الأربعاء 27 نوفمبر 2024

بقلم فاطمة ابراهيم

انت في الصفحة 34 من 83 صفحات

موقع أيام نيوز

بكون عنده فى المكتب بحس انه بيفك خالص وبيحب الهزار جدا هو تقريبا بيركب الوش الخشب عشان الموظفين ميسوقوش فيها لكن مع الناس اللى بيعزهم بيكون حاجه تانية
شعرت ياسمين بأن حنقها وضيقها يتصاعد لكنها كانت مصره على ألا تظهر أى رد فعل لحديث مها بعد لحظات فوجئن ب عمر يدخل الاستراحة نظرت مها اليه مبتسمه فتوجه الى طاولتهم نظرت ياسمين الى الطعام أمامها ولم تعيره أى اهتمام بمجرد أن وقف أمام طاولتهم قالت مها مبتسمه 
ازيك يا بشمهندس عمر تعالى اتفضل معانا
تجاهلها عمر تماما ونظر الى ياسمين قائلا 
بعد اذنك يا دكتورة ياسمين خلصى أكلك ومنتظرك فى مكتبي
قال ذلك ثم انصرف شعرت مها بالحنق وتصاعدت الډماء لتلون وجهها باللون الأحمر ساد الصمت لفتره استأذنت ياسمين وقامت مغادره قالت مها بحنق 
مش مكسوفين من نفسهم يجي يقولها تعاليلى المكتب وهى ما صدقت قامت جريت وراه
ضحكت شيماء قائله 
الراجل أكيد عايزها فى شغل
قالت مها بغل 
شغل آه ما هو واضح أوى نوعية الشغل ده
ابتسمت شيماء قائله 
وانتى متغاظه ليه
صاحت يغضب 
وهتغاظ من ايه يعني معدش الا البتاعه دى اللى أتغاظ منها
وهبت واقفه وخرجت دون أن تكمل طعامها .
توجهت ياسمين الى مكتب عمر وهى تشعر بالتوتر وتتساءل عن ماذا يريد التحدث اليها طرقت الباب طرقات خفيفه ثم دخلت

