الأربعاء 27 نوفمبر 2024

انصاف القدر بقلم سوما العربي

انت في الصفحة 51 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز

 


ابتسم براحه يتنهد كأنه وجد ضالته 
جلس على طاولة الطعام يقطع الدجاج بغيظ كأنه يشرحه لا يقطعه مغتاظ منها بشده 
وهى تكبت ابتسامتها بصعوبه عليه وعلى ماحدث 
رأى ابتسامتها تلك التى لم تفلح في مداراتها فمال عليها قائلا بغيظ بتضحكى ماشى بقا بتمنعى نفسك عنى وبعد ما شوفت الويل عشان تبقى مراتى انتى بقيتى مراتى على فكره 

تحدثت بخفوت وخبث ده بدل ماتبقى جان وتقولى مش هلمسك الا اما اعملك فرح وتفرحى بنفسك الأول يا حبيبتي 
عامر بصوت خافض عصبى جدا ماهعملك فرح دى مالها بدى عايز أفهم 
مليكه لا
طبعا مافيش اى فارس احلام بيعمل كده دايما بيصبر عليها لحد ماتتزف له بالفستان الأبيض قدام الكل 
عامر ماهى الروايات دى الى مقندله عيشتى ابقى فكرينى امنعها تدخل البيت خالص حبيبتي انا اصلا زباله واخلاقى زفت ومش هصبر عليكى كتير 
كانت عينيها متسعه من وقاحته لكنها اتسعت اكثر وهو يكمل مبتسما بخبث ووقاحه على سيرة الفساتين بقا بعد العشا ابقى البسيلى الفستان اياه بتاع مدريد 
ابتسم بتلاعب وهو يجدها تنظر له پصدمه وحرج لا يسعفها اى رد 
والجميع ينظرون لهم بخبث وفرحه خصوصا الجدة تشعر أخيرا براحه كبيرة 
الكل يرى عامر جديد لايستطيع اخفاء لهفته على تلك الصغيرة ابدا 
فى
مكان آخر
على طاولة عشاء رومانسيه فى أفخم المطاعم
جلست هديل بفستان احمر راقى تضع شعرها على كتف واحد بحرج أمام عادل الذى ينظر لها بصمت وهيام كأنه يحفظ كل ملامحها ثوانى وتحدث بحب هديل انتى حلوه اوى 
ابتعلت مشروبها بتلعثم وقالت شششكرا
ابتسم على خجلها الفطرى والذى تقريبا انعدم ولم يعد يراه يقسم بأن يترك حياة الليل والا يضيعها من يده فهى هبه بكل ما تعنيه الكلمة 
تحدث بدون مقدمات قائلا هديل انتى مافكرتيش انا ساعدتك ليه
ابتسمت ابتسامة جميله وقالت عشان شهم وزوق شكرا بجد 
عادل انا لا شهم ولا زوق انا مش بعمل حاجة لله 
صمتت پصدمه فقال انتى عجبانى من اول ما شفتك وعايز اتجوزك 
اتسع فمها مع عينها وهى تغازل بتلك الطريقة الفجه ولكن هذا هو عادل وتلك هى طريقته 
جلس كارم لجوار نهى والتى تزحزحت قليلا تبتعد عنه 
تزحزح هو الآخر يلتصق بها ثانية فتزحزحت تبعا 
حمحم بهدوء ثم التصق بها فصړخت بړعب قائلة فى ايه يا استاذ انت ماتحترم نفسك وتقعد باحترامك بدل ما والله انادى بابا 
كارم وهو يراقص حاجبيه بابا ايه يا نونتى مابقيت انا بابا خلاص احنا كتبنا الكتاب وعلينا الجواب 
فتح الباب فى تلك اللحظه على مسرعيه يدخل منه فاروق والدها ينظر له پغضب وهو يجده يجلس كتفا لكتف جوار ابنته فتمتم كارم سلاما قولا من رب رحيم 
فاروق بصوت غليظ بقا انا اطلع أوصى على الشاى اجى الاقيك لازق فى البت كده 
وقف سريعا يقول شوف ياعمى انا والله ما عملت حاجة هى اصلا مش مديالى فرصه دى عامله زى القطر 
رفع فاروق رأسه بشموخ يقول طبعا مش بنتى تربيتى بنت ابوها بصحيح 
كارم طب جوزونا الطرق تثيره وتبتعد الا تعلم كم ېقتله الشوق كل ليله 
تراه ېحترق فى الدقيقة مئه مره وتبتسم بانتصار وتشفى فرصة عمرها وأتت عند قدميها كى ټنتقم لكل تلك السنوات 
كل الايام التى عانت بها منفردة وهو لا يعلم حتى 
اما عند توفيق
فهو يجلس الآن باحد المطاعم الفاخرة ورغم كونها فاخرة حقا الا انه بصق من فمه اول قطرات تناولها من تلك الشوربة الساخنه 
رفع صوته ينادى على اول نادل مر من أمامه يقول بتقزز ايه الزفت الى انتو جايبنهولى ده
النادى الشوربة الى حضرتك طلبتها يا فندم 
نوفيق دى شوربة دى ولا زفت على دماغك ودماغ الى مشغلينك 
زم النادل شفتيه يحاول ابتلاع الإهانة قائلا بدبلوماسيه ارجوك يافندم وطى صوتك انت فى مكان محترم 
سياسه الفتى فى الرد جعلت عنجهيته المعتاده فى الضغط على الضعيف تعلو ضړب مقدمة الطاوله بيده محدثا صوت عالى وقال محترم ده مكان محترم ده انا عايز المدير فين مدير المخروبه دى 
جاء صوت أحدهم من الخلف يسير بهدوء ورصانه يرتدى ثياب مهندمه تصرخ بالفخامه يتقدم بتمهل على مايبدو كان يتابع الموقف عن بعد فتحدث بكبر قائلا خير يا فندم ايه شكوة سعادتك 
نظر له توفيق واهتز قليلا من مدى الثراء الواضح عليه لكنه لن يبالى رفع صوته مجددا يقول پحده دى شوربة دى ده زفت تقدموه 
ابتسم الرجل يضم شفتيه ابتسامة تدل على استيائه من طريقه الحديث وقال بس احنا هنا مش بنقدم زفت ممكن سيادتك بكل هدوء تقول شكوتك واحنا نحلها حالا الزبون دايما على حق ودى قاعده بس مايصحش ابدا الزبون يعلى صوته فى مكان مليان ناس بالشكل ده حضرتك اتفضل مشكورا قول ايه المشكله بالظبط وتتحل فورا 
توفيق بقولك دى مش شوربة اصلا ده مش اكل يتقدم لبنى ادمين انت مابتفهمش 
نظر له الرجل صامتا ثم بإشارة صغيره من يده تقدم ثلاث رجال ضخام الچثة وحملوه يلقونه خارجا 
كان محمول على اكتافهم يصيح وېصرخ بهياج انت اټجننت انت عارف انا مين انا الباشمندس توفيق جاب الله ده انا هوديك فى ستين داهيه اوعوا سيبونى 
فى غضون دقيقة وجد حاله ملقى أرضا پعنف لا يصدق ما يحدث معه لقد عاش كم من الذل والمهانة لم يتعرض لها مسبقا بيته كومه قمامه ثيابه مهمله لا يستطيع تنظيفها يحيا على طعام
الشوارع ضعف الكثير من الكيلوجرامات بعدما كانت الحيويه تقفز من وجهه 
شرد قليلا يتذكر نجلاء وطعامها 
عقله كشريط السينما يسترجع عدة مشاهد متعاقبة 
بيوم يعود من عمله وهى تركض تخرج صينية البطاطس الساخنه من الفرن تحترق احد اصابعها من تلامسها لها صانعة بقعة مقفعه ينظر لها بتقزز واشمزاز قائلا ايه القرف ده
نجلاء بتعب وحرج من نطرته الدونية لها اتلسعت وانا بطلع الصينية من الفرن 
توفيق على نفس حالته وده منظر اكل ازاى معاكى وتمدى ايدك في نفس الأكل 
يوم آخر
يجلس على الطاوله بعدما سكبت له صحن الشوربا وذهبت سريعا تجلب باقى الأطباق وهو يجلس سلطان زمانه يرتشف اول ملعقه 
على الفور القى مابيده صارخا انتى يا ست هانم مافيش مره تعملى الاكل عدل لازم كل مره اټسمم جتك الارف عليكى وعلى عيشتك 
وغيرها وغيرها من الذكريات يتذكر انه دائما ماكان يكمل طعامه بعد صراخه هذا وبعدما تنغلق شهية تلك المسكينة 
اسند راسه على احد اعمدة الإنارة بجواره يتنهد بحسره ااااااه فينك وفين ايامك يا نجلاء واكلك الى كان زى الفل فضلت وراكى لحد ماطفشتك 
بحسره شديده ظل يسترجع كل تلك الأيام متتممها برفضها له وتفضيلها لرجب عليه
وفى مكان آخر
بشقة نجلاء كانت تضع اخر الصحون على الطاوله وتلتفت مبتسمه تنادى زوجها رجب رجب يالا عشان تتغدى 
كان يجلس يتابع التلفاز ريسما تنتهى هى كل مره تناديه باسمه ينشرح صدره ولا يعرف لما ربما لأنه للان لم يصدق ان حلمه تحقق وأنها بالفعل زوجته يجمعم بيت واحد ويشاركها نفس الغرفة ونفس الهواء بينهم حياه روتينية كاى زوجين وليست حلم صعب المنال بل هى الان تعد له الطعام وهو يجلس ينتظرها يعلم ويطمئن بأن لهم ايام معا ست البنات التى لطالما راقبها وهو يجلس امام محله تقف فى شرفتها او تخرج للسوق يشاهدها فقط من بعيد موقنا انها حلم صعب تحقيقه أصبحت له زوجته صنعت له طعام ساخن دسم تناديه الان باعتياد كأنهم معا منذ سنوات وهو بكل روتين وحب استقام يذهب لها 
