رواية جميلة بقلم انچي عصام
بالخروج من غرفتها فقد تأخر اليوم في العودة وقد اخبرها سابقا انه عندما يتأخر بالخارج لا تنتظره لانه لن يرغب في رؤية وجهها عند عودته قطبت حاجبيها وهي تسمعه ينادي بأسمها عاليا فوقفت واتجهت الى خارج الغرفة لتجده يقف امامها بكامل اناقته وبجواره فتاة ترتدي ثوب باللون الابيض يكشف ذراعيها وساقيها من الاسفل وتنظر لها بأستحقار وقبل ان تكسر صمتها الذي طال لأشهر وتتسائل عن هويتها بادرها هو قائلا
احب اعرفك يا ياقوت دي بسنت مراتي.....
اخذت ياقوت تنقل عيناها بين محمد الذي ينظر اليها بأبتسامة والى بسنت التي تتفحصها بأزدراء وانتابتها رغبة قوية للبكاء ولكنها تمالكت نفسها الا تمنحهم ذلك الانتصار واستدارت لتتجه الى الغرفة الصغيرة التي تحتلها والتي تقع بجوار المطبخ وما ان اغلقت باب الغرفة خلفها حتى وضعت كفيها على فمها وهي تبكي حتى لا يظهر صوتها لمن خارج الغرفة
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الخامس
مرت ستة اشهر اخرى كانت الحياة فيها بوجود بسنت زوجة محمد الثانية اسوء من ذي قبل فقد كانت لا تقوم بتضييع اي فرصة لاهانة ياقوت سواء بحضور محمد او غيابه وازدادت مرات حجزها بداخل غرفة المخزن بسبب ادعائات بسنت الزائفة التي يقوم محمد بتصديقها دون اي تفكير فأصبحت ياقوت تتجنبها حتى لا يتم معاقبتها فقد اصبحت حالتها النفسية سيئة وعادت اليها النوبات التي كانت تصيبها عندما كانت صغيرة بداخل الملجأ عندما تشعر بالخۏف من شخص ما فقد كانت تنتابها النوبات عندما تقوم عفت بمعاقبتها فقد كانت سيدة بلا قلب ولا يرأف قلبها لحال احد وها قد عادت نوباتها بسبب خۏفها المړضي من محمد الذي اصبح اسوء من عفت في سوء ردود افعاله وعقابه الذي ينتهي دائما بسقوطها فاقدة للوعي في الظلام من الړعب وليالي مليئة بالكوابيس بعد ذلك.
عايزاكي تقوليلي مبروك عارفه ليه
شعرت ياقوت بقلبها ينقبض بقوة وهي ترى ابتسامة بسنت الخبيثة تتسع وهي تتحدث فعلمت ان ما ستسمعه لن يروقها على الاطلاق وأرادت بشدة الهروب من امامها حتى لا تسمع ما ستقوله ولكنها تحدثت مسرعة قائلة
انا حامل كلها كام شهر واجيب لمحمد ولي العهد
ذهبت عينا ياقوت تلقائيا الى محمد ولكنها وجدته ينظر اليها بنفس الجمود الذي ينظر به اليها دائما وشعرت بأنفاس بسنت الدافئة بالقرب من اذنها وهي تلقي ما بداخل جعبتها واغمضت عينيها بقوة ولاول مرة منذ ستة اشهر لا تتمالك مشاعرها وتسقط دموعها على وجنتيها قبل ان تركض مسرعة الى غرفتها التي اعتادت على صوت بكائها المكتوم ولياليها المليئة بالالم
ارتدت ياقوت قناع البرود وهي تقوم بغسل الاطباق بعد ان انتهى الزوجان من تناول طعام الافطار وشرد عقلها كما يفعل دائما وفكرت في عدم مجيء جميلة او نجية الى هنا لزيارتها او زيارة بسنت فهل انتهى دورهم في المسرحية التي كانت هي بطلتها الحمقاء خرجت من شرودها على صوت خطوات تقترب منها فتنهدت بملل وهي تعلم
ان بسنتقد اتت لتتنمر عليها قليلا ولكن اتسعت عيناها وهي ترى محمد يقف بجوارها وينظر لها بصمت لم تعيره اهتماما ولكنها لا تستطيع نكران ان مجرد وقوفه بجانبها يشعرها بأقتراب نوبة هلع اخرى منها وسمعته يقول
حركت ياقوت رأسها بالايجاب وحررت نفسها المكتوم بداخلها ما ان خرج من المطبخ دون ان يفعل لها اي شيء واخذت تنهي ما تفعله حتى تبدأ في تحضير طعام الغداء لتنتهي منه قبل موعد مجيء عائلته فلا تريد رؤيتهم على اية حال
كانت الساعة قد تعدت الثامنة عندما سمعت ياقوت اصواتهم تتعالى بالحديقة فعلمت انهم خرجوا من المنزل ليكملوا جلستهم بالخارج وابتسمت بسخرية وهي تستمع لهم يمجدون في طعامها الذي تناولوه للتو ويخبرون بسنت بكم هي طباخة ماهرة حاولت
ان تنال اي قدر من النوم حتى تتمكن من السهر
لتنظيف ما سيفتعلوه من فوضى وكادت ان تسقط في النوم عندما استيقظت فزعة بسبب فتح باب غرفتها لتجد ان المقتحم هو جميلة التي ما ان تلاقت عيناهم حتى اتسعت عيناها فزعا وكأنها قد رأت شبحا ما وقبل ان تنهي ياقوت صمتها الذي طال وتتحدث اقتربت منها جميلة مسرعة وهي تقول بذهول
ياقوت انت ازاي هنا محمد قال انك طلبتي الطلاق بعد ۏفاة جدو على طول وقولتيله انك كنتي عايزه الفلوس وبس
ياقوت بصوت خرج غليظا لطول صمتها هو قال ليكم كدا اخوكي حابسني هنا ومخليني خدامه ليه هو ومراته لغاية لما اكمل واحد وعشرين سنه وابيع ليه كل