بعدما أتاها صوته 
اتفضلى
دخلت ووقفت أمام المكتب فأشار برأسه الى الكرسي أمامه قائلا بإبتسامه 
ايه هتفضلى واقفه اتفضلى اعدى
جلست ياسمين فى انتظار ما سيقوله نظر اليها عمر متئملا إياها شعر بقلبه يقفز من مكانه مرة أخرى أضاق عينيه يحاول ترجمة مشاعره أمعقول أنه . لماذا وكيف لماذا يشعر بهذا الحنان تجاهها والحنين اليها والرغبة فى القرب منه والنظر اليها والاستماع لها لماذا هى دون غيرها ألأنه يشفق على حالها وعما أصابها كلا ما يحرك قلبه شئ آخر غير الشفقة والعطف شئ شعر أنه لم يذقه يوما طال صمته وزاد توترها فأخذت تتململ فى جلستها فأفاق عمر من شروده وتساؤلاته تنحنح قائلا بهدوء 
هى ريهام تعرف انجلش وكمبيوتر 
اندهشت لسؤاله فرفعت نظرها اليه فتلاقت نظراتهما شعرت بأن عينيه بحر عميق كانت تخشى الڠرق فيهما فتجنبت النظر اليهما قائله 
أيوة هى واخده كورسات فيهم
ابتسم قائلا 
طيب تمام احنا محتاجين سكرتيرة شريكي هيعد هنا فترة ومحتاج سكرتيرة عشان يقدر يتابع شغلنا اللى فى القاهرة 
يعني حضرتك تقصد ان ريهام تشتغل سكرتيره 
أيوة بالظبط كدة لما قالى انه محتاج سكرتيرة أنا فكرت فى أختك على طول
قالت له بإمتنان 
متشكرة أولا على الثقه دى ثانيا أعتقد دى حاجه هتفرح ريهام لأنها بتمل من الأعده لوحدها طول النهار وكمان دى فرصة كويسة ليها عشان لو اضطرت انها تشتغل بعد كده
سألها قائلا 
وليه مطلبتيش منى قبل كده انى ألاقيلها شغل فى المزرعة
قالت بحرج 
مرضتش أزعج حضرتك أكتر من كدة يعني كفاية ان حضرت وفرت شغل ليا ولوالدى كمان 
ابتسم عمر قائلا 
مفيش ازعاج ولا حاجه قولتلك قبل كده لو احتجتى حاجه تعرفيني
ثم استطرد قائلا 
تمام يبقى اتفقنا خليها تيجيلى مكتبي بكرة الساعة 8 ان شاء الله ومتقلقيش عليها كرم صاحبي وعشرة عمر
ثم نظر اليها وابتسم بخبث قائلا 
بس تخليها تيجي 8 بالظبط ها يعني متجليش بدرى ربع ساعة وتتأمص انى سايبها أعده وبكمل شغلى 
ابتسمت ياسمين رغما عنها وتصاعدت حمرة الخجل الى وجنتيها شعرت بالحرج لتذكرها تسرعها فى هذا اليوم تأمل عمر وجهها بإبتسامه قائلا 
تعرفى ان دى أول مرة فى حياتى أشوف بنت وشها بيحمر وبيحلو كده لما بتتكسف
نهضت ياسمين بسرعة قائله 
ان شاء الله هتكون عند حضرتك فى المعاد
قالت ذلك وانصرفت بل هربت منه ومن نفسها 
أخبرت ياسمين ريهام ووالدهما بعرض العمل الذى قدمه عمر الى ريهام فقال والدهما 
والله راجل فيه الخير ربنا يوسع رزقه
صفقت ريهام فى مرح طفولى قائله 
أخيرا هلاقى حاجه انشغل فيها ده أنا كنت قربت أتجنن من كتر البص للحيطه
قالت ياسمين وقد ابتسمت لسعاده أختها 
معادك بكرة ان شاء الله الساعة 8 متتأخريش
أتأخر ايه ده أنا هروح أبات على باب مكتبه من دلوقتى
عارفه مين اللى هتشتغلى معاه 
تساءلت ريهام بإهتمام 
لأ . مين 
صاحب البشمهندس عمر اللى شوفناه من البلكونه امبارح
قالت ريهام بمرح 
ااااه الواد الموز اللى واخد قلم فى نفسه ده
قالت لها ياسمين 
ريهام مش عايزه جنان
متخفيش عليا دى أختك تجنن بلد
توجهت ريهام فى صباح اليوم التالى الى مكتب عمر الذى أخذها الى مكتب كرم نهض كرم بعد أن رآهما فقدمهما عمر لبعضهما البعض قائلا 
كرم دى الآنسه ريهام هتكون سكيرتيرتك طول فترة وجودك هنا انسه ريهام ده البشمهندس كرم 
مد كرم يده ليسلم على ريهام قائلا بإبتسامه 
أهلا بيكي يا آنسه ريهام
نظرت ريهام الى يده الممدوده ثم نظرت اليه قائله 
أهلا بحضرتك
نظر كرم الى يده ثم اليها قائلا 
هفضل مادد ايدى كده كتير
تنحنح عمر وابتسم الى صديقه قائلا 
الآنسه مبتسلمش
نظر كرم الى صديقه ثم اليها وسحب يده ومسح بها على رقبته ورفع حاجبيه قائلا 
والله طب كويس
انصرف عمر وتركهما يبدأن عملهما أعطاها كرم تعليماته و آراها مكتبها 
أهم حاجه عندى الالتزام بالمواعيد أنا باجى المكتب 8 عايزك 8 بالظبط موجوده مش عايز دقيقة تأخير . اللى عايزه منك دلوقتى انك تجمعيلي كل الايميلات اللى محتاجه رد وتنسخيها عشان همليكى الرد اللى
هتبعتيه لكل واحد فيهم فى أى مشكلة
قالت ريهام بجديه وهى تجلس على مكتبها 
لا يا فندم هبدأ حالا 
بدأت ريهام فى عملها بنشاط أنهت ما طلبه منها وتوجهت الى مكتبه طرقت الباب ثم دخلت وجدت كرم يتحدث فى الهاتف وقفت أمامه حتى أنهى مكالمته ثم قال 
جمعتيم 
أيوة يا فندم
أخذهم منها وأخذ فى املائها بالردود كانت سريعة فى الكتابة وهذا أسعده انتهت معه وذهب الى مكتبها لكتابه

