لحن الحياة بقلم سهام صادق
وتخبرها ان هي التي بحاجه لملابس جديده ولكن نظرت مهرة القاتمة جعلتها تصمت
ذهبت مهرة للعمل بحنق وهي تتذكر المال الذي بالتأكيد مقابل لتضحيتها بسنة من عمرها تعمل وكأنها خادمة لجاسم الشرقاوي
وتقدمت من مكتبها دون ان تطالع مني او تلقي عليها اي كلمه لتتعجب مني من أحوالها ولكن عادت إلي
ما كانت تطالعه
مهرة
فنظرت إليه بعبوس متمتمه بصوت قد سمعته مني وسمعه هو
مش وقتك خالص
ونهضت من فوق مقعدها تتبعه إلي ان وقف في منتصف الغرفة
بتأكلي المستثمرين كشړي
أنتهي الصغير من نطق أحد الكلمات بالعربية لتضحك ورد علي طريقة نطقه ليقفز علي أحد الوسائد بفرح وفي تلك اللحظه دخل كنان ونظر إليهم بصمت ثم أتجها لغرفته التي يحتويها الجناح الواسع وكان يبدو عليه الأرهاق
سنلعب بعد ان يخرج
لتضحك ورد هامسة
فأبتسمت ورد وهي تزيل لعبة الألغاز من أمامها
اختار انت تلك المرة
فداعب الصغير ذقنه مفكرا
وجدتها
كانت ورد تجلس أرضا حتي تكون بمستواه وهو يعصب لها عينيها
سوف اطرقع لكي بأصابعي لتتبعي مكان وجودي أتفقنا
وفتح جواد غرفة خاله فوجده مسطحا بالعرض علي الفراش نائما بعمق بسبب أرهاقه وركض نحو الشرفه مختبئا خلف
الستار ومازالت أصابعه تطرقع ولكن بصوت خفيض
جواد اين انت
كانت تتقدم بخطواتها داخل الغرفة الي ان وقفت في منتصفها تستمع لصوت الطرقعه حتي تحدد أتجاه خطواتها
الفصل التاسع
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
ما هذا
كنا نلعب أسف خالو
اخد يدور حول نفسه وهو حانق منها لتهتف مهرة ببرود أصبح يستفزه
وماله الكشري ياجاسم بيه
وتابعت بتهكم
هو حضرتك مأكلتهوش قبل كده
ليرفع جاسم يده مشيرا لها بأن تصمت ولكن
فيزفر أنفاسه پغضب وقد أقتحن وجهه
انتي ايه راديو وبيشتغل بره يامهرة بره
لتقطب حاجبيها وهي تطالعه
يعني ولا كلمة شكر ولا مكافأة
وترجعت للخلف پخوف من صوته
مكافأة
وقبل ان يكمل باقي جملته وجد ياسر يردف إليه مبتسما
المسثمرين مبسوطين اوي من جولة امبارح
وبيشكروا أستاذه مهرة علي اليوم الجميل ده
ثم تابع ضاحكا
وخصوصا الكشري
فتتنهد مهرة بزهو ثم ضبطت من وضع نظارتها علي عينيها
والله الايطالين دول ناس ذوق مش زي ناس
ليحدق بها جاسم بجمود بعد ان فهم مغزي جملتها
فأبتسم ياسر قائلا
بصراحه تستحقي مكافأة ياأستاذة مهرة
لتنظر مهرة لجاسم الذي وقف يطالعها بنظرات محتقنة
انا قولت كده لشخص ما بس للأسف في ناس عدوة النجاح
وفجأة صدح صوت جاسم غاضبا وقد تفاجأ ياسر من ذلك
بره علي مكتبك
لتبتسم وهي تنظر لياسر الذي وقف يطالعها بأستمتاع
الخصم يتلغي واظن أستاذ ياسر قال ليا مكافأة وتابعت وهي تخطو نحو الخارج
وحاسب علي ضغطك وانت بتقول بره ياجاسم بيه
خرجت ورد راكضه من الفندق بأكلمه وطيف ماحدث يمر أمام عينيها لتنظر حولها وهي تتحسس حرارة وجهها
انا ازاي وصلت لاوضته وسريره
وقبضت على كفيها بقوة
غبية ياورد
وسقطت دموعها وهي تسير دون ان تعرف الي اين ذاهبه فمساحة المنتجع ضخمه
انا كده هطرد بفضيحه
لتعود تتأمل المكان الذي هي فيه وقد كان قريب من الشاطئ
منظر ساحر أصبح أمامها جعل عيناها تتسع من الأنبهار
ومرت ساعه وهي وحدها تخشى العودة ورأت رجلان يأتيان من بعيد وعلمت بهوية أحدهم فالأخر بعد ان أشار علي مكان وجودها أنصرف
لتنهض ورد من جلستها متأملة المكان حولها
انا محستش بنفسي غير وانا هنا
ليبتسم لها معاذ وهو يشير إليها ان تتقدمه
سيد كنان مستنيكي في الفندق ولولا ان شنطتك والأمن قالوله انك مخرجتيش من المنتجع
