الخميس 12 ديسمبر 2024

حكاية روان

انت في الصفحة 12 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز


إنتظاره
ولج والدها يجلس أمامه هاتفا
خير
خير إن شاءالله روان هترجع معايا وإن شاء الله مفيش طلاق ونفرح بأولادهم
تنهد والدها قائلا
وإحنا نكره الخير يا مسهل
بجد ياخال يعنى عرفت تخليها تشيل الفكرة من 
دماغها بس ليه عندك فى بيتك
تلك الجملة التى قالها مروان فأردف خاله
بلاش الطمع أنا جيبتها وأنت وشطارتك
طمع أيه يا خال دا أنا طلعت عينى

ربت خاله على كتفه مواسيا
روح شغلك وهى معانا فى أمان وكل ما تعرف تعال
وواحدة واحدة تكسب ثقتها وقلبها فرصة أوعى تضيعها
وأمسك دا مفتاح الشقة بتاعها خليها معاك
ولج من باب الشقة يراقبها فى صمت كاد أن يلتهمها التى
بات عشقها يسرى بعروقه بل بشريانه النابض كل ما يريده الآن قبلة لتهدأ مشاعره الجياشة نحوها لا يعرف كيف
يبقيها جواره يعرف أنها تتألم مشتتة بين حيرتها 
وحزنها كيف يخفف عنها شعرها الذى تعقصه برباط
للأعلى النمش الذى يملأ وجهها تورط بها دون أن 
يشعر متى وكيف لا يعلم تنهد وهو يقترب منها هامسا
روان
إنتفضت ثم أستدارت هاتفة
مروان انت ازاى بتدخل فجأة كدا
قوليها تانى مروان كدا
حاولت أن تتملص 
متحاوليش مش هتفلتي مني هما كلمتين هاقولهم 
وهامشى
ثم تابع وهو يشعر برجفتها 
أنا هاسافر عشان الشغل وهاسيبك ترتاحى واعصابك تهدا وتحكمى قلبك قلبك بس وانا متأكد طالما قلبك حن لمروان هيبقى هيحن لعمه أنا كنت طول عمرى هدفى الشغل وأن اجيب قرش كنت مغرم بالموضوع والكل يقولى إزاى كدا الصراحة ساعات كنت بتضايق ليه مش
طبيعى أنا! ليه محبش واتحب! طب ليه معنديش نفس
أكون اسرة! والإجابة كانت انت عشان القدر كان لسه 
مجبكيش ليا كل طريقتى كانت من غيرة راجل على
الست اللى بيحبها وهو حاسس انها فرطت فى نفسها
أنا أسف بس دي الحقيقة أنا هااسافر وهاارجع عشان 
أخدك انت ومروان إسكندرية وكمان عشان ربنا
يكرمنا بأخت لمروان هسافر وسايب قلبى أمانة
عندك ياروان
قبل أن تعترض كان جيدها بنعومة ورقة صعودا وهبوطا حتى شعر أن قدميها أصبحت لم تعد تحملها وعلت أنفاسها فاابتسم لتأثيره عليها
إرتاحى
عشان لما ارجع مش هيبقى فى راحة
بعد مرور شهرين
وقد عاد مروان وقد تحسنت صحة الصغير حيث كانت تعامله بحذر ورعاية شديدة وما أن جلس معه مروان أنتفض بفرحة عارمة تنعش كل جزء فيه وجد نفسه يصيح لا إردايا
روان تعالى بسرعة هو مروان بقى يقعد لوحده روان تعالى
هرولت مسرعة لتتسمر مكانها وهى تراقب حماسه الجارف كان يجثى على ركبتيه أمام الصغير وابتسامته تكشف
عن أسنانه البيضاء فى أصطفافها الأنيق وخلصت شعره
المشعث كانت تراقب فرحته كان مشهدا شهيا ومروان 
الصغير يفتح ذراعيه وهو يضع رأسه بين يده هامسا
احضن اوى اجمد يا مروان عايزك راجل
تبا له ولصوته الرجولي وضحكاته التى بعثرتها بل تبا
لقلبها شعر مروان بها فاستدار يرمقها وهى تطالعهما فحمل 
الصغير وتوجه به إليها هاتفا
تعالى نشوف ماما روان عملتنا أكل أيه!
قطبت حاجبيها ثم تناولت منه الصغير هاتفة بحدة
هو انت هتتغدا هنا!
ابتسم وهو يقترب اكثر منها هاتفا ببرود
آه هااخد دوش وهاخرج نتغدا مع بعض وحشتونى
ألقى جملته وخرج من الغرفة بينما هى كانت تحبس 
أنفاسها تحاول ألا تظهر تأثرها بالكلمة
وضعت الطعام على الطاولة وجلست أمامه ومعها طبق
صغير تطعم منه الصغير كان يراقبها حيث أنه أصبح
غارق فى تفاصيلها تعرف انه يراقبها لكنها تخشى أن
ترفع عيناها فحدثها هو
