الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية عاصفة الحب بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 20 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 


فريد وهو يطالع العرس وأحمد الذي اقترح عليه أن يقام هنا فهم لم يريدوا عرس كبير من أجل احترام مشاعر يوسف وأيضا لم تكن رغبة أحمد بعرس يذكره بعرسه الأول ولكن رغبة كاميليا كأي أم جتعلهم يبحثون عن انسب اقتراح وكان الاقتراح فيلته التي تعيش بها نادين وها هو هذا اليوم يثمر عليه بفوائده
بكت بحرقه وهي تتمتم بصوت عذب في كتاب الله حتى بدأت روحها تسكن فمسحت دموعها وجلست تمسح على قلبها فبدء آنينه يهدء ونهضت من فوق الفراش تبحث عن هاتفها الذى اخذ رنينه يتصاعد 

ايوه ياسلمي لا انا كويسه متقلقيش عليا
فطالعت سلمي والدتها تطمئنها انها بخير 
احنا كلها ساعه وراجعين يازينه 
وأغلقت معها لتنظر لهاتفها بحسرة فأين هو حتي لم يفكر في مهاتفتها 
وتسطحت على الفراش لتسبح بعدها في نوم عميق دون شعور 
دلفوا لعش الزوجيه الجديد الذي تم تجهيزه في وقت قصير نفعه انه بدل شقته القديمه بعد انتهاء علاقته بشذا وأتى بأثاث جديد فلم ترغب سهر في تبديل الأثاث مدام كان جديدا رغم اعتراض والدتها في البدايه الا انها أصرت على قرارها 
كانت أول نقطه تضيفها في بدايه قصتهم قصه بدأت من قلب احب وعاش صامتا وقلب كان ينظر للبعيد دون أن يرى من يقف خلفه يقدم له قلبه 
واقترب منها أحمد يراجع داخله قوانين ثباته لن يضعف لامرأه مره اخرى ولن يكون الزوج المعطاء 
فوقفت متوتره تفرك يداها بأرتباك وعندما شعرت بلمسه يداه على ظهرها انتفضت مبتعده عنه فتعجب من فعلتها ليجد الخجل مرسوم على وجهها الناعم الهادئ فأبتسم
مټخافيش ياسهر 
وأخبرها بلطف 
ادخلي غيري هدومك وبعدين تعالى نصلي ونتعشا 
رغم ترتيبه انه لن يتركها الليله الا انه قرر ان يكون لطيفا معها 
واتجهت نحو الغرفه دون رد فهتف بأسمها مازحا 
سهر
فألتفت نحوه 
 نعم 
لتتعالا ضحكاته التي زادته وسامه وجعلت عيناها تلمع وقلبها يتراقص 
لا حبيت بس اسمع صوتك 
لتبتسم بخجل وحملت طرفي فستانها لتتجه نحو غرفتهما 
أخفضت شهد عيناها سريعا بعدما وجدته يتحرر من سترته ثم بدء يفك أزرار قميصه العلويه وتقدم منها يسألها 
هتفضلي قاعده كده 
فنظرت له بحيرة فهي لأكثر من نصف ساعه جالسه هكذا 
هو احنا هنسافر امتى 
فهتف يوسف بهدوء وغير اتجاه حركته وأتجه نحو الشرفه في الجناح الذي يقيمون فيه ليلتهم الأولى 
بكره بعد الضهر 
فتبدلت ملامحها للحزن وزفرت بتنهد ضائعه 
بس انا مش عايزه اسافر خلاص ولا عايزه التدريب ده 
فألتف نحوها مبتسما
وأحلامك 
فحركت كتفيها بغنج طفولي جعل قلبه يتوق للمسها ولكنه قرر ان يحتفظ بثباته حتي يشعر انها تريده مثلما يريدها
لا أحلامي هنا مع ماما وسهر 
فأقترب منها ومد يده يمسح على رأسها ولكنها انكمشت على نفسها پخوف فتجمدت عيناه علي فعلتها وقبض على كفه 
مټخافيش خلاص مش هلمسك 
فأرتبكت وتحاشت النظر إليه 
مين قالك اني خاېفه 
وتعالت ضحكاته بخفه متهكما على حالها وردت فعلها معه
مټخافيش 
عارف انك صاحيه يازينه 
فأبتلعت ريقها وفتحت عيناها
اعمل ايه عشان اراضيكي 
سمع صوت أنفاسها وكأنها تقاوم شئ ما فأدارها نحوه بلوعه ومسح على وجهها بحنان 
برضوه كنتي بټعيطي 
فأغمضت عيناها بعجز 
ڠصب عني انا بشړ يافريد مش ملاك 
فأبتعد عنها ليتسطح بظهره على الفراش يعقد ساعديه خلفه ويضع رأسه فوقهم 
