الأربعاء 25 ديسمبر 2024

وبقي منها حطام انثي بقلم منال سالم وياسمين عادل

انت في الصفحة 42 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


السكر في الډم وهي محتاجة تتغذى كويس وتشرب حاجة مسكرة !
هز مالك رأسه بتفهم وهتف بنبرة
ممتنة 
شكرا ليك خليكي معاها يا راوية وأنا هوصل الدكتور !
ثم أشار بيده له واصطحبه للخارج وهو يتسائل بفضول مصحوب بالخۏف 
مفيش إي علاج أو ڨيتامينات ممكن تاخدها
رد عليه الطبيب وهو يهز رأسه نافيا بلهجة رزينة 
المدام مش محتاجة غير جو نفسي هادي ومثيرات نفسية تساعدها تخطي أزمتها .. واضح أن عندها اڼهيار نفسي وعصبي !

برر مالك إصابتها وهو يمسح بكفه على جبهته بقلة حيلة حيالها 
آآ... أصل

حصل حالة ۏفاة عندها وو... يمكن يكون ده أثر عليها
أكمل الطبيب وهو يسبقه بخطواته ليكون أمامه 
تهيئة الجو النفسي للمريض عامل مهم جدا هو ده العلاج الوحيد
ثم الټفت إليه ونطق وهو يشير له محذرا 
دوام الحالة دي وإستمرارها كتير مش هيكون في صالحها !
رد عليه مالك وهو يهز رأسه متفهما 
تمام تمام شكرا ليك .. وفي أي وقت هتعدي على الحسابات هتلاقي ظرف بإسمك هناك !
ابتسم لهالطبيب وهو يطرق رأسه ممتنا 
شكرا ياأستاذ مالك عن أذنك !
_ الټفت ليغادر المكان بينما استدار مالك ونظر للأعلى بنظرات مترددة ما الذي سيفعله جراء ما حدث لها ...
تسمر في مكانه حائرا .. وتساءل مع نفسه بتخوف وقد تحولت قسماته للوجوم ..
ربما يكون هو سببا من أسباب الحالة التي وصلت إليها بجانب ۏفاة الراحل والدها والذي أحدث أثرا سلبيا بازغا فيها ..
تنهد بثقل ليطرد ذلك الهم خارج صدره ولكنه عجز وبخطوات متباطئة إعتلى الدرج ....
_ في هذا الآن كانت راوية تربت على كفها بهدوء وعطف حتى أحست بها الأخيرة وشرعت بتحريك جفنيها بتثاقل شديد وكأن يدا حجرية ثقيلة تغطي عليهما لمنعها من الأفاقة .
ولكن المثير هو تلك الرائحة التي أدخلت البهجة داخلها كأنه قريب منها يتأمل سكونها .. راحت ترى بمخيلتها ما تتمنى تحقيقه ....
.................................................. ....
_ كان يقف قبالتها ببسمته المعهودة والعذبة ثم مسح على وجنتها برفق وهي يسألها بنبرة معاتبة ولكنها مهتمة 
فيكي إي يا إيثار 
_
قبلت بطن كفه الملامس لصدغها ثم أسبلت بصرها وهي تنطق بصوتا متحشرجا يختلجه البكاء 
تعبانة من غيرك !
اختنق صوتها وهي تكمل بتساءل 
ليه كل ده بيحصل !
تنهدت بآسى وإنسابت العبرات من مقلتيها وهي تقول 
ياريتك ما رجعت يمكن كنت هفضل مشتاقة أشوفك أهون عليا ما تكون جمبي وكارهني !
رد عليها مالك بصوت شجي وقد نطق وميض عينيه الذي لمع تأثرا بحديثها 
عمري ما كرهتك انتي حلمي الصعب والمستحيل إحكيلي ياإيثار .. اشتكيلي مني !
أخرجت تنهيدة تحمل الكثير من التأوهات من صدرها المثقل بالأوجاع ثم أراحت رأسها على صدره وأغمضت عينيها تاركة العنان لعبقه يتخلل حواسها سحبت شهيقا وأطلقته زفيرا متريثا لفح صدره المرتاحة عليه ونطقت بنبرة دافئة خاڤتة تحمل بين طياتها مشاعر الاشتياق 
متسبنيش انا ضعيفة من غيرك .. أنا بقيت شوية فتافيت يا مالك !
همس لها مالك وهو يمسح على رأسها بلمسات سحرية جعلتها تسافر منه لعالم أخر 
انا جمبك ومش هسيبك انا مصدقت رجعتيلي .. فوقي ياإيثار عشاني وعشان ريڨان .. فوقي !