أنا مبقتش عارف اقعد فى الشقة هناك من غيرك 
أنا حتى القهوة مبقتش عارف اشربها طيفك بقى 
حواليا فى كل مكان لولا مكالمة الفون كل يوم 
كان زمانى جرى ليا حاجة
لم تجيبه ظلت كماهى تنظر فى الصحن امامها فهى ايضا اصبحت غارقة فى ملامحه طريقة حديثه اصبح يسرقها من نفسها بحديثه اللين كل ليلة لټغرق كلها فيه كله فتحمحم قائلا
الأكل يجنن تسلم إيديك وعينيك
همست بخفوت وهى تجيبه بإرتباك
شكرا
آه من عينيك ياروان وحشونى
نعم
بقولك جهزى نفسك هنخرج انهاردا
قال جملته بلهجة آمره فهزت رأسها بالنفى هاتفة 
لأ مش هينفع مش هااقدر أسيب مروان
ألتو ثغره فهى تتحجج بالصغير فاجابها
هنسيبه مع مرات خالى أصلا أمى عايزة مروان 
هنسيبه معاهم أتفقنا قدامك ساعة وتجهزى
خرجت من السيارة تطالع المكان حولها كان مطعم
هادئا جلست على إحدى الطاولات وجلس مروان فى المقعد المقابل فمد يده يمسك يدها فاأنتفضت وسحبت
يدها فقهقة قائلا
أيه ياروان بكهرب أنا
أجابته بتوتر وإرتباك
لأ بس إحنا فى الشارع والناس بتبص
ما يبصوا انت مراتى وحبيبتى أمسك إيديك عادى
رفعت بصرها نحوه قائلة .
أنا عايزة اروح
هو أنا خاطڤك يا روان الجو جميل وهنقضى السهرة مع بعض
بعد مرور عدة ساعات تحدثت هى عن حياتها 
ووالديها واخواتها كانت كالمسحورة وهو يشجعها باإبتسامة واسعة بعد أن أنتهت قدم لها علبة صغيرة مخملية بها خاتمين للخطبة
أيه دا!
دول دبلتين مش معقولة هتمشى كدا من غير دبلة فى 
إيدك دا غير فى مفاجاة تانية
لازمتها أيه انا كدا كدا هااطلق منك
قالت جملتها باإعتراض فاأردف وهو بحدة قائلا
طب وماله عشان لما نتطلق ترميها فى وشى
نهضت واقفة وهى تقول
مروان زمانه بيعيط إحنا الوقت سرقنا
تجلس بجواره فى السيارة يرمقها بطرف عيناه ثم يتابع
الطريق
ثم يدها يبثها شوقه مزيج من الخجل والذعر اضطرما فى داخلها فسحبت يدها سريعا فضحك
قائلا
أيه هنا بردو فى ناس!
لا كدا عيب احنا فى حكم المطلقين
اوقف السيارة فجأة وهو يقول بصوت محموم معذب
انت بتقولى أن عذابك عجبانى بس الحقيقة العكس
انت اللى عايزة تعذبينى وتحرقينى بكلمة الطلاق ديه
انتفض جسدها من صراخه وارجعت رأسها للخلف 
فهمس بكل الاعتذارات
أسف اسف بس الكلمة ديه بقت بتوجعنى 
انا بحبك ياروان
ومتأكد من حبك بس انت مش قابلة تدى قلبك 
فرصة
ظلت تنظر فى عينيه لتتشابك نظراتهما بحديث
صامت نداء قلبيهما الذى يعجز كل منهما عن تلبيته
اغمض عيناه ثم عاد فتحهما وحرك السيارة ثانية
بعد مرور عدة دقائق هتف
ممكن طلب
نظرت نحوه ثم أجابته
أتفضل
ممكن نروح لبيتنا عند والدتى هى تعبانه ومحتاجة 
مروان الصغير حالتها صعبة خصوصا بعد ما عرفت 
أن رامى اللى ربته زى ابنها هو اللى غدر بريان
قبل أن تجيبه أكمل
عارف عايزة تقولى ايه طول الفترة اللى فاتت جهزت 
شقتى في البيت هناك يعنى هتبقى ليك شقة لوحدك 
كاملة كل حاجة فيها جديدة 
وأنا عرفت أمى كل حاجة يا روان لو سمحت وافقى
تمام
ما أن ولجت من باب البيت مد يده لها بمفتاح الشقة 
هاتفا
دا مفتاح الشقة
شكرا بس أنا مش هقعد فى الشقة
فرك وجهه بإرهاق هاتفا
خلى معاك مفتاح الشقة بتاعتك وحابة تقعدى فى 
أوضتى هنا براحتك
هزت رأسها بالإيجاب ثم اجابته بخبث
ايوة هقعد هنا بس مش فى أوضتك الأوضة التانية
شعر النيران تتأجج بصدره هاتفا
ديه اوضة ريان هتتدخلى فيها ليه!
لأن الأوضة تانية كلها ذكريات مش حابة افتكرها أما 
الأوضة ديه صاحبها الله يرحمه من غير ما يعرفنى 
أو حتى يعاشرنى كان جوه ليا كل خير شاف اللى جوايا