انا بقيت اتعذب زيك يازينه يمكن في الأول كان شعوري قايم على قوانين العقل بقول لنفسي ماهي عارفه ان الحكايه مجرد اتفاق ووقت بس دلوقتي كله جوايا اتغير وبقيت اكتر منك عايز الحكايه تخلص 
وزفر أنفاسه بقوه ليجدها ترفع عيناها تطالعه ولكي تغير مجرى الحديث الذي لا يضيف شيئا غير الۏجع
شهد وسهر كانوا حلوين 
وبيتك حلو 
فأبتسم وهو يتأملها 
عجبتك الفيلا على فكره كانت هتبقى لينا
بس لما يبقى عندنا ولاد 
فأرتبكت من نظراته واشاحت عيناها عنه فضحك وهو يتأملها 
فتعلقت عيناها به ولم تجد شئ تخبره به 
فهي أضعف من أن تبتعد عن حنانه الذي أصبحت يحاوطها به 
هنسافر بيروت بعد اسبوع 
لتبتعد عنه هاتفه 
هنسافر طب والشغل اللي انا لسا مكملتش فيه شهر 
فضحك علي العمليه التي تتحدث بها وكأن العمل بالنسبه له شئ كان يريده بل إنه ارغم عليه من أجلها وحرك يده على خصلات شعرها يشعثه
 هاخدلك اجازه من المدير نفسه 
فمدت شفتيها حانقه 
لا انا مبحبش الوسطه 
فضحك
خلاص خدي انتي الاجازه واستغلي سلمي واسهمها في الشركه بدل ما اقفلكم المكان واقعدوا انتوا الاتنين في البيت 
فهتفت بدعابه ناسيه العالم كله معه 
الصغير ما انت عشان حوت في السوق عايز تاكل السمك 
فحرك حاجبيه وهو يرفعها نحوه حتى أصبحت عيناها بعينيه
انا حوت ياسمكه
فضحكت بقوه وهي تحرك له رأسها إيجابا
ماشي يازينه هوريكي الحوت هيعمل ايه
وضاعت معه بعالمه الذي يمد لها يده ليأخذها فيه معه وفي وسط غمرة مشاعرهم الهائجة هتفت 
بتحبني يافريد
لتأتيها الاجابه وهو يبرهن لها قولا وفعلا
نهض احمد من جانبها
قلبها أما هو لم يعطيها شئ إلا واجب يفعله ليله كانت هي فيها صاحبة المشاعر والتوق لمذاق الحب معه 
سمع صوتها وهي تناديه بعدما أحكمت غلق مئزرها وسارت بالقرب من الشرفه المفتوحه 
أحمد 
فأطلق زفرة قويه لا يعلم اهي ندم ام راحه ام شيئا بعيدا يجهله 
ودهس عقب سيجارته أسفل قدمه 
ودلف إليه يغلق الشرفه خلفه 
ايه اللي صحاكي ياسهر 
لم يكن يطالعها وهو يسألها 
حسيت بالبرد 
فهتف معتذرا 
ضحك رغما عنه وهو يراها تجذب علبه بها بعض السندوتشات من يد والدته ثم اتبعت شقيقته بخطوات سريعه وسلمى تطلق بوق سيارتها تستعجلها فمسح على وجهه وهو يتنهد من أثر الضحك
هما رايحين رحله ده شغل ياست الكل 
فجذبته امينه للداخل كي يشرب قهوته معها 
يعني اسيبهم ياكلوا من أكل الشارع 
فألتقط كفها بحنان يلثمه
ربنا يباركلنا في عمرك 
وجلست تسأله وهم يرتشفون القهوه سويا
عرفت تراضيها امبارح زينه طيبه وبنت حلال 
لاحت على شفتيه ابتسامه حالمه وهو يتذكر ليله أمس فأبتمست امينه خلسة وهي تتمنى أن تراه دوما سعيد 
غفت بعد أن ازداد ضجرها من الرحله الطويله بين مصر والولايات المتحدة  كان يقرأ في احد الكتب بتريث لېختلس النظرات إإليها من حينا لآخر فوجدها تتكئ على قبضة يدها وتغفو كالأطفال جانبه بعدما اصابها الملل وهي تطالع السحاب 
اتسعت ابتسامته وهو يغلق الكتاب القابع بين ايديه وقد اعطته حرية مطالعتها ليمسح علي وجهها بخفه هاتفا داخله 
حتى وانتي نايمه بريئه ياشهد 
واعدل من وضعها لتنام براحه فأتسعت عيناه وهو يجدها تتشبث به فأنفرجت شفتيه بضحكه خافته ومال نحوها هامسا
شهد لو عايزه تنامي على كتفي مافيش مشكله بس كده وضعنا مش تمام 
لتفتح عيناها وابتعدت عنه پصدمه تشيح وجهها بعيدا عنه 
لا انا صحيت خلاص ومش هنام تاني 
وتمتمت داخلها بخجل عن فعلتها 
كفايه فضايح 