وضعت له الشوربا
الساخنه فى صحنه فتناول اول ملعقه مصدرا صوت مقزز قليلا جعلها تغمض عينيها تدارى ابتسامتها عليه وعلى عفويته التى لابد وأن تعتاد عليها قائله عجبتك
رجب يا سلام سلم إلا عجبتنى دى مزجتنى 
نظر لها بوقاحه وعبث قائلا حتى نفسك في الأكل حلو وكلك على بعضك حلو يا مدور انت ياملفوف 
ابتسمت له بخجل تضع يدها على وجهها تدارى حرجها منه وهو يكمل احتساء صحنه يغمز لها ثانيه بوقاحه كأنه يتوعد لها بشئ فقط بعد الطعام وهى وجهها سينفجر حقا من حمرة خجلها باتت تعلم تلك البسمه والغمزه وما يعقبهم جيدا 
وقفت تحيه تسلم بعض الاوراق لأحد العاملين معها قائله كده تمام يا طارق انا خلصت كل الورق وسلمت كل حاجه 
طارق باستياء انتى ليه مصره تمشي النهاردة يابنتى يابنتى أفهمى الشغل هنا فرصه صعب تلاقيها تانى 
تحية ياسيدى الله الغنى انا اكتشفت اني زى الطير ماحبش لا اتحبس ولا اتقيد 
طارق فكرى تانى خسارة بجد ده انا حفيت عشان اعرف اشتغل هنا واول ما جيت كنت حتة عيل بيصور ورق يقفل فايلات وقعدت سنين عشان اعرف امسك شغله عدله يعنى شوية بهدله ياتحيه مايضرش الدنيا عايزه الى يعافر فيها 
تنهدت قائله مش عارفة
يا طارق بس ده حتى الموظفين هنا تحسهم من طبقة تانيه تحسهم نفس طبقه ولاد الخطيب انا مش عارفة اتعامل الصراحة دول بيتكلموا لغات ولابسين ماركات انا حتى مابقاليش صحاب هنا مع انى بقالى مده وباخد على الناس بسهوله 
اكمل هو ودمك خفيف وروحك حلوه 
تحيه بكبر بالظبط كده 
طارق هههههههه ده انتى مشكلة 
صمت قليلا وقال بقولك ايه يا بنت الناس انا شارى وعايز اتجوزك ايه قولك 
صممت پصدمه متفاجئه بما يقال آخر شئ توقعته ربما نست انها فتاه ونست أمر الزواج برمته 
لكن دار عقلها سريعا طارق شاب متوسط فى كل شئ مهندم ومتواضع وظيفته جيده جدا وراتبه أيضا لما لا 
ظهر شبح ابتسامة على شفتيها فقال الصلى على النبى ضحكت يعنى
قلبها مال موافقة
كادت ان تجيب ولكن وجدت من ضړب الباب بقدمه بقوه يقول پغضب شديد موافقه على ايه يا روح امك 
اتسعت عينيها مالذى جاء به الآن وماذا يريد 
وقف طارق پغضب يقول ايه يا سامح بيه ايه الطريقة دى فى ايه مايصحش كدة 
نظر له پغضب وغيره يصك أسنانه غيظا ثم اشاح بوجهه عنه ينظر ناحيه تحيه قائلا وانا سامع من بدرى وواقف مستنى الست هانم توقفه عند حده ولا تديله قلمين على وشه الا لاااا دى بتتبسم كمان اه يا بنت ال قاطعته پغضب تقول اييييه حيلك حيلك مالك داخل علينا كده وواخدنا الوش فى ايه
اتسعت عينيه من وقاحتها وقال ده انتى كمان بجحه واقفه مع واحد فى اوضه لوحدكوا وسيباه يعرض عليكى الجواز 
تحية بسماجه وفيها ايه انا حره واحتمال أوافق كمان وهبقى اعزمك تنورنا 
تقدم منها پغضب وهى تعود للخلف حتى اصطدمت بالحائط وتقدم طارق پغضب يقول سامح بيه انت ازاى تقرب منها كده 
نظر له سامح شزرا باستهانه وقال واحد ومراته بتتدخل انت ليه!
اتسعت أعين طارق پصدمه يردد بزهول مراته!! طب إزاى وامتى
اغتاظت تحية كثيرا ودفعته بيديها پغضب ولكن لقوة جسمانه لم يتحرك وقالت انت كمان هتتبلى عليا مرات مين ياحيوان انت 
تحدث من
 

 

50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 59 صفحات