الأربعاء 27 نوفمبر 2024

براثن اليزيد بقلم ندى حسن

انت في الصفحة 50 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


إلى جبهتها وتحدث قائلا بشغف وحب كبير وهو يتمنى داخله أن يمر كل شيء بسلام
مش هسيبك أبدا حتى لو عملتي ايه
داهمته بكلمتين فقط وهما كل ما تشعر به الآن بعد تلك الأخبار السيئة الذي استمعت إليها
أنا
خاېفه
كان أثرهم كبير عليه هو الآخر هل يقول لها أنه أيضا خائڤ أم يصمت أجابها بجدية وإيمان
مټخافيش أنا عندي إيمان إن كل حاجه هتبقى كويسه ربنا كبير.. ولو مش هيكرمني علشاني يبقى علشانك أنت أنت متستحقيش أي حاجه وحشه تحصلك

خرجت الدموع مرة أخرى آتية من خلفها شلال لن يستطيع التحكم به بينما أردفت
يارب يا يزيد.. أنا مش هستحمل يحصل للبيبي حاجه بجد
مش هيحصل حاجه بإذن الله
قالهاتماما استمعت إلى ضربات قلبه التي تقرع كالطوالدها ما حدث في السابق بالكذب بطلب من زوجته حتى لا تهتز صورته أمامهم وقد قال بأن قد حدث سوء تفاهم بين زوجته ووالدته وكانت هي على حق ووقف بصالح والدته ولذلك فعلت كل هذا لم يقتنع والدها ولا شقيقتها ولكن هم رأوها كيف كانت حزينة في غيابه عنها متأكدين من حبها إليه وإن كانت عودتها ستجلب السعادة والراحة إليها فلما لا..
بعد أسبوع
دلف يزيد إلى غرفة نومه وهو يحمل على يديه صينية عليها أطباق بها طعام ويرتدي مريول المطبخ على ملابسه البيتية كم كان مظهره مضحك!.. منذ أن أتت معه إلى هنا وهو هكذا لم يذهب إلى عمله وبقى معها ليهتم بصحتها كما قالت الطبيبة حتى يكون طفلهم بخير تأتي ميار لتحاول مساعدته في أي شيء ولا يوافق يريد أن يفعل لها كل شيء بنفسه محاولا أن يعوضها عن ما مرت به بسببه..
وضع الصينية على الطاولة بالغرفة ثم تقدم إلى الداخل ليقف جوارها وهي نائمة على الفراش ممسكا بيدها ليجعلها تجلس براحة بعدما كانت ممددة عليه نظرت إليه باستغراب ثم هتفت بسخرية مبتسمة
أنا ممكن اتعدل لوحدي على فكرة!..
نظر إليها بعد أن جلست ووضع خلف رأسها وسادة ليتحدث بجدية وهو يتجه ليجلب صينية الطعام
إحنا قولنا ايه مش عايز اعتراض على أي حاجه
زفرت بضيق وهي تراه يضع الصينية على قدميها نظرت إلى محتواها لتجد طبق به نصف دجاجة قام بسلقها فقط! طبق من شوربة هذه الدجاجة وطبق أرز لن تستطيع أكل ربعة رفعت نظرها إليه بحنق وهي تراه يفعل أكثر مما قالت الطبيبة لا يطعمها إلا دجاج لحوم شوربة خضار وأي شيء يستطيع أن يفعل منه شوربة ويدخل به اللحوم!..
تحدثت بضيق وهي تنظر إليه باعتراض على هذا الطعام
على فكرة أنت محبكها أوي أنا زهقت من الأكل المسلوق ده وبعدين ايه الكمية دي مش هاكل كل ده
وضع يديه أمام صدره
ونظر إليها بنصف عين وهو كل لحظة وأخرى يراها تعترض على ما يفعله أردف مجيبا إياها بجدية
إحنا اتفقنا من أسبوع فات لحد معاد الدكتورة هتسمعي كلامي في كل حاجه بدون نقاش وبعدين أنا عارف أنا بعمل ايه
طب شيل الصينية دي عايزة أطلع بره أنا اتخنقت
بجد الدكتورة مقالتش كده
مروة!
نعم
استدار واتجه ناحية باب الغرفة ليخرج منها وهو يهتف بجدية
كلي يا حبيبتي علشان معاد العلاج
أمسكت الملعقة بهدوء ثم بدأت في تناول طعامه الذي يفعله بنفسه كل يوم لها وقد كان بطعم لذيذ هي نفسها لا تستطيع فعله وجدته يعلم كيف يطهي الطعام وحده قد استغربت في البداية ولكنه أخبرها بتواجده وحده هنا قبل زواجه منها لذا كان يطهو الطعام لنفسه..
