بقلم ندى محمود
بصمتها بمجرد رحيلها عن المنزل ولقد اعتاد عليها برغم من شجارهم اليومي وخلال هذا الأسبوع خلفت فراغ في نفسه خلفها .. حتى في العمل كانت لا تأتي سوى ساعات قليلة ولا يراها فيهم حيث تحرص على القدوم والذهاب دون إن يراها !! .
بينما كرم فقد كان مشغولا في البحث عن ذلك الوغد الذي حتما سيحاول أذية شفق مجددا ومن جهة أخري مشغولا ببعض التعديلات التي يجريها في منزله استعدادا للانتقال والعيش فيه بعد زواجه أما شفق فقررت وتراجعت أكثر من مرة وبالأخير استمعت لصوت قلبها الذي يرغب في قربه فاعلنت موافقتها النهائية وها هو اليوم موعد زواجهم وسيعقد القرآن بعد ساعات قليلة بحديقة المنزل وسط حضور عائلته كاملة وستكون حفلة عائلية هادئة دون موسيقية بناءا على رغبتها بسبب ۏفاة أخيها وأمها الذي لم يمر على وفاتهم الشهر ! .
_ إيه القمر ده بس يلا عشان المأذون وصل تحت
جففت دموعها فورا قبل أن تلاحظها وبادلتها الابتسامة العذبة ثم القت نظرة من النافذة على حديقة المنزل لتجدهم جميعا بالأسفل ويتحدثون فيما بينهم وأخيرا وقع نظرها عليه لتراه يأخذ مكانه بجانب المأذون وشارد تماما في اللاشيء أمامه لتتنهد بعمق وترفض عقلها الذي يخبرها في ڠضب حمقاء وبلا كرامة وافقتي على الزواج منه وإنتي تعرفي جيدا أنه لا يحبك وربما أيضا لا يريدك وتستمعي لأوهام قلبك المړيض بأنك ستجعليه يحبك وهذا غير ممكن ! استفاقت من تعنيف عقلها الشديد لها على صوت هدى هذه المرة وهي تطالعها بلطف وحب هاتفة
التفتت لها فأخذتها من يدها وخرجت لهم ليضرب حسن كتفه بكتف أخيه الشارد حتي ينتبه لهم وبمجرد ما عاد لواقعه ووقعت عيناه عليهم هب واقفا يرسم ابتسامة جميلة على شفتيها يستقبلها بها حتى وصلت وجلست بجواره وبدأت مراسم الڼكاح فورا والتي انتهت بقول المأذون كالمعتاد بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير ثم يبدأ هو في تلقي التنهئات التي كانت بسعادة غامرة من أفراد عائلة باستثناء اشقائه الذين عانقوه وهنئوه في ابتسامات هادئة لعلمهم جيدا بأنه لم يتزوج رغبة منه أو رغبة فيها ولكنه رغم هذا وبداية من هذه اللحظة وقع الوثائق مع نفسه بأنه سيكون رجلا معها كما يجب أن يكون
بعد قضاء ما يقارب الثلاث ساعات وهم مجتمعين يضحكون ويتحدثون في مرح وسعادة لم يتبقى سوى عائلة محمد العمايري وبينما كان طاهر وزوجته وابنه في طريقهم لليسارة حتى يرحلوا استقامت يسر من جانب زوجها وهمت بأن تلحق بهم لتعود معهم فتجد يده تقبض على رسغها پعنف وهو يوجه لها نظرات قاټلة في همس
_ رايحة فين !
_ راجعة معاهم
اجلسها بجانبه مجددا عنوة وهمس في أذنها بنبرة صوت ملتهبة
_ هترجعي معايا البيت كفياكي أوي كدا أنا سبتك أسبوع براحتك ومتكلمتش
القت نظر على الباقية لتجد كل من رفيف وملاذ وشفق منشغلين بالحديث مع بعضهم وكرم وزين يتحدثون مع والدتهم في شيء ما بصوت خاڤت لتعود بنظرها له وتبعد يده عنها ببطء متمتمة في استهزاء
ابتسم وقد قرر أن يشعل نيران سخطها ويستفزها حيث أكمل همسه في إهانة واضحة لها
بها شيء من الوقاحة
_ لا بس مش قادر اقعد من غير الخدامة اللي بتأكلني وبتغسلي هدومي وبتخدمني وبتلبيلي كل طلباتي حتى الطلبات اللي بالي بالك
جزت على أسنانها وقد نجح في تحقيق مبتغاه وهو إشعال نيرانها واندلاع ثورتها الداخلية فوجدها تطالعه بأعين ڼارية تكاد تحرقه بها وتهتف في استحقار ونظرات وضيعة
_ تعرف إن أنت حيوان أوي !
عاد ليقبض على ذراعها من جديد ولكن في قوة المتها وهتف بتحذير مبتسم يحاول إخفاء سخطه من إھانتها المباشرة له
_ احترمي نفسك يامزتي بلد ما اقصلك لسانك الطويل ده
دفعت هذه المرة يده عنها في خنق واشاحت بوجهها عنه بل ونهضت من جانبه