بقلم ندى محمود
الليل وهو يقرأ في كتاب القرآن الكريم ويرتل آياته بصوت عذب وبينما هو يثبت كل تركيزه في كتاب الله .. رفع نظره عنه فور انفتاح الباب ودخولها ودموعها تملا وجنتيها والعبارات سابحة في عيناها وتسقط بغزارة على وجهها فتمتم بصوت خفيض وهو يغلق المصحف صدق الله العظيم وأصابته الريبة والقلق بشأن بكائها المفاجئ هذا ثم هب واقفا واقترب ناحيتها وهو يهمس بتعجب ونظرات مرتعدة
مدت يدها وجففت دموعها بظاهر كفها ولكنها لا تزال تنهمر بغزارة لتنتابه الشكوك السيئة بأن مكروه قد أصاب أحدهم أو أصابها هي واقترب منها أكثر حتى وضع كفه على ذراعها اليسار هاتفا
_ في إيه ياملاذ مالك !
_ حلمت بكابوس وحش علطول بيجيلي
ضيق عيناه وهو يستمع لكلامها وفور انتهائها أصدر هو تنهيدة طويلة بارتياح وابعدها عنه برفق متشدقا بنظرة معاتبة
رفعت عيناها الدامعة له وقالت بخفوت
_ دايما بحلم بالجاسوم وكان بيجيلي من أنا وفي الثانوي ولغاية دلوقتي بيجيلي وكل ما بيجيلي بخاف أوي وبفضل أعيط زي كدا .. عارفه
هز رأسه بالإيجاب وغمغم في حنو
جذبها من كفها بلطف وأجلسها على الفراش ثم جلس بجوارها لتقول هي بهدوء
_ بحس نفسي متكتفة في السرير ومش بقدر أتحرك ولا أتكلم وببقى عايزة أفوق مبعرفش وبحس كأني بغرق وكل ما بقاومه بيزيد أكتر مش بفوق منه غير لما افضل أقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وبصحى مخضۏضة مش قادرة أخد نفسي وأنا بطبيعتي أساسا خوافة فمبالك لما أحلم بكابوس زي ده وغالبا بسمع أصوات مرعبة وأحيانا بشوف خيالات والنهردا شوفت أيد مخيفة ماسكة في إيدي ومكتفاها وصوت حواليا بيضحك وأصوات كتير متداخلة ومرعبة ولما بفوق منه وبعد كدا بنام تاني بيجيلي تاني يعني ممكن يجيلي أربع أو خمس مرات ورا بعض وفي كل مرة بصحى مخضۏضة
_ طيب اهدى أنا سمعت إنه بيبقى صعب فعلا واللي أعرفه والله أعلم إن العلماء بيقولوا إنه بيبقى بسبب الضغوط والحالة النفسية والتوتر والمشايخ بيقولوا إنه من الشيطان فإنتي التزمي بأذكار الصباح والمساء والحمدلله إنتي ملتزمة في الصلاة يعني فبإذن الله مش هيجيلك تاني
_ ممكن تخليني أنام معاك النهردا لإني خاېفة ما أنام وحدي ويجيلي تاني !
أخفى ابتسامته بصعوبة وتمتم في دفء
_ نامي ياملاذ السرير قدامك كله أهو
ترددت قليلا قبل أن تسأل سؤالها القادم وهيمن عليها الصمت للحظات قبل أن تستجمع شجاعتها وتسأل باضطراب
رفع حاجبه وهو يبتسم بلؤم لسؤالها المتوقع وكذلك الإجابة المتوقعة التي ترغب في سماعها فلم يحرمها مما ترغب فيه حيث تمتم بنظرات ثابتة
_ اممممم !!!
كتمت سعادتها في الأعماق واكتفت بالإماءة الصغيرة ثم تمدد بجسدها على الفراش وتدثرت بالغطاء لينهض هو ويجلب هاتفه ثم يقوم بتشغليه على سورة البقرة ويضعه على المنضدة الصغيرة بجانب الفراش ويهتف في نظرات حانية لا تشهدها منه كثيرا بسبب إضطراب علاقتهم
_ اقري المعوذتين وآية الكرسي قبل ماتنامي وأهو شغلت سورة البقرة جمبك
ابتسمت له بحب وهي توميء بالموافقة وطرحت سؤالها الثالث عندما وجدته يتجه نحو باب الغرفة
_ رايح فين !
الټفت لها برأسه وغمغم باسما
_ رايح اشرب ياملاذ وراجع نامي ملكيش دعوة بيا أنا ممكن منامش دلوقتي
هزت رأسها بالموافقة وأغمضت عيناها محاولة النوم من جديد أما هو فعاد بعد ثلاث دقائق وجلس يكمل القرآءة
حتى ينهي ورده اليومي وبعد مايقارب النصف ساعة انتهى واتجه نحو الفراش ليتسطح بجوارها على الجهة المقابلة لوجهها يحدق فيها بإمعان شديد ليلتقط كفها الناعم ويطبع قبلة رقيقة على ظاهره ويقترب برأسه ناحيتها يخطف قبلة سريعة من جانب ثغرها خشية من أن تستيقظ نتيجة للمساته ثم يرجع برأسه لوضعها الطبيعي ويغمض عيناه متهربا عن طريق النوم من الأفكار المنحرفة التي تعصف برأسه
الآن !!! .......
مع إشراقة شمس يوم جديد يحمل الكثير من المفاجآت للبعض ........
سمحت شفق للطارق بالدخول وهي تقوم بتسريح شعرها لتدخل رفيف وعلى وجهها ابتسامة مشرقة كصباح اليوم هاتفة
_ صباح الخير
أجابتها الأخرى بابتسامة عذبة ونقية
_ صباح النور
كانت رفيف في اقصى درجات الحماس والتشوق حيث جذبت المقعد الآخر وجلست بجوارها متمتمة بابتسامة أصبحت أكثر اتساعا
_ يلا جهزيلي نفسك كدا وخدي نفس عميق عشان تستقبلي اللي هتسمعيه دلوقتي
تركت مابيدها وركزت كل انتباهها عليها وهمست بريبة وفضول وهي كلها آذان صاغية لما ستقول
_ في إيه قولي يارفيف متقلقنيش !
هتفت الأخرى في صوت منخفض ونظرات