.................................................. ..............
مدام إيثار _ فوقي بقى الف سلامة عليكي ده انتي خدتي عين والله 
فتحت عينيها المنتفختين بتثاقل فجأة لتنصدم بالواقع الذي تعايشه إنها راوية التي تحدثها وليس حبيبها الذي دق القلب له أولا وأخيرا ..
كان حلما تمنته في مخيلتها فقط ولكنه لم يحدث ..
حدقت بها وهي لا تستطيع تذكر آخر ما حدث لها فخرج صوتها متحشرجا ضعيفا وهي تقول بتساءل 
في ايه !! ايه اللي حصل
أجابتها راوية وهي تبتسم لها بعذوبة شديدة 
أبدا مفيش أغمى عليكي بس الدكتور طمنا !
_ حاولت الاعتدال في نومتها ولكنها شعرت بإهتزاز الأرض من حولها وزوغان حدقتيها ..
فأطبقت جفنيها للحظات لتستعيد توازنها ثم فتحتهما ببطء وجابت بنظرات سريعة المكان من حولها فأيقنت أنها متواجدة بحجرته ..
خفق قلبها بقوة وتسارعت نبضاته وهي تتحسس فراشه بصورة متوارية ثم غطت وجهها بكفيها وهي تقول بحزن آليم 
عايزة أمشي مكنش المفروض أجي وانا تعبانة كده !
دخل مالك إلى غرفته بخطوات بطيئة ثم دس كفيه بجيب بنطاله وهو يهتف بلهجة آمرة 
أنزلي أعملي عصير لمدام إيثار يا راوية وشوفي ريڨان لسه نايمة ولا صحيت !
سلط أنظاره على إيثار التي أطرقت رأسها حرجا منه بينما نهضت راوية عن جلستها ثم أبعدت بصرها وهي تعبر من جواره بصمت ..
بقي الاثنين بمفردهما فزاد التوتر في الأجواء .. وقررت التصرف فورا .. لا مجال للبقاء هنا .. هي أخطأت في القدوم وتسببت في إرباكه .. 
لمست الأرضية بقدميها وكادت تقف ولكنه أشار لها لتتوقف عن المحاولة مبررا لها بأن مازال عليها تجرع مشروبا سكريا ..
ولكن الحقيقة هو يرغب في بقائها لأطول وقت ممكن ..
وبلا تردد نطق بصوت آمر ولهجة اعتاد عليها مؤخرا 
خليكي راوية هتعملك عصير وبعدين هخلي السواق يوصلك .. مينفعش تمشي وأنتي بالحالة دي !
بب ب..... باب.. ا
_ كانت الصغيرة ريڨان قد أستيقظت للتو وحضرت لحجرة أبيها وهي تحبو على الأرضية ثم استقامت واقفة لتتعالى ضحكاتها ..
كان صوتها گذقذقة العصافير في أذنيها فابتسمت بشكل لا إرادي وهي تنظر نحوها بينما دنا هو منها وحملها عن الأرضية وهو يغزو وجهها بقبلاته مرددا 
حبيبة بابي !!!
_ أشارت ريڨان نحو إيثار 
ردت عليه راوية وهي تثني على فعلته بإعجاب ربنا هيجازيك خير يامالك بيه ان شاء الله
!
_ حرك رأسه بإيماءة خفيفة وهو يرسم بسمة مزيفة على محياه ثم تركها وأكمل طريقه لغرفة المكتب خاصته ...........................................
.................................................. ..................
وبقي منها حطام أنثى
الفصل الخامس والعشرون الجزء الثاني 
وقفت تبكي بتحسر وهي تندب حظها العثر الذي أوقعها في هذا البلاء الذي تعيشه الآن .. لطمت على صدغيها وأطرقت رأسها في خزي وإذلال ..
لم تعد ترغب بالرفاهية والحياة المنعمة بل تتمنى لو تعود بها الحياة إلى سابق عهدها ترغب في العودة لراحتها القديمة التي تفتقدها..
نعم .. كانت تعيش في كنف أبيها مدللة فتزوجت من جعل منها وسيلة لتحقيق أغراضه الدنيئة طمعا في المبلغ المالي الضخم الذي كان سيحصل عليه من والده للإنفاق على تكاليف زواجه المزعوم ..
والآن هي تعاني ويلات لا حصر لها حينما رفضت الإنصات إلى والدتها التي لم ترغب في تلك الزيجة منذ البداية وحذرتها كثيرا من مغبة تلك المجازفة الغير مدروسة ولكن كان طمعها گالمرض الذي ينهش لحم صاحبه ويتركه عظاما ..