تراه يفعل كل شيء يستطيع فعله ليجعلها تشعر بالراحة والأمان منذ أن أتى بها إلى هنا أعتذر ألف مرة عما حدث في السابق حاول بشتى الطرق أن يتحدث معها فيه ولكنها منعته عن ذلك قائله بأنه قد مضى تراه وهو يفعل ما بوسعه لينقذ طفله ويكون معها ومعه تعلم أيضا أنه يحبها بل يعشقها وتعلم أنه أعتذر عن خطأه وابتعد عن عائلته ولكن...
لكن هناك شيء بداخلها قد كسر ربما ثقتها به أو الشعور بالأمان جواره لا تدري ولكن هي ليست على طبيعتها ليست كما كانت معه بالسابق الآن كلماتها محسوبة وتحاول قدر الإمكان التفكير بكل شيء قبل قوله.. لا تدري أهي ټخونه أم ماذا ولكن كل ما تعلمه جيدا أنها لم تعد كما السابق هناك شيء أخذه كذبه عليها.. لم تكن كما السابق أبدا
ربما ستعتاد!..
جلس يزيد على مقعد الطاولة بالمطبخ بعد أن خلع عنه ذلك الرداء كم كان منزعج! الآن هو يحاول بكل الطرق أن يفعل لها ما تريد ويحاول أن يبقى طفله بخير ويقدم كافة الاعتذارات عما حدث وكل شيء بوسعه يفعله..
تتحدث معه ولكن ليس كما السابق.. يشعر أنها معه بجسدها فقط وليس هناك روح ليست زوجته مروة يقول لنفسه ربما هذا بسبب ما يحدث هذه الفترة ربما تمر وتعود كما هي فهو يحتاج إلى زوجته وبشدة!..
بعد أسبوع آخر
نقول مبروك
هذا ما قالته الطبيبة بعدما وقفت على قدميها من أمام ذلك الجهاز واتجهت ناحية مروة تزيل عن بطنها تلك المادة اللزجة بمناديل ورقية وهي تبتسم بهدوء..
نظرت إليها بعدم تصديق وأمسكت يدها تضغط عليها سائلة إياها بخفوت وقد تكونت الدموع بعينيها
بجد والله
ابتسمت الطبيبة مرة أخرى بسعادة أكبر لرؤيتها سعيدة هكذا ثم أومأت إليها بتأكيد فخرجت دموع عينيها بفرح كبير وأخذت تردد بهدوء كلمات الشكر لله نظرت الطبيبة إلى يزيد الذي ينظر إلى زوجته بحب كبير وقد تهللت اساريره عما كان يدلف وهتفت بهدوء
أنا بقول إن الفضل يرجع لأستاذ يزيد بعد ربنا دي أول مرة يجي معاكي لكن واضح التحسن
أجابها هو هذه المرة وهو ينظر إلى مروة بشغف واشتياق جارف
ومش هسيبها تاني أبدا
فرحته الآن لا توصف منذ أن قالت الطبيبة هكذا وهو يريد أن يأخذها بين أضلعه يعبر عن فرحته وهو يراها 
شعر بطعم الماء المالح بين قبلته لها فعلم أنها تبكي أبتعد لينظر إليها وقد كان حقا رفع يدها ليضعها على وجنتيها يزيل دموعها الغالية بإصبعه الإبهام وهو ينظر إلى عينيها بعمق..
تحدثت بخفوت ونظرة أمل تشع من عينيها بعد أن وضعت يدها على يده
أنا فرحانه أوي يا يزيد ونفسي تكمل فرحتي على طول بيكم
هتكمل... هتكمل يا مروتي
اليوم التالي
وقعت السعادة من السماء على حياتهم منذ أمس منذ الاستماع على ذلك الخبر المفرح أخذها يزيد اليوم لتناول العشاء في الخارج في مطعم هادئ يحمل داخله أجواء رومانسية متنازلا اليوم عن أكلاتها الصحية وراحتها في الفراش..
بعد انتهاء الليلة عاد بها إلى المنزل وقف أمام الباب ثم وضع المفتاح بالمزلاج ليفتحه بهدوء وكان البيت معتم للغاية جعلها تدلف إلى الداخل هي الأولى ثم دلف خلفها وأغلق الباب..
وضعت يدها على مفتاح الكهرباء لإضاءة الأنوار في البيت ولتستطيع أن ترى وتدلف للداخل ولكن كانت الصدمة هنا بعدما رأت ما حدث في البيت هو لم يكن هكذا قبل أن تخرج!..
نظرت إلى يزيد بدهشة واستغراب رسمت على ملامحها بالكامل وبادلها هو الآخر تلك النظرة مثلها دلفت إلى الداخل وعينيها متسعة بشدة تدقق 
ايه
كم هي غبية!.. اليوم هو عيد زواجهم
