
يعني انت على كدة في
ثانوي عام بقى ياسمر طب حلمك تطلعي ايه 
ردت سمر بتفاخر على سؤاله 
ناوية بآذن الله ادخل هندسة عشان انا شاطرة في الرياضيات وبجيب فيها النهائيات 
ايوة ياختي شاطرة بس هلكاني في الدروس 
قال سالم بتدخل في الحديث معهم زامت سمر بتأفف 
ماهي الدروس لازم يابوي ولا انت فاكرني يعني هاجيب النهائي كدة لوحدي من غير مساعدة ماينفعش طبعا 
ابتسم صالح وهو يرى رد فعل سالم الذي التوى ثغره بامتعاض قبل ان يردف 
والنبي انتوا ولا حاجة نافعة معاكم لا اللي داخلة ثانوي رحماني ولا اللي داخلة فني برضك رحماني كلكلم ناحلين وبري وبس 
قلبت ندى عيناها دون رد على كلمات ابيها ولكنها تفاجأت بنظرة غريبة من صالح نحوها قبل ان يتجه نحو محمد يسأله متصنع الجدية 
وانت ياأستاذ محمد مش ناوي تقولنا بقى انت نفسك تطلع ايه عشان ناخد فكرة يعني 
هادخل الزراعة عشان ابقى مزارع 
هي الساعة كام دلوقت 
اجابه سالم وهو ينظر بساعة يده 
الساعة داخلة على تسعة ونص يعني اصبر شوية على ما الحركة تهدى في الشارع عشان ماحدش يشوفك وانت طالع 
خلاص طب انا عايز ادخل استنى في الجنينة ينفع 
قال صالح وهو ينظر بيأس لباب غرفتها التي اندست فيها ولم تخرج منها منذ ساعات  
رد سالم وهو ينهض معه 
ادخل ياولدي البيت بيتك بس بقى انا هاطلع برا البيت عشان اراقب حركة الناس في الشارع وبالمرة استنى يونس اللي اتأخر قوي النهاردة مش عارف ليه لا وكمان مابيرودش على تلفونه 
ردد من خلفه صالح 
خير ان شاء الله

ياعم سالم ماتقلقش 
بعد قليل 
كان واقفا بالحديقة الخلفية للمنزل اسفل شجرة الجميز ينظر للخضرة في الظلمة القاتمة ويستمع لصوت الليل بها بعد أن فقد الأمل بتوديعها وقد ساعة رحيله وهو مازال ينتظر ظهروها قبل ان يدلف اباها ويخرج معه فجأة شعر بوجودها خلفه تقافزت دقات قلبه داخل صدره مع شعوره بكل خطوة
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 35 صفحات