هي الآن في حضرة وكيل النيابة عقب تحويلها إلي السفارة المصرية ومنها للنيابة بعد ترحيلها سجينة من الخارج ..
شعور بالإنكسار المصحوب بالذل سيطر عليها كليا ..
حدجها والدها مدحت بنظرات ساخطة على صمتها طيلة السنوات السابقة وإيهامهبكونها تعيش گالملكة المتوجة في قصر زوجها ..
بينما قطع وكيل النيابة هذا الصمت المريب وهو يقول بلهجة جامدة 
أكتب عندك قررنا نحن وكيل نيابة .... الإفراج عن المتهمة سارة مدحت عبد التواب بضمان محل إقامتها وعقب تسديد مبلغ الكفالة المطلوبة !
ثم رفع رأسه لينظر نحوها بجمود و أشار لها بيده وهو يتابع بصرامة 
اتفضلي امضي هنا وامشي لولا والدك انتي كان زمانك متبهدلة في الاقسام !!!!!
_ ابتلعت سارة أهانته التي كانت گالعلقم في حلقها ثم أمسكت بالقلم بأصابع مرتعشة وهي تبكي بندم شديد . ..
سبقها والدها للخارج وهو يكافح للسيطرة على إنفعالاته ..
الټفت ليرمقها بنظرات احتقارية تقلل من شأنها وهو يردف بجمود وقسۏة 
ليه عملتي كده في نفسك ياسارة ! !!
وضع كفيه على كتفيها ثم صړخ بها بعصبية وهو يهزها پعنف 
ازاي تقبلي كده على روحك !!!
إنهارت سارة باكية بمرارة وحسرة فأرخى قبضتيه عنها وارتمت بين أحضانه لتكمل بكائها الحارق المصحوب بالخزي الشديد ..
اختنق صوتها وهمست بمرارة 
مكنتش أقدر تقول حاجة كان لازم اتحمل نتيجة طمعي لوحدي !!!
أشفق مدحت
على حالها البائس .. هي أخطأت وأساءت إلى نفسها بطمعها .. ربت على ظهرها بحنو ومسح بكفه وهو يضيف معاتبا 
غلط يابنتي علاج الغلط بالغلط ده أكبر غلط .. انا كنت حاسس ان في حاجة ورا استعجاله
انتحبت سارة بأنين خاڤت وقد شعرت بصدق قوله الذي زاد من اشتعال صدرها واحتراقه 
ده عقاپ ربنا ليا ده عقابه ليا آآآه !!!
_ ما كان منه إلا الصمت أمام بكائها الحار والشديد الندم ..
لم تتوقف قط طوال طريقها للعودة لمنزلها ..
لم تعد تشعر بطعم الحياة بل بالمۏت ربما يكون راحة لها من هذا الذي عايشته طوال هذه السنوات ..
هي مذنبة في حق نفسها ومچرمة حيال حرمتها گإنسانة لذا كان عليها تجرع العڈاب كؤوسا مضاعفة لكي تتفهم حقيقة الدرس جيدا ...
تأهب مالك بنفسه ليقوم بمهمة توصيل إيثار إلى منزلها لن يتركها على تلك الحالة الواهنة بل لن يجرؤ قلبه على تحمل رؤيتها ترحل دون أن يطمئن عليها ..
وكانت ريڨان هي الأخرى مستعدة للذهاب معها .. فخرجت بها من الفيلا وهي تحملها وتداعبها بسعادة ..
نعم فهي باتت سلواها في وسط بحور أحزانها ..
لم تعلم إن مالك بإنتظارها في السيارة فهي على إعتقادها بأن السائق هو من سيتولى مهنة توصيلها ..
حمدت الله في نفسها أنها لن تضطر لإستقلال أي وسيلة مواصلات بمفردها .. فأعصابها مشدودة وجسدها مرهق بصورة كبيرة ..
وضعت الصغيرة على مقعدها الخاص بالمقعد الخلفي وأحكمت ربط حزام الأمان
ثم أغلقت الباب بهدوء ..
رفعت رأسها للأعلى لتحدق في السائق لكن اتسعت حدقتيها پصدمة حينما رأت مالك يجلس خلف المقود
ويشير لها بيده لتجلس على المقعد الأمامي بجواره ..
توردت وجنتيها خجلا منه ..
ذلك التورد الذي لم

يعرف الطريق إلى قسماتها إلا معه هو فقط ..
هو خجل خاص به وله ..
ازدردت ريقها بحذر وهزت رأسها معترضة بحرج بادي
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 60 صفحات