بقلم ندى محمود
النقاب الذي يخفيه ولكنها اكتفت بابتسامة صفراء ومزيفة تضمر خلفها الحقد والضيق ليلاحظها زين ويتضايق ولكنه لم يبدي أي ردة فعل واتجه وجلس بجانب والدته واتخذت ملاذ مقعدا لها أيضا بجواره وبعد دقائق قليلة وقعت نظرات يسر على الدرج الذي كانت تنزل عليه ميار برأسه ويصيبه ما صابها بالضبط ومن ثم الجميع بدأو ينظروا وآخرهم زين !!!!
ابعد حسن نظره وكذلك كرم وقد بدت عليهم علامات الاستياء البسيط أما زين فخانه نظره والقى نظرة سريعة عليها كنوع من الفضول وبمجرد ما وقع نظره عليها اشاح بوجهه فورا ومسح على وجهه متأففا في ڠضب شديد متمتما
_ استغفر الله العظيم يارب
كانت يسر قد اتت قبل زين بلحظات قليلة ولم تتمكن من الترحيب بها فاقتربت هي منها ومدت يدها تقول في رقة طبيعية منها
مدت يسر يدها وصافحتها في عڼف هاتفة باغتياظ وغل
_ هاي ورحمة الله وبركاته ياحبيبتي
حك حسن ذقنه محاولا إخفاء ابتسامته التي كانت ستنطلق بعدما رأي قسمات زوجته وردها المليء بمشاعر الحقد على ابنة عمها .. أما ميار فاقتربت من ملاذ أولا تمد يدها لتسلم عليها ولكن ملاذ رمقتها بنظرة فاحصة كلها غيرة خاصة بعدما عرفت من زوجها قبل أن يأتوا أن جدته كانت تحاول تزويجه من هذه الفتاة المتحررة ثم صافحتها بخنق ولم تقترب من زين ولم تحاول أن تمد يدها المصافحة لعلمها أنه لا يصافح النساء وكان واضح على معالمه أنه ينقصه دقيقة أخرى وينفجر بالكل بلا استثناء من فرط غيظه وهو يتحاشي النظر إليها ولا يرفع نظره بتاتا واحتراما لجدته فقط هتف بامتعاض دون أن ينظر لها
ردت عليه في خفوت هاديء وتوتر من ملامح وجهه المحتقنة بالډماء
_ الحمدلله كويسة
كان يسود الصمت المشحون بالتوتر والضيق من الجميع على ما ترتديه أمام أولاد عمها دون احترام لأحد ولكن زين لم يكن يستطيع تحمل هذه المهذلة حيث وجه حديثه لشقيقته في نظرة صارمة ومخيفة وصوت رجولي أجش
نقلت ميار نظرها بين الجميع في شيء من الدهشة وبالأخص جدتها التي اشارت لها بأن تفعل دون جدال فنهضت ولحقت برفيف إلى اعلى حيث غرفتها ليصدر هو زفيرا ملتهب ويزداد سوء غضبه عندما سمع جدته تهتف مدافعة عن حفيدتها
_ زين ميار متربية طول عمرها في المانيا واتعودت على اللبس ده كنت قولتلي أنا وأنا
كنت هقولها
هدر في اندفاع وعصبية بصوت به لمسة خشنة مريبة
_ اللبس ده تلبسه في المانيا ملناش دعوة بيها لكن هنا تحترم وجودنا مش طالعة قدامنا بقميص نوم
ثم هب واقفا واندفع لغرفته بالاعلى وبدون تفكير لحقت به ملاذ هدى كانت تنظر في عدم حيلة فهذا ما كانت تخشاه أما الجدة فقد ظهرت علامات الڠضب على وجهها فلأول مرة يصيح بها حفيدها هكذا ليهتف كرم في هدوء ولطف
ثم تحولت نبرته من الهدوء إلى الحدة البسيطة وهو يكمل
_ لان هو عنده حق برضوا تلبس اللي عايزاه في المانيا بس هنا تحترم وجودنا
كان حسن يتابع الذي يحدث في صمت وفضل أن لا يتحدث أبدا حتى لا يكون فظا أكثر من أخيه الكبير و لتنهي هذا التوتر هدى وهي تهتف معاتبة ابنائها في ضيق
_ خلاص ياولاد حصل خير جدتكم لسا جاية من سفر هتضايقوها من أول كام ساعة كدا تعالي ياماما اوضتك فوق وغيري هدومك وارتاحي شوية من السفر
استقامت واقفة ثم اتجهت إلى غرفتها بالأعلى ولحقت بها هدى وانتهت الجلسة على كرم وزوجته وحسن ويسر ليقول حسن ساخرا وهو يضحك بشيء من الضجر في اندهاش من جرائتها التي مكنتها من الخروج أمامهم بهذه الملابس الڤاضحة
_ على رأى زين ده قميص نوم فعلا !!
بادله الضحكة الساخرة بنفس الضجر .. لتهب يسر واقفة وهي تتنهد الصعداء وتشير لشفق بأن تأتي معها ويجلسوا في أي مكان آخر ويجددوا مودهم الذي عكرته تلك الالمانية الصغيرة !!
اغلقت ملاذ باب الغرفة خلفها برفق ورفعت النقاب عن وجهها ثم اقتربت منه بيدها على كتفه هامسة
_ ممكن تهدى الموضوع مش محتاج كل العصبية دي !
صاح منفعلا
_ مش محتاج ازاي ياملاذ إنتي مش شايفة كانت لابسة إيه ... إزاي اصلا قدرت تطلع قدامنا بالمنظر القذر ده !!
قبضت على كفه تضغط عليه بلطف وتتمتم برزانة
_ هي صغيرة لسا وزي ما قالتلك جدتك هي عايشة برا فمتعودة على كدا
قال ضاحكا بسخرية على حسن نية زوجته
_ ميار مش أول مرة تاجي عندنا يا ملاذ دايما بتاجي ولما بتاجي أنا بسكت وبستحمل وعمرها
عقدت حاجبيها وهي تتساءل عن سبب تغير الأمر الآن وتهدر في حيرة
_ وإيه اللي اتغير دلوقتي يعني !!
قال بتوضيح أشد ونظرة مشټعلة
_ اللي اتغير إن جدتي