رواية مشوقة الفصول من الاول للسابع بقلم الكاتبة الرائعة
لو الدنيا انهدت مش هرجع...
قال يوسف بصوت حنون وكأنه يخرج آخر كارت له للضغط علي فريدة طب وأنا يافريدة هستحمل ازاي بعدك
هتستحمل يا يوسف يمكن أكون بعدت عشانك عشان تشوف فرصة تانية ربنا خلق بنات غيري كتير...
بس أنا مش شايف غيرك واللي حصل اخر مرة ده كان ڠصب عني وندمان عليه يافريدة...
اللي حصل مكانش لازم يحصل من الأول خالص أصلا وكان ڠصب عني وانت عارف كدة كويس..كفاية بقا انسي يا يوسف..
كانت نوارة في فصلها ولمحت فريدة في الخارج تتحدث في هاتفها فخرجت سريعا وأخذت تشير اليها...
لمحتها فريدة فاقتربت منها وهي تنهي المكالمة مع يوسف يوسف أنا لازم أقفل دلوقتي..سلام
هتفت بها نوارة بارتباك يافريدة خدي بالك ممنوع الكلام في التليفون جوة المدرسة خالص...
اضطربت فريدة بجد أنا ماكنتش أعرف والله ..
واللهربنا يستر ..طيب أنا هروح حصتي أحسن اتأخرت كدة من أولها...
طيب معاكي ربنا..
وانتهي جدول حصص نوارة و حمزة فكانوا يجلسان في غرفة المدرسين لتجهيز كراسات يومهم المقبل حتي أقبلت عليهم فريدة التي أنهت هي الأخري بدورها حصص يومها وكانت تحمل صف هائل من الكراسات لتجهيزها ...
اضطربت ولكنها حاولت ألا تظهر ذلك فأومأت برأسها ونهضت واتجهت الي مكتب طلال...
الحلقة الثالثة
كان قلب فريدة ينبض بشدة لعلمها بأن طلال يريدها في مكتبه فهل يريدها لتوبيخها علي فعلتها وحديثها في الهاتف أم لشئ آخر دلفت الي المكتب بعد استئذانها وألقت السلام...
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بصوت خاڤت لأ يا مستر..
أخرج من درج مكتبه ورقة وأعطاها اياها فمدت يدها وأمسكتها قال لها اقرأي ثالث باند في اللائحة أمامج...
قرأت فريدة بعينيها ثم رفعت نظرها اليه وقالت بأدب
آسفة يامستر ماكنتش أعرف انه ممنوع وأوعد حضرتك والله انها مش هتتكرر تاني...
أومأت برأسها حتي سمح لها بالخروج..
خرجت من مكتبه واتجهت نحو غرفة المدرسين مرة أخري لتجلس الي جانب نوارة التي لاحظت وجهها المتقلب ألوانه فسألتها ايه اللي حصل عشان موضوع التليفون
أومأت برأسها فأتبعت نوارة وهي تربت علي يدها معلش ياحبيبتي ياما هتشوفي لسة احنا في غربة..لاحظت نوارة يد فريدة المرتعشة تحت يدها فقالت فريدة انتي كويسة
رفعت فريدة نظرها اليه ولم تبدي أية ردة فعل علي وجهها بل تجاهلته تماما ثم نظرت لنوارة وقالت خلاص يا نوارة ماتكبريش الموضوع أنا كويسة..
ثم أمسكت بقلمها محاولة لملمة شتاتها فهي تكره أن تظهر بصورة الضعيفة أمام الآخرين وبدأت بتجهيز كراسات الأطفال ...
انتهي اليوم الدراسي وانتهي معه أول يوم في رحلة فريدة العملية خارج وطنها واستعد الجميع للرحيل في أتوبيس المدرسة الخاص..
وصلت الفتيات الي مسكنهم ودلفت كل منهن الي غرفتها وبعد تبديل الملابس خرجن الي الصالة لتناول وجبة الغذاء الجاهزة حيث تبادلن الأربعة فتيات أطراف الحوار وكانت رغدة في غاية السعادة حينها استعجبت فريدة وسألتها ليه بقا فرحانة انك هتمسكي فصل
قالت مشيرة بمزح طبعا فرحانة ده انتي شيلتي جبل من فوق دماغها انتي عارفة يعني ايه تمسكي حصص يعني تتنططي من الفصل ده للفصل ده ومعاكي بالصلاة عالنبي حوالي مېت كراسة ده غير الكتب...
هزت فريدة رأسها بلامبالاة مش شغل كتير أحسن أنا بحب الشغل الكتير عشان أحس اني بتعب بجد واستحق مرتبي وبعدين انا جاية هنا عشان اشتغل واشتغل وبعدين اشتغل...
تلك كانت فريدة بنت ذكية ذات شخصية منفردة كاسمها بشرتها بلون الحليب ولكن حين يختلط معه بعض قطرات القهوة وشعرها كلون العناب قاتم الاحمرار منحنياته كموج البحر مازالت في أواخر عقدها الثاني فهي ذات الثمانية والعشرين عاما اعتادت علي ارتداء حجابها علي طريقتها الخاصة فساتين طويلة تخفي شعرها بطرحة مخملية ناعمة لتصبح أكثر أنوثة وجمالا أما عن عينيها فهما بلون البحر بموجه الأزرق....فهي أنثي برائحة القهوة ولذة السكر ومرارة الذاكرة....!
وفي سكن الشباب اجتمع حمزة ومعه أدهم و كريم أصدقائه في العمل في مدرسة طلال ولكن في قسمها الثانوي بجوار القسم الإعدادي الذي يعمل به حمزة ثلاثتهم فقط في تلك السكن الشبابي الخاص بالمدرسة التفوا حول طاولة الطعام الجاهز دائما من احدي المحال ليقول كريم بمزح أنا هعمل حفلة صغيرة لرغدة بمناسبة انها مسكت فصل البت هتتهبل أقسم بالله...
ضحك حمزة وأدهم وأتبع أدهم والله كله قرف ماهي بردو هتشيل مسئولية الفصل كله بالعيال فوق راسها عادي يعني أنا شايف الموضوع واحد..
قال كريم بثقة مانت ماجربتش عشان تحكم يا باشا ده فحت حتي اسأل صاحبك..
قوله يابني ..حمزة.. حمزززة...
انتبه حمزة لكريم ايه يابني..
أنا اللي ايه اللي واخد عقلك. ..
ضحك أدهم قائلا الله حمزة الألفي سرحان يا جدعاااان مش ممكن دي محصلتش ولا هتحصل احكي يا شوماخر احكي سرحان في ايه..
نظر اليهم حمزة باشمئزاز وقال بمزح انتوا هتحفلوا عليه يلا انت وهو ونهض وهو يخبط بكفه علي وجه أدهم بلطف مش انا يا خفيف اللي يتحفل عليا...أنا داخل أنام أحسن...
وفي غرفة البنات.. فريدة ونوارة ..استلقي كل منهن علي الفراش فقالت نوارة وهي تعتدل تجاه فريدة احكيلي عنك بقا....
اضطربت فريدة بخضة احكي ايه يا نوارة
احكي عنك اي حاجة طيب بصي عشان أشجعك هحكيلك عني الأول...
ابتسمت فريدة ماشي احكي...
قالت نوارة أنا يا ستي من السويس وعندي خمسة وعشرين سنة و مخطوبة كمان أول ما دخلت الكلية عرفتهم كلهم اني هبني مستقبