الأربعاء 27 نوفمبر 2024

بقلم فاطمة ابراهيم

انت في الصفحة 35 من 83 صفحات

موقع أيام نيوز

المرأه أن تجلس بجوار رأس الفرس وتمرر يدها على وجهها لتطمئنها أخذت بقص المشيمة وحاولت مساعدتها على سحب المهر الى الخارج أثناء انهماكها فى عملها مرت سيارة عمر فى طريق عودته الى المزرعة لفت نظره الفتاة المنحنية على الفرس الراقد تحت ظل احدى الأشجار نظر الى الخلف ليتبين هيئة ياسمين عاد قليلا الى الخلف وأوقف السيارة على جانب الطريق ونزل ليتبين الأمر ماذا تفعل هنا ومن تلك المرأة الجالسه بجوار المهر اقترب منهما وكانت ياسمين قد بلغ منها التعب مبلغه فلم تستطع بجسدها النحيل أداء المهمة بمفردها اقترب عمر قائلا 
بتعملى ايه هنا 
نظرت اليه وقالت بلهفة 
بسرعة تعالى ساعدنى
وقف عمر لبرهه وكأنه لا يعى ما تقول فأعادت ما قالت پحده 
بسرعة بقولك
جلس عمر الى جوارها ولا يدرى ماذا يصنع فأعطته قدم المهر وأمسكت هى بما ظهر من الجسم تحاول جذبه للخارج جذب عمر قدم الفرس بقوة فصاحت به 
استنى لازم مامتها تشمها وتنضفها الأول
سألها عمر فى دهشة 
ليه
قالت مبتسمة وهى تنظر الى المهره الصغيره فى حنان 
عشان تتعرف عليها
هشت المرأة وبشت وأخذت تزغرط وكأن ابنتها هى التى كانت تلد مثل هؤلاء الفلاحين البسطاء يعتزون بدوابهم جدا وكأنها فرد من أفراد أسرتهم خاصة لو كانت هى مصدر رزقهم 
كانت ملابس عمر و ياسمين فى حالة يرثى لها من افرازات الولاده نظرت ياسمين الى ملابسها ولا تدرى ماذا تصنع كيف ستوقف سيارة بملابسها المتسخة لتعود الى المزرعة أخرجتها المرأة العجوز من حيرتها وقالت هاتفه فى فرح 
احنا لازم نكرمكوا بركه ولاده المهر وتعالت الزغايد مرة أخرى عندئذ أقبل رجل كبير ومعه غلام صغير ضړبت المرأة الغلام على رأسه قائلا 
كل ده بتنادى لأبوك يا وله
قال الولد معتذرا 
والله يامه دخت على مالقيته فى الغيط
أقبل الرجل فرحا جلس بجوار الفرس وهو يمسح بيده على رأسها مرددا 
اللهم لك الحمد والشكر
قالت له زوجته الهانم والبيه هما اللى ولدوا الفرسه يا حج
قام الرجل الطيب من فوره ومد يده الى عمر قائلا 
جميلكوا ده على الراس والعين 
سلم عليه عمر قائلا 
مبروك عليكوا المهر
صححت ياسمين قائله 
مهره
الټفت الرجل الى ياسمين قائلا 
مدام مهره وانتى اللى ولدتيها يبقى تتسمى على اسمك اسمك ايه 
ابتسمت ياسمين بخجل قائله 
ياسمين 
قال الرجل فى فرح 
الله عاشت الأسامى يا ست ياسمين خلاص المهره نسميها ياسمين 
سمعت عمر الواقف الى جوارها يقول لها مبتسما 
الحمد لله انه مطلعش مهر كان زمانهم سموه عمر
ضحكت ياسمين ضحكه خافته أصر الرجل والمرأة على تقديم واجب الضيافة
ل ياسمين و عمر وحلف الرجل بأغلظ الأيمان فإنصاع له الاثنان كان بيتهم ضعير مبنى بالطوب خرجت المرأة الى ياسمين حاملة جلباب مطوى وأعطته لها وأعطت جلبابا الى عمر نظرت ياسمين الى ما بيدها وقالت لها محرجه 
متشكرة أوى بس .
ايه يا بنتى هتكسفيني ولا ايه ده احنا لو نطول نقدملكوا حته من السما كنا قدمناها أدخلت المرأة ياسمين الى حجرة صغيرة تحتوى على فراش موضوع على الأرض علمت ياسمين أن هذه هى غرفة المرأة ارتدت ياسمين الجلباب النظيف ونظرت الى مرآه صغيره متآكله موضوعه على الأرض كان جلباب واسع ذو لون أخضر مطعم بالورود الصغيرة الحمراء وطرحه من نفس لون ونوع الجلباب نظرت ياسمين الى نفسها وضحكت ضحكة خافته لهيئتها التى لم تعتاد عليها
حملت ياسمين ملابسها المتسخة وخرجت من الغرفة لتقابل عمر فى مواجهتها وهو

يخرج من غرفة أخرى نظرت اليه فرأته وقدر ارتدى جلبابا بدى قصيرا عليه نظرا لطول قامته لم تتمالك نفسها فإبتسمت ثم التفتت لتغلق باب الغرفة
نظر اليها عمر بخبث قائلا 
قبل ما تضحكى عليا بصى لنفسك فى المراية الأول 
ثم ضحك ضحكة عالية طار لها قلبها أقبلت المرأة وتقدمت عمر الى حيث يجلس زوجها وابنها وقدمت لهم صنية بها كسر من الخبز الناشف وطبق عسل وطبق جبنه وبضع حبات الطماطم والخيار حلف الرجل وأقسم أن يأكل عمر ليرد اليه صنيعه جلست المرأة مع ياسمين وأخذت تقدم لها كسرات الخبز كانت المرأة سعيدة بما تقدمه ل ياسمين وقالت لها 
والله مقامك أكبر من كده يا بنتى بس احنا على أد حالنا زى ما انتى شايفه والحج حالف اننا لازم نكرمك انتى والبيه يلا مدى ايدك وكلى متتكسفيش
أكلت ياسمين بنهم وهى تشعر بأن لهذا الطعام المقدم لها مذاقا خاصا وبركة خاصة كانت التجربة جديدة على عمر أيضا لكنه شعر بسعادة وسکينة وهو جالس مع أولئك الناس البسطاء انهيا طعامهما وصليا العصر واستأذنا فى الإنصراف خرجت ياسمين بصحبة عمر ليتوجها الى الطريق اقترب عمر من سيارته فوقفت ياسمين الټفت لها عمر قائلا 
تعالى أوصلك أنا راجع المزرعة
تمتمت ياسمين بخفوت 
شكرا أنا هوقف عربية من على الطريق 
ابتسم عمر ونظر اليها قائلا 
عارفه من ضمن الحاجات اللى عجبانى فيكي ايه 
خفق قلبها لوقع كلماته فأكمل قائلا دون أن يرفع نظره عنها 
انك يعتمد عليكي وبتعرفى تتحملى المسؤلية وشخصيتك قوية الواحد يسلم نفسه ليكي وهو مطمن
صمت لبرهه ثم قال 
ده طبعا بالإضافه لحجات تانية كتير أوى
نظرت ياسمين الى السيارات المارة بجوارها لتهرب من النظر اليها كانت تخشى أن يسمع صوت خفقات قلبها الذى يخفق پجنون فسألها بهدوء 
هتعملى ايه 
ردت دون أن تنظر اليه 
زى ما قولت هوقف عربيه
قال لها 
لأ بلاش تركبي عربية من على الطريق فى الوقت ده خلاص الدنيا هتليل امشها أحسن المسافة مش كبيرة ربع ساعه بالكتير وتكونى فى المزرعة
نظرت اليه ياسمين بدهشة وقالت 
بس أنا أخاف أمشى لوحدى فى الوقت ده المغرب خلاص هيأذن 
مش لوحدك 
نظرت اليه مستفهمه فإستطرد قائلا 
همشى وراكى بالعربية
شعرت ياسمين بسعادة تغمر قلبها أهو خائڤ عليها حقا أخرجها من أفكارها قائلا بصوت خاڤت 
أنا قولتلك بس عشان تبقى عارفه انى معاكى يعني اطمنى متخفيش
مشت ياسمين بضع خطوات فأوقفها صوته قائلا 
مش تجيبى البؤجه اللى معاكى دى أحطها فى العربية أحسن
ابتسمت وهى نظرت الى ملابسها التى تحملها والتى لفتها على بعضها البعض قائله 
لأ شكرا هشيلها أنا
ثم سارت فى طريقها ركب عمر سيارته وتبعها كانت كلما ابتعدت قليلا فى خطواتها سار بسيارته ووقف خلفها بخطوات ثم يتركها تسير لفترة ثم يعود ليقرب المسافة كلما بعدت كان يشعر بشئ واحد أن قلبه أصبح ملكا خالصا لتلك الفتاة التى تسير أمامه والتى ېخاف عليها ويرغب فى حمايتها بأى شكل لأنها متربعه على عرش قلبه الذى ينبض بداخله شعر بسعادة لذيذة تسرى داخله وهو يراها أمامه ود لو حمدت ربها أنه يسير خلفها وليس أمامها حتى لا يرى تلك السعادة البادية على وجهها طرقت البوابة ففتح الغفير ونظر اليها قائلا 
مين انتى 
فنظرت اليه قائله 
أنا دكتورة ياسمين
تذكر الرجل أنه رآها تخرج فى الصباح انتبه
الى ملابسها ونظر اليها فى دهشة دخلت ياسمين والرجل يتبعها بنظراته ويمط شفتيه فى دهشة كاد أن يغلق البوابة عندما سمع صوت زمور سيارة عمر فالټفت اليه ليجد رجلا يرتدى جلبابا فصاح قائلا 
انت مين 
أخرج عمر رأسه من السيارة قائلا 
افتح أنا البشمهندس عمر
فأسرع الرجل بفتح البوابة على مسرعيها مرددا 
اتفضلى يا بيه لا مؤاخذه 
نظر الرجل الى ملابس عمر والسيارة تمر أمامه فضړب كفا على كف وهو يمط شفتيه فى دهشة
دخلت ياسمين الى غرفتها رأتها ريهام فهبت واقفه نظرت اليها فى دهشة قائله 
ايه يا ياسمين فينك موبايلك مقفول ليه قلقتينى عليكي وايه اللى انتى مهبباه فى نفسك ده
قالت ياسمين وهى تخرج هاتفها وتضعه فى الشاحن 
الموبايل فصل شحن معلش
هتفت ريهام بدهشة قائله 
ايه اللى انتى لابساه ده عامله زى اللى جايه من ورا الجاموسه انتى آه دكتورة بيطرية بس مش لدرجة النيو لوك ده يا ياسمين هتفضحينا
ضحكت ياسمين وأخذت