داعبت عيناها بنعاس وهي تتمايل في خطواتها بعدما دلفوا للشقه أخيرا  وبدأت تنتبه لمساحه الشقه الواسعه وتعلقت عيناها على الدرج الداخلي فالشقه تتكون من طابقين 
لتنظر لتصميم الشقه والأثاث العصري ثم وقعت عيناها على الشرفه الزجاجيه وما ورائها من ناطحات سحاب لتقترب مذهوله من جمال ما تشاهد وبحثت عنه لتجده يقف خلفها يقعد ساعديه أمام صدره وينتظر حديثها 
الشقه ديه هنعيش فيها 
فأبتسم يوسف
وهو يقترب منها 
عجبتك 
لتلمع عيناها بأنبهار 
جدا 
وسألته بعفوية 
هي أيجار ولا ملكك 
فلم يتمالك يوسف ضحكاته ليهتز جسده من شدة الضحك 
لا ملكي ياشهد 
فهتفت وهي تبتعد عنه وتتأمل ما أمامها 
كويس انها ملكك اصل لو إيجار هتدفع فلوس كتير اووي وهتأكلني جبنه طول الاسبوع 
ضحكات لأول مره يضحكها من قلبه لتلتف نحوه حانقه 
هو انا بقول نكته 
فأبتسم وهو يقترب منها بخطوات معدودة 
أنتي اللي نكته جميله ولذيذه ياشهد 
لتتورد وجنتيها خجلا ثم اشاحت عيناها عنه
عايزه اكلم ماما 
فنظر لساعة يده وطالعها وهي تتثاوب بنعاس واعطاها هاتفه فالوقت أصبح الآن بمصر العاشرة صباحا وصعد لأعلى يعطيها حرية الحديث مع والدتها 
تنهدت نجاة بسأم وهي تستمع لحديث تلك السيدة التي رأتها في عرس صديقتها 
وانتي بقى ياحببتي عندك كام سنه 
فزفرت نجاة أنفاسها وناولتها كأس الشاي متمتمه 
عندي سبعه وعشرين 
فلوت المرأة شفتيها وهي تصدر من فاها صوتا كلما ارتشفت رشفة من الشاي 
ياحببتي ياختي اتطلقتي من عز شبابك 
كانت نفس الاسطوانة اليوميه التي أصبحت تسمعها اما شفقه أو تهكم أو فضولا لمعرفه أسباب طلاقها 
كل شئ قسمه ونصيب 
فرمقها المرأة بنظرات متفحصه وتركت كأس الشاي علي الطاولة بعد أن انهته 
ندخل في الموضوع بقى ياحببتي انا ست دغري 
فنظرت نجاة لها وقد بدأت تقلق من طريقة حديثها 
اتفضلي انا سمعاكي 
وكان الموضوع كما توقعت عريسا اخر
مضغ فريد الطعام ببطئ وهو يجيب على أسئلة عدلي عن أوضاع السوق ورجال الأعمال اللذين بدئوا بالصعود عشاء كان عملي ونادين تجلس تتناول طعامها بصمت والسؤال الدائم لها منه 
متى ستخبره بما ينتظره والخبر ليس إلا حملها 
وانتهت جلسة الطعام لتأمر نادين الخادمه بصنع القهوه وقد تكفل فريد بتوظيفها بعدما أراد أن يبعث له حماه بواحده من خدمه ولكن هو يعلم مخططه من ذلك 
معلش ياولاد ديما من وقت للتاني باجي اقعد معاكم 
وجلسوا بغرفة الضيافة وكالمعتاد الحديث لا ينقطع عن العمل  
فتحت عيناها تنظر حولها لتنهض بفزع 
ديه مش اوضتي 
لتتكئ برأسها على ظهر الفراش ټضرب جبهتها بخفه تحادث نفسها 
فوقي ياشهد انتي دلوقتي مش في مصر 
ونهضت من فوق الفراش ترتدي حذائها المنزلي الذي يشبه شكل الأرنب وفتحت باب الغرفه تتثاوب لتهبط لاسفل فتشم رائحه الطعام لتضع بيدها على معدتها التي بدأت تصدر اصواتا 
واتجهت نحو المطبخ تهتف بحماس طفولي وعفويه 
انا جعانه اوي
فألتف نحوها يوسف وهو يرتدي قميصا انيقا ويشمر أكمامه وتفحص هيئتها التي جعلته يبتسم فنظرت لحالها بحنق
ماله شكلي
وهبطت بعيناها تتأمل حذائها وأطراف بنطالها ثم الجزء العلوي لمنامتها وفركت شعرها وهمست بخفوت قد سمعه
ايه المنظر ده 
ليقهقه يوسف بصخب بعدما تمالك نفسه للحظات 
أنتي مش مقعول انا مضحكتش في حياتي كده 
فأستاءت من تعبيره عنها وقد ظنت انه يستهزء بها
فوضع الطعام أمامها يلاطفها 
قطتي المشاكسه الاكل اه كلي وانا رايح المستشفى 
لتلتف نحوه واضعه بيدها على وجنتها التي طبع قبلته عليها
 

 

 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 26 صفحات