من اول مرة
توسعت عيناه من هجومها الشرس ومن طريقتها التى 
أول مرة تنتهجها حدجها والشرار ينطلق من عينيه
قاصدة أنك توجعنى قلبك دا أيه مش عارف مفيش 
حاجة بتقصر فيه حجر صوان
انصرف من أمامها يقطع الردهة پغضب بينما هى 
الندم يأكلها لكنها تريد أن يشعر ما شعرت به عندما 
تزوج الثانية
فى الساعة
الواحدة بعد منتصف الليل يدور فى غرفته
كنمر حبيس ونيران الغيرة تلتهمه نجحت فى اشعال 
النيران بداخله ومن من! اخيه المتوفى
اندفع نحو باب الغرفة ليقتحم غرفتها فتسمر 
مكانه تنام تلك النومة الملائكية تغنيه عن العالم 
كله وبجوارها مروان تحولت ملامحه ثانية عندما
تذكر كلماتها 
رمشت بعيناها محاولة أن تستوعب الموقف 
وما أن وضعها على الفراش سألته بفزع
أيه اللى بيحصل دا! 
قالت جملتها وهى تحاول الأستقامة فمال بجزعه 
هامسا
مفيش نوم هناك النوم هنا جنبى لو مش عجبك
هنطلع فوق غير كدا معنديش فاهمة يا روان 
عشان كدا صبرى نفد واعملى حسابك أنه مش
هيبقى نوم بس
انهى كلماته وهو يطبع على طرف هامسا
هروح اجيب مروان واجى.
تهدجت انفاسها وهى لا تعرف كيف تجيبه نظرت له بصمت
كانت تقف فى المطبخ تعد الطعام تناولت البطاطس 
لتضعها فى مقلاة الزيت وهى تبتعد للخلف قليلا 
فارتطمت بصدره فهمس هو بصوت خاڤت
اسملله عليك
استدارت له هى تبتلع هاتفة
أنت لزق فيا كدا ليه لو والدتك جت هتفهمنا غلط
بالعكس هتفرح طول النهار تقولى نفسى افرح 
بعوضك قبل ما مااموت يا مروان
شهقت بخجل وهى تقول
أنت قصدك ايه!
قهقة وهو يتناول إحدى صوابع البطاطس المقلية
بظبط زى ما وصل ليك كدا أمى مستنيه وأنا 
خلاص مرحلة الصبر نفذت
انهى كلماته
بشغف اصابه التوتر فور فعلته الهوجاء
ولم يقبل بافلاتها وهى بالأساس لم تريد الأبتعاد 
هى لا تكره الآن فقد اثبت حبه لها همست بتقطع
أنا بحمر البطاطس عشان اغدى مروان
مروان الصغير جدته أكلته خلاص ركزى مع مروان
الكبير
وهو يتجه بها للأعلى من أجل بداية جديدة 
وحياة جديدة
بعد مرور عدة ساعات فتحت عيناها رمشت بعيناها وهى تتذكر
ما حدث باستيحاء نظرت إلى ملامحه الوسيمة 
واخذت تتذكر كل ما مرت به فهبطت دموعها 
فشعر بها فاعتدل من نومته يرمقها باستنكار
ليه يا روان ديه دموعك غالية اوى على قلبى
هزت رأسها هاتفة
بس مستغربة كل تدبير القدر وكل اللى احنا مرينا
بيه
متفرقة ألهبتها هو يهمس بصوت مشحون بالمشاعر
أنسى كل اللى عدى وركزى معايا وبس 
انا حجزت لينا كام عشان نسافر ونغير جو
بعد مرور عدة أيام
ولج مروان للغرفة يحمل الصغير بين يده ويبكى بحړقة 
كطفل صغير يهمس بتقطع
انهارده حق ابوك رجع يا مروان والمحكمة قالت حكمها 
أبوك اللى ماټ غدر يا مروان ابوك اللى حړق قلبى
ادمعت عيناها تبكى رغما عنها وهى تتوجه إليه 
لتحمل منه الصغير وتضعه جانبا ووقفت أمامه 
لا يقول أحداهما شيئا كانت كل كلمات العالم 
فى هذه اللحظة سخيفة مدت يدها تمسح 
دموعه برفق فتناول يدها وهو ممغمض
عيناه هامسا
موجوع أوى
همست روان بنبرة مرتجفة
بعد الشړ عليك من الۏجع بعد الشړ
اكثر ويده تعبث تحت بلوزتها فتسارعت انفاسها ونظراتها الخجلة ضړبت ثباته فمال على برقة هامسا
انهارده المحكمة اصدرت الحكم 
مش ناوى قلبك كمان يصدر حكم بالعفو عنى
اسبلت أهدابها ثم رفعت بصرها إليه ولم يكن بحاجة 
لنطق فنظرة عيناها وكفى حتى أنه لم يكن بحاجة 
ليسمع أعترافها
فهمس هو
بحبك
أطرقت رأسها بإستيحاء قائلة
بحبك
النهايه

 

11  12 

انت في الصفحة 12 من 12 صفحات