تقص على أختها الأحداث الغريبة التى مرت بها
دخل عمر بيت المزرعة ليجد نور مكتبه مضاءا ترك الملابس المتسخة من يده على المقعد وتوجه الى المكتب ليرى أيمن جالس أمام الحاسوب نظر أيمن الى صديقه واڼفجر ضاحكا 
ايه يا عمر اللى انت لابسه ده انت بقيت أبا العمده ولا ايه 
لا يا خفيف هدومى اتوسخت وملقتش حاجه ألبسها غير الجلبيه دى
قام أيمن من على المكتب ونظر الى صديقه وهو لا يستطيع وقف ضحكاته قائلا 
وكمان قصيره عارف بتفكرنى بمين جاموسة راحت تقابل جاموسة يا عيني ملقتهاش جاموسة لقتها بقرة يا عيني يا ليييييل
ضحك الصديقان فى مرح وتركه عمر وذهب الى غرفته ليأخذ دشا وصورة ياسمين لا تفارق رأسه
فى صباح اليوم التالى دخل كرم مكتب ريهام قبل التوجه الى مكتبه لإعطائها بعض التعليمات بمجرد أن دخل هبت ريهام واقفة وعلامات الڠضب على وجهها قال كرم 
صباح الخير يا آنسه ريهام
لم تجب بل نظرت الى ساعتها وهتفت فى حنق 
حضرتك جاى متأخر 3 ساعات ونص
نظر لها فى دهشة قائلا 
نعم 
قالت بهدوء ممزوج بالڠضب 
معاد حضرتك فى المكتب الساعة 8 وحضرتك فى أول يوم نبهت عليا انى آجى فى معادى ومتأخرش حضرتك اتأخرت 3 ساعات ونص وأنا اعده فى المكتب لوحدى ومش لاقيه أى حاجه أعملها طيب كنت قولى انك هتتأخر كنت روحت جبت كتاب ذاكرتلى كلمتين ينفعونى ولا كنت عملت أى حاجه مفيدة بدل الوقت الضايع ده
نظر كرم الى أعلى وأغمض عينيه وحاول تمالك أعصابه ثم نظر اليها قائلا 
أنا آسف يا آنسه ريهام ان شاء الله لى حبيت اتأخر المرة الجاى هبقى أبلغ حضرتك
ثم تركها وذهب الى مكتبه وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا فى دهشة بعد فترة طلبها كرم لتحضر له بريد اليوم ليمليها الرد عليه ذهبت اليه ووقفت أمام المكتب أعطته الأوراق وانتظرت ما سيمليه عليها حانت منه التفاته اليها قائلا 
هو حضرتك مينفعش تبتسمى 
قالت له بجديه 
نعم
تبتسمى تبتسمى يعني تعملى كده 
ابتسم ابتسامه صفراء ثم قال لها 
أى سكرتيره بتبسم فى وش المدير بتاعها 
قالت ريهام فى هدوء 
أنا كده مبحبش أبتسم 
ثم نظرت الى الأجنده التى تحملها قائلا 
حضرتك مش هتملينى الردود
أنتهى كرم من تمليتها وقبل أن تغادر قال لها وهو يفحص احدى الملفات أمامه 
انتى دايما بتنسي الباب مفتوح وانتى دخلالى المكتب متبقيش تنسى تقفليه
قالت له ببرود 
لأ أنا مبنساش أقفله أنا متعمده أسيبه مفتوح
رفع نظره اليها قائلا 
ليه ان شاء الله
قالت بنفس البرود 
عشان ميبقاش فى خلوة 
نظر لها بعدم فهم للحظات ثم قال بسخريه 
آه عشان الشيطان ثالثهما والجو ده يعني لا يا آنسه ريهام فى حالتك دى الشيطان هيخاف يهوب هنا أصلا
قالت له پحده 
نعم حضرتك بتقول ايه
قال بسرعة 
بقولك اطبعى الورق اللى اديتهولك 3 نسخ ايه مبتسمعيش يلا بسرعة
نظرت له ريهام بغيظ ثم خرجت لتكمل عملها . فى اليوم التالى حضر كرم الى مكتب ريهام قبل أن يمر على مكتبه دخل فرفعت رأسها تنظر اليه فأشار الى ساعته قائلا 
الساعة 8 يعني فى معادى بالظبط 
أشاحت بوجهها دون أن ترد فنظر
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 83 صفحات