الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 120 من 175 صفحات

موقع أيام نيوز


المجروح وبعد دقائق بدأت في وضع الصحون على طاولة الطعام في الصالون وجلست على مقعدها تبدأ في الأكل دون انتظاره وبعد لحظات رأته ينضم لها ويجلس في مقابلتها على أحد المقاعد فلم تعيره اهتمام وركزت على طعامها فنظر هو لها مخټنقا مجرد جلوسها معه على نفس الطاولة لا يتحمله ولن يستطع تحملها سينهي هذا الزواج في أقرب فرصة باتت نفسه تضيق كلما يعود ويجدها


بمنزله .. اخفض نظره للصحون الممتلئة بالطعام المتنوع ثم التقطت معلقة وبدأ بتناول أول لقمة من الصحن الذي أمامه فتصنع التقزز من مذاقه والقى بالمعلقة جانبا هاتفا في قسۏة وغلظة 
_ لو مبتعرفيش تعملي أكل قولي بدل ما إنتي بتأكليني حاجة ملهاش طعم .. إيه القرف ده !!
ثم امسك بالصحن وسكبه في سلة القمامة الصغيرة بجانبه وهب واقفا عائدا لغرفته تاركا إياها معلقة نظرها على سلة القمامة ثم التقطتت قطعة خيار والقتها بفمها وهي تهمس محاولة تمالك أعصابها 
_ خليكي relax يايسر اساسا ده مستفز وميستهلش تعصبي نفسك عشانه .. قال قرف !!
تقلب في البوم صورهم كان يجمع الألبوم ما بين صور عقد القرآن وبين الخطوبة وأخيرا الزفاف توقفت عند صورة ليوم زفافهم ودققت النظر بملامح وجهه كيف كان يبتسم بسعادة ودفء وهي بكل سهولة قضت على فرحته سړقت ابتسامته وشوهت أجمل شيء في العلاقات وهو الثقة .. فقدت ثقته بها وهذا يعني أن ليس هناك أمل في زواجهم ما لم تستعيد ثقته .
كانت لا تريد هذا الزواج وربما لم تكن تريده هو أيضا ولكن الآن هي أكثر من يريده وشعورها بنمو مشاعر الود والاحترام والتقدير والحب له وتزايدهم عن الطبيعي في كل ساعة تعيشيها معه في المنزل حتى ولو كانوا لا يتحدثون وكل منهم منعزل عن الآخر إلا أن هذه المشاعر تسعدها وترضي ضميرها الذي يعذبها بأنها لا ينبغي عليها أن تستمر في هذه العلاقة وهي لا تحبه فتخبره بكل وضوح أنها بدأت تخطوا أولى خطواط العشق وهي الآن في أولى درجات السلم وبالتأكيد بعد وقت قصير ستصل للقمة وستكون انتصرت على نفسها المتمردة !! .
سمعته يتحدث في الهاتف بالخارج فنهضت من على الفراش ووقفت وراء الباب تحاول سماع حديثه وتسمعه يتحدث مع والدته عبر الهاتف ويسألها عن اسم دواء يسكن الآم الرأس التي تداهمه بسبب مشقة العمل فتستغرق هي لحظات بسيطة تفكر في شيء وتتردد في فعله ولكنها حسمت أمرها واتجهت ناحية خزانتها وأخرجت شريط اقراص مسكن للآم الرأس تستخدمه دوما عندما يصيبها الصداع الشديد وانتظرت لدقائق قصيرة حتى ينهي حديثه مع والدته ثم خرجت وذهبت للمطبخ تملأ كوب ماء بارد وسارت باتجاهه في الخارج وجلست بجواره على الأريكة تمد يد تحمل كوب الماء واليد الأخرى بها شريط الاقراص متمتمة في لطف وابتسامة عذبة 
_ اشرب ده مفعوله حلو جدا أنا باخد منه دايما لما أكون مصدعة
اطال النظر إليها في صمت ونظرات ثاقبة كالصقر ثم التقطه من يدها وأخرج قرص والقاه في فمه ثم شرب الماء كله عليه فهو لا يطيق ألم الرأس ويريد أي شيء لكي ينهيه أما هي فابتسمت له بدفء واقتربت منه تمد كفيها لرأسه حتى تقوم له بمساج بسيط لعله يخفف من ألم رأسه وهتفت في رقة تأخذ منه الأذن 
_ تسمحلي 
لم تجد أجابه منه بالرفض فقط كان يحدق بها كالمغيب فهو يعاني ألم الخېانة والعشق .. يحبها ولا يتمكن من مسامحتها وربما لن يتمكن فما فعلته خطأ لا يغفر بالنسبة له وبرأيه أنها حتى الفرصة الثانية التي تريدها لا تستحقها فمن أهدر الأولى بسبب إهماله وعدم وعيه لأهميتها بإمكانه إن يهدر الثانية أيضا أن منحت له ولذلك هي لا تستحقها ابدا ولن يسمح لها بأن تستحوذ عليه أكثر من ذلك !
منذ أن عرف بالحقيقة ولوهلة ود ولكنه ذكر نفسه بما فعلته حتى لا يدع قلبه يرق ويلين لها مطلقا فازاح يديها عنها وقال منذرا بجفاء 
_ آخر مرة هقولها ليكي ياملاذ ابعدي عني نهائي أنا مش عايز اتعصب عليكي يابنت الناس واخليكي تكرهيني
ثم هب واقفا واتجه لغرفته فلوت فمها بيأس وحزن وهبت هي الأخرى متجهة خلفه وفتحت الباب دون أن تطرق ثم اغلقته خلفها واقتربت لتجلس بجواره على الفراش مغمغمة في خفوت بائس 
_ لما ماما قالتلي إنك متقدملي أنا مكنتش اعرفك ولا حتى شوفت صورتك فرفضت ومكنتش عايزاك واللي خلاني أوافق إني كنت عايزة انتقم من أحمد ولما شوفتك في الرؤية الشرعية حسيت بحاجة غريبة بس احساسي في إني مش عايزاك كان لسا موجود ولغاية يوم الخطوبة لما كنا بنتكلم وقولتلي إنك حابب نبدأ حياتنا صح ومن غير ذنوب عشان ربنا يباركلنا فيها أنا مقدرتش استحمل وقومت روحت الحمام لو فاكر وعيطت ودخلت صحبتي عليا وقولتلها إني مش هقدر أكمل ومش هقدر أكون ليك
 

119  120  121 

انت في الصفحة 120 من 175 صفحات