اليوم أصبح متزوج منها منذ عام مضى!.. متى مضى.. نظرت إليه وهي تشعر بالخجل الشديد لأنه متذكر وهي لا في قانون الرجال من المفترض أن يكون العكس..
ابتسم باتساع ثم أخرج يده وأخذ من يديها ذلك الخاتم الذي مازالت
متمسكة به ثم انحنى ليجلس على
ركبة قدمه اليمنى ورفع نظرة إليها بحب وآسف بعشق وحنان مشاعر كثيرة داخله ثم قال بخفوت
اتجوزتك من
سنة بالظبط يمكن جوازي منك كان مبنى على الكدب بس ربنا أخد حقك مني والنهاردة وبعد سنة بقولك تقبلي تتجوزي يزيد الراجحي من تاني.. يزيد اللي تعرفي عنه كله حاجه حتى الحاجات اللي هو مايعرفهاش عن نفسه
ابتسمت باتساع وهي تراه يقدم يده إليها ويتحدث بكل هذا الحب حركت رأسها يسارا ويمينا وعينيها تدمع بسعادة فنظر إليها باستغراب وهو يراها تفعل تلك الحركة دليل على رفضها له..
بحبك أوي يا مروتي
وأنا كمان بحبك أوي
تحدث مرة أخرى وهو يشاكسها بمرح ليعود كما السابق ذلك الجو الذي كان يجمعهم سويا
بس مش عارف احضنك بطنك كبيرة أوي
ضړبته بخفة على ظهره وهي تبتسم مجيبة إياه بانزعاج تصنعته لأنها تعلم ما الذي يريد فعله
مش عارف ايه أنا لسه 
ندا_حسن
وما الحب إلا للحبيب الأول مهما حدث
مهما قال ومهما فعل يبقى الحب 
للحبيب الأول
أربعة أشهر مروا سريعا لم يشعر بهم أحد لأن الأجواء كانت مليئة بالسعادة والحب لا يعكر صفو حياتهم سوى بعض الأشياء اللازم وجودها في حياتنا كما أي شخص..
أصبحت مروة في بداية الشهر التاسع من حملها لقد استرجعت كل ما فقدته في غياب زوجها عنها هو من أهتم بها بالكامل كل شيء يخصها كان هو المشرف عليه ليضمن سلامتها وسلامة طفله القادم..
استعادت السعادة والفرح الذي غاب عنها في غيابه رأت حياتها بشكل مختلف بعد عودته إليها وأيضا وهي تشعر بطفل منها ومنه يكبر داخل احشائها..
شعورها بالأمان جواره بعدما حدث ولكن هو غير كل شيء رأته يزيد زوجها وحبيبها ووالد طفلها رأته من عشقته بحنانه ورجولته..
الآن تعيش معه حياة زوجية سعيدة بعيد عن عائلته وعائلتها بعيد عن قيل وقال فقط هي وهو..
بينما هو لا يستطيع وصف شعور السعادة وهي جواره حقا كانت روحه بعيده عنه في بعدها لم يكن يتخيل نفسه أن يعشق إلى هذه الدرجة!..
حياته وقفت عليها بالمعنى الحرفي يذهب لعمله صباحا يعود ليرى العاملة التي أحضرها لها لتكون جوارها يساعد زوجته فيما تحتاج يشرف على دوائها.. كل شيء هو كان يفعله لها.. ولا يستطيع شرح حالته ومدى سعادته بوجودها..
ما يلا نروح بقى يا مروة كفاية كده
نظرت إليه بجدية ثم أردفت قائلة وهي تعود بظهرها للخلف
حاضر يا حبيبي بس أما بابا يطلع من تحت نسلم عليه ونمشي
اعتدل في جلسته وهو ينظر إلى رفع يده بعد وقت بعدما نظرت إليه مروة تحثه على ذلك بعصبية..
جلس تامر معهم بعدما تسألوا عن أحوال بعضهم وجدت مروة أن زوجها لا يتجاوب ويبدو عليه الڠضب الشديد من بعد رؤية تامر حقا لا تعلم لماذا لا يحبه هكذا فهو طيب القلب ولم يفعل له أي شيء سيء بدون أسباب ولكن تفاديا للمشاكل يجب أن يذهبوا..
مالت عليه وتحدثت بصوت خافض قائلة بجدية بينما شقيقتها منشغلة مع زوجها
أنا بقول نمشي أحسن هروح الحمام يكون بابا طلع ونمشي على طول
نظر إليها مبتسما بهدوء وبراءة لا تحكى وللحق قد خاڤت منها للحظات وقفت بهدوء وهي تستند على يده الذي رفعتها ثم ذهبت خارجة من الغرفة لتذهب للمرحاض..
خرجت بعد لحظات من المرحاض متوجهة للمطبخ ورأت شقيقتها
 

49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 55 صفحات