الردود واراسلها كانت فرحه تعمل بهمه وبدقه واتقان بعد لحظات طلبها كرم فتوجهت اليه قال دون أن يرفع عينيه عن الورق أمامه 
هتلاقى عندك على الكمبيوتر ملف بإسم شركة الصباحى هاتيلى منه كل أرقامهم 
قالت وهى تهم بالإنصراف 
حاضر يا فندم
استوقفها كرم بإشارة من يده قائلا وهو مازال منهمك فى الأوراق أمامه 
اعمليلى قهوة دبل لو سمحتى
توقفت ريهام ونظرت اليه قائله 
أفندم 
قهوة دبل وبسرعة لو سمحتى
وقفت ريهام لحظات صامته وهى تشعر بالضيق ثم نظرت اليه وقالت بهدوء 
أنا هنا سكرتيرة مش خدامه اعملها لنفسك أو اطلب من الفراش يعملها
قالت ذلك ثم توجهت الى الخارج رفع كرم رأسه ينظر الى الباب الذى خرجت منه للتو وهو يحاول استيعاب ما قالت جلست على مكتبها و قد بدأت فى البحث على الملف عندما أطل عليها قائلا 
انتى قولتى ايه دلوقتى 
نظرت اليه قائله وهى لاتزال جالسه فى مكتبها 
قولت أنا سكرتيره مش خدامه 
ثم أعادت النظر الى الكمبيوتر مرة أخرى
نظر اليها بغيظ ثم خرج وطلب من الفراش احضار قهوته وتوجه الى مكتبه ليكمل عمله
اتصلت ياسمين ب سماح قائله 
لو انتى فاضية حبه أعدى عليكي نتكلم شوية
قالت سماح بقلق 
خير فى حاجه
تنهدت ياسمين قائله 
لا أبدا متقلقيش بس حبه أتكلم معاكى هو زوجك هيرجع امتى
لا النهاردة أيمن هييجى متأخر لانه خارج يتعشى بره مع صحابه
طيب تمام هعدى عليكي الضهر كده 
وشغلك
هاخد أجازة النهاردة وأصلا مفيش شغل كتير النهاردة
قالت سماح بقلق 
قلقتيني يا ياسمين
طمأنتها قائله 
قولتلك متقلقيش حبه بس أتكلم معاكى 
طيب هتعرفى تيجي لوحدك 
أيوة الطريق سهل وكمان هركب مش همشى أكيد قوليلى بس أركب ايه وأنزل فين أنا عارفه شكل الشارع والعمارة بس معرفش اسم الشارع
أعطتها سماح العنوان وتوجهت ياسمين الى بيت صديقتها التى استقبلتها بالترحاب عادت من الطبخ بالعصير وقدمته الى صديقتها قائله 
قوليلى بأه مالك فى ايه
أخذت ياسمين رشفه من العصير قائله 
مفيش حبه أتكلم معاكى عامة مش فى حاجه محدده يعني 
نظرت اليها سماح بإمعان ثم قالت 
طيب مفيش مشكلة اتكملى
نظرت اليها ياسمين قائله 
أخبارك ايه مبسوطة 
ابتسمت سماح قائله 
الحمد لله أنا مكنتش أتمنى زوج أحسن من أيمن ربنا يباركلى فيه
ابتسمت ياسمين قائله 
انتى يا سماح حد طيب أوى وتستاهلى كل خير مش الطيبون للطيبات كان لازم ربنا يرزقك بواحد زى أيمن لأنك تستاهليه
وانتى كمان طيبة وتستاهلى كل خير وبكرة ربنا يرزقك بواحد طيب زيك
ابتسمت ياسمين بضعف ساد الصمت بينهما لفتره كانت سماح تفهم صديقتها جيدا وتعلم بأن هناك ما يشغل بالها لكنها لم ترد الضغط عليها قطعت ياسمين الصمت قائله 
سماح عايزة أسألك عن حاجه
خير يا حبيبتى اتفضلى
قالت ياسمين بشئ من التردد وهى تعبث بأصابعها بكوب العصير الذى بين يديها 
صاحب زوجك 
سألتها سماح 
مين تقصدى 
قالت بأرتباك 
اللى انا بشتغل فى مزرعته
أيوة عمر ماله
قالت بإرتباك 
تعرفى عنه ايه 
صمتت سماح قليلا ثم قالت 
اللى أعرفه ان هو وأيمن وصاحب تالت ليهم اسمه كرم صحاب من أيام الجامعة وأيمن فضل على تواصل معاهم بعد ما سافر كل فترة بس فى اخر سنتين الاتصالات بينهم اتقطعت 
تأملت سماح ياسمين قائله 
بتسألى ليه 
قالت ياسمين وهى تتظاهر باللامبالاة 
عادى فضول مش أكتر
لكن سماح شعرت بأن الأمر أكثر من مجرد فضول .
مكثت ياسمين ساعتين ثم همت بالإنصراف قالت لها سماح 
يا ابنتى متخليكي شوية كمان انتى جيتي فى ايه وماشية فى ايه
معلش يا سماح عشان أروح قبل ما الدنيا تليل
يا بنتى ده العصر لسه مأذنش والطريق للمزرعة ربع ساعة ولا تلت ساعة
معلش هيجيلك مرة تانية ان شاء الله
وأنا اللي كنت متعشمة اننا نتغدى مع بعض بجد انتى رخمه
ابتسمت ياسمين قائلا 
هو بعد كل اللى انتى عماله تقدميهولى من ساعة ما جيت هيبقى
فى مكان للأكل 
لأ اعملى احسابك المرة الجاية نتغدى سوا ممنوع اعذار
خلاص اتفقنا
ودعت ياسمين صديقتها واستقلت السيارة المتوجهه الى المزرعة قبل أن تصل الى المزرعة بخمس دقائق تعطلت السيارة واضطرت أن تنزل هى والركاب للبحث عن سيارات قادمة فى هذا الاتجاه وقفت وهى متضايقه من ذلك المأذق سمعت صوت امرأة عجوز من على بعد عدة أمتار منها وهى تتحدث الى نفسها وتنتحب كانت فلاحه بسيطه توجهت اليها ياسمين قائله 
فى حاجه يا حجه 
قالت لها باكية 
الفرس ھتموت الفرس ھتموت منى
أشارت المرأة الى الفرس النائمة على جمبها فى ظل احدى الأشجار توجهت ياسمين الى الفرس لتجدها على مشارف

الولادة فقالت للمرأة 
دي بتولد 
هتفت المرأة قائله 
عارفة يا بنتى انها بتولد بس بألها ساعة پتتوجع ونايمة على جمبها ومش عارفه اتصرف والواد ابنى راح ينادى لجوزى ولسه مرجعش خاېفه لټموت منى 
تفحصت ياسمين الفرس لتجد كيس أحمر اللون ولا أثر للمهر فقالت للمرأة 
مش هينفع نستنى أكتر دى عندها عسر ولاده لازم نقطع المشيمة ونولدها دلوقتى 
أخذت المرأة تلطم وجهها قائله 
عسر ولاده يعني ھتموت
ڼهرتها ياسمين قائله 
يا حجه حرام اللى انتى بتعمليه ده دوريلى على حاجه حاده يعني مقص سکينه أى حاجه حاميه 
هرولت المرأة الى بيتها الذى يبعد أمتار قليلة وعادت حاملة مقص جلست ياسمين بجوار الفرس أخذت تمسح على جسمها بيدها وطلبت من
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 83 صفحات