بقلم ندى محمود
إيه يا أمي ! .. ده لو آخر واحد مأمنهوش على حاجة وإنت رايحة تأمنيه على بنت
_ وفيه إيه الولد محترم ومؤدب والله وعمري ما شوفت منه حاجة وحشة !!
مسح على وجهه مستغفرا ربه من فرط اغتياظه الداخلي وتمتم
_ طيب وتلفونها مقفول ليه !
ابتلعت ريقها بتوتر وتحدثت بتردد
_ أنا طلعت الخط بتاعها وشلته وهي افتكرت إنه ضاع فجبتلها واحد جديد
_ وطبعا ده كله عشان معرفش أوصلها وتجبريني أوافق .. والله ما عارف أقول إيه ربنا يصبرني !
ثم هب واقفا وهم بالمغادرة لولا صوتها وهي تقول بتوتر أشد
_ هي فاهمة إنك مسافر لشغل فلما تروحلها قولها إنك رجعت من السفر أنا قولتلها إنك مسافر عشان متقولش هو ليه متصلش حتى يسأل عليا
هز رأسه مغلوبا على أمره غير مصدقا لأفعالها التي كلها مكر هذه وانصرف ليلحق بتلك المسكينة قبل أن تتعرض للأذى على يد أي أحد !!! .......
بعد ماحدث بينهم بالأمس لم تراه إلا مرة واحدة في الصباح قبل أن يغادر عندما حملها الذنب فيما حدث بينهم والذي لا يرضى كلاهما ولم يرغبوا في أن يحدث حتى وعندما ذهبت للعمل بعدها وعندما حان وقت الذهاب ذهبت لمكتبه لانهم اعتادوا العودة معا إلى المنزل بعد أنتهاء العمل لتخبرها السكرتيرة بأنه ذهب منذ نصف ساعة فتكتم شرارات نيرانها في الأعماق وتسير منكسرة لا تدري إلى أين تذهب بعد أن قررت عدم العودة لمنزلها فيتنهي بها المطاف أمام منزل أبيها لتستقبلها أمها وكذلك أبيها بترحيب حار وتخبرهم بأنها ستقضى معهم يومان بعدما كذبت وقالت بأن زوجها ذهب لرحلة خاصة بالعمل ستسغرق يومان ! .
_ يسر ! .. خدى كلمي حسن
اعتدلت في جلستها وهي تزفر بخنق ثم التقطت الهاتف من يدها ووضعته على أذنها ثم انتظرت حتى انصرفت أمها لتجيب عليه بمضض
اتاها صوته الجهوري وهو ېصرخ بها
_ هو إيه اللي عايز إيه !!! مبترديش على الزفت التلفون ليه !
قالت ببرود تام وثبات متصنع
_ مليش نفس أرد أو بالأحرى مش عايزة اسمع صوتك ياحسن
أجابها في صوت أجش لا يحمل أي رفق أو رحمة وباستنكار ادمي قلبها على أثره
_ إيه يعني كرهتيني خلاص !! لو كنت أعرف إن اللي حصل إمبارح هيعمل كدا كنت عملته من زمان عشان اخلص منك
_ هتقعدي لإمتى عند أهلك
اكتفت بكلمة واحدة قبل أن تنهي الاتصال دون انتظار رده
_ معرفش
أثارت جموحه عندما أنهت المكالمة فورا دون أن تجيب عليه إجابة واضحة وود لو ذهب لمنزل عمه الآن وجذبها من خصلات شعرها ليلقنها الدرس على اسلوبها المستفز وعلى خروجها دون إذنه وتجاهل اتصالاته عمدا !! .....
أجابت شفق على الهاتف بعد
رأت الرقم المجهول نتيجة لخط الاتصال الجديد الذي اعطتها إياه هدى والدة كرم .
خرج صوتها جادا وهي تجيب على المتصل المجهول
_ الو مين
!
أشرق وجهها ولمعت عيناها بسعادة ورفرف قلبها كطائر أطلق حرا في السماء عندما سمعت صوته الذي لم تسمعه منذ ثلاث أيام
_ أنا كرم ياشفق عاملة إيه
اجابته برقة وابتسامة لا تفارق شفتيها
_ الحمدلله كويسة إنت رجعت من السفر !
تشدق يجيبها على الكذبة التي اخترعتها أمه ويكملها هو بصوته المخټنق
_ رجعت أيوة أنا في الطريق جايلك دلوقتي
ثم انهى معها الاتصال فتطلعت هي في الهاتف بدهشة وتردد في ذهنها قادم الآن فوثبت واقفة وبدلت ملابسها سريعا ولفت حجابها على شعرها وخرجت للصالون ترتب كل شيء بنظام ثم وقفت أمام النافذة تتابع الطريق