وتابع ضاحكا
كان ممكن يبعتنا ندور عليكي بره المنتجع
وابتسم وهو يراها تطرق رأسها أرضا وقد ظن أنه خجلا ولكن شعور أخر كان يقتحم قلبها ولم يكن الا الخۏف فعقلها بدء يصور لها مشهد طردها بعد اهانتها
وسارت مع معاذ الذي أخذ يثرثر معها بأمور عدة الي ان دخلت الفندق ووجدت جواد يركض نحوها
اسف ورد
أريد ان اتحدث معكي ورد
وأشار إليها بأن تتبعه لتنظر الي معاذ الذي أبتسم لها مطمئنا ثم جواد الذي أمسك يدها يحثها على السير
لتدخل الي أحد الغرف وقد كانت نفس الغرفة التي تم فيها مقابلتها أثناء تقدمها للوظيفه
ليجلس كنان علي مقعده بأسترخاء
أجلسي ورد
وفور ان جلست اخذت تشرح له ماحدث دون ان تترك لأنفاسها العنان حتى أنها بدأت تنطق بعض الكلمات بالعربية والبعض الأخر بالتركية
وأخيرا تنفست
انا أسفه ولو حضرتك عايزني امشي وأنهي عقد عملي معنديش مشكله انا
غلطانه
كان كنان يستمع لها ويركز في تفاصيل كل أنش بوجهها سمة شئ عجيب بدء يجذبه إليها
ونفض أفكاره سريعا ففي النهايه هو المرؤس وهي مجرد عامله لديه وبضعة أشهر وسيعود لوطنه وينتهي عقد عملها
وتنفس بعمق وهو ينهض ويتأمل جواد الذي جلس يتابعهم دون فهم
أنسي الأمر ورد جواد أخبرني كل شئ
لترفع عيناها البريئة نحوه فيشيح وجهه سريعا وهو يهتف
اذا اردتي الأنصراف باكرا فليس لدي مانع
تهللت أسارير مهرة وهي تعلم من مني ان أمر الخصم من راتبها قد تم إلغاءه لتبتسم مني علي هيئتها
طب ركزي في شغلك بقي بدل ماتاخدي خصم تاني
وقبل ان ترد عليها مهرة كان جاسم يخرج من غرفة مكتبه ومعه أحد مدراء الأقسام
أنسة مهرة
فوقفت مهرة وهي تتمتم داخلها
هو انا مبلحقش ارتاح
وتقدمت منه وهي تخشي ما سوف يتفوه به وحدث ماكنت تخشاه
هتساعدي سكرتيرة أستاذ مسعود الفترة الجايه
وتابع وهو ينظر إليها ببرود
لحد ما المساعده الخاصه بأستاذه لطيفه ترجع من اجازتها
فتمتت بحنق لم يسمعه الا جاسم
يعني هي تاخد اجازه وانا اتبهدل
ليحدق بها جاسم بجمود
بتقولي حاجه يا أستاذه مهرة
فأتجهت نحو مكتبها في صمت تجمع أشيائها وتغلق الحاسوب
عادت من العمل بصداع يضرب
رأسها بقوة فحياتها أصبحت اما أقدامها تتورم او صداع يفتك رأسها فقد ظنت ان العمل مع السيد مسعود سيكون لطيفا ولكن كما يفعل هو فعل مسعود وسكرتيرته الشمطاء التي لا يعجبها شئ
وضغطت على كفوفها بقوه وهي تتذكر ان السبب في كل ذلك هو جاسم
وأتجهت نحو محل البقالة لتجد شيكا كالمعتاد ينتظرها كي تستلم منه مفتاح المحل ويذهب هو نحو عمله الأخر
وجلست علي المقعد الخشبي القابع داخل المحل ومدت ساقيها
هستريح شويه قبل ما أقفل المحل وأطلع
وأخفضت عيناها لتسمع صوت رجولي قد ميزته
كان أكرم يقف يطالعها بحنان أخوي مشفقا عليها
لتعتدل مهرة في رقدتها تنظر إليها وهي تمسح على وجهها
خير ياأكرم في مصېبة تانيه هرخجكم منها
فطأطأ أكرم رأسه بخجل
لا يامهرة انا جاي عشان اطمن عليكم
لتتعجب مهرة من قرب أكرم العجيب منهم
انا أسف يامهرة
لتضع بيدها علي المقعد الذي جانبها وهي تطالعه بعمق مهنة المحاماه جعلتها تدرك نوايا البشر
وأكرم شقيقها يبدو وكأنه ليس ابن زوجة أبيها
فطباعه هادئه طيبه
فأبتسم أكرم وجلس جانبها
شكلك تعبان
لتهمس بأرهاق
التعب ده انا متعوده عليه
وتابعت بأمتنان
ورد حكتلي علي اللي عملته معاها الفتره اللي فاتت
فأبتسم أكرم وهو يمسك كفوفها يحتويها بكفوفه
ده واجبي يامهرة ولا انتي مش شيفاني راجل
فأبتسمت وقد غزي الآلم قلبها وهي تري أخيها الصغير يخبرها برجولته نحوها هي وشقيقتها
أغمض كنان عيناه ومازالت صورتها ټقتحم عقله
طيفها وهي تقع على ذراعيه وتمسد صدره
وفتح عيناه وهو يزفر أنفاسه ليعتدل في وضع نومته هاتفا بحنق
ما الأمر كنان مجرد فتاة عادية تعمل لديك تجعلك تفكر بها هكذا
ونهض من فوق الفراش يبحث عن هاتفه لتظهر مهاتفات سيلا الكثيرة التي لا يعيلها اي اهتمام رغم أنه يوم ان قرر الأرتباط بها كان القرار نابع من اختياره هو وحده
وقفت مهرة غير مصدقة ما تسمعه من ثرثرة أهل الحي بأن حسين ابن الحج إسماعيل سيعود قريبا من هولندا حسين جارها الهادئ والوحيد الذي لم يكن يوم يراها كالصبية كما كان يلقبوها أولاد الحي
لم يعلم حبها الخفي أحد وظلت تنتظره بأمل ان يعود ويعود حلمها في الرجل الوحيد الذي احتل قلبها وقد نست معه كرهها للرجال بسبب والدها
قرر كنان اليوم ان يشاركهم جلستهم ويعمل جانبهم
في البداية كانت ورد تشعر بالأرتباك من وجوده ولكن بعد فترة تأقلمت على وجوده
كان يستمع إلى حوارها مع جواد ويبتسم
واحيانا ېختلس اليها النظرات دون شعور منه الي ان أقترب منه جواد
أريد ان اذهب لمدينة الألعاب خالو
فربت كنان علي وجهه بحب
لك ماطلبت سيد جواد ولكن ليس اليوم
ليعقد الصغير ساعديه أمام صدره حانقا
متي
لتبتسم ورد علي أفعال جواد ليقع عين كنان عليها متمتما
أقترح انت و ورد علي اليوم وسأري مواعيدي
ليقفز جواد بسعاده وركض نحو ورد التي ضمته إليها
رفعت مهرة عيناها عن لطيفة سكرتيرة السيد مسعود وهي تراها كيف تتفنن في وضع الزينة علي وجهها وحدقت بها بتسلية فقد علمت ان السيد مسعود رجل أرمل
لتحدق بها لطيفة بحنق
بتبصي علي ايه خليكي ف شغلك
فضحكت مهرة وهي تعود لعملها
سمكة في طبق دقيق
ليردف مسعود داخل الغرفه ناظرا لمهرة دون ان يلتف للطيفة التي جعلت وجهها كالخريطه
تعالى يامهرة
فتبعته مهرة ولا تعلم لما ارادت مشاكسة لطيفة فغمزت لها بمكر لټضرب الاخري بقبضة يدها علي سطح مكتبها
وجودك معانا اليومين اللي فاتوا انجزوا حاجات كتير
رغم أنها كانت حانقة من كم العمل واوامر لطيفة التي ليست لطيفة ولكن عبارات الشكر جعلتها تهتف برقه غير عادتها
العفو يافندم ده واجبي
ليخرج مسعود كارت دعوة من درج مكتبه
بنتي رقيه عامله معرض تعرض فيه لوحتها هكون سعيد لو جيتي واتعرفتوا على بعض
لتبتسم مهرة علي لطفه وخرجت من غرفته تحمل كارت الدعوه ولطيفة تكاد ټنفجر ڠضبا
وضع سماعة هاتف مكتبه پغضب ياسر وقد سافر من أجل أحد المهام التي طلبها منه واليوم هو لديه أجتماع مهم فمن سيذهب إلى أحد المصانع التابعه له ويحل تلك المشكله
لتتسع بريق عيناه وهو يتذكر مهرة ورغم خوفه من معالجة الأمر الا انها الوحيده التي اقټحمت عقله
وخرج من مكتبه يطلب من مني
ابعتيلي مهرة حالا
وعاد لغرفته ينتظرها إلي ان جاءت اليه حانقة
هو انا هشتغل ايه بالظبط هنا
ليلتف إليها جاسم ببرود
كل حاجه
وتابع وهو يتفحص وقفتها ونظراتها التي تكاد تقتله
ماعلينا خلينا في المهم
وبدء يشرح لها مهمتها فالعمال في أحد مصانعه علي أطراف المدينة يضربون عن العمل دون سبب كما أخبره مدير المصنع
تحلي الموضوع بهدوء وفي سواق مستنيكي تحت
لتتسأل وهي تعدل من هندام لياقة قميصها
واشمعنا انا اللي اخترتني في المهمة ديه ماعندك موظفين كتير
ليحدق بها جاسم ثم سار نحو مكتبه
مش مضطر اقولك عن اسبابي
وأشار إليها بالأنصراف دون ان يعيرها اي اهتمام مرة أخرى
حدقت بضخامة المصنع وهي تسير نحو الداخل لتجد بعض العمال
يحتجون علي الوضع الذي هم فيه ومدراء الأقسام لا يعيرهم اي اهتمام فكل منهم يمسك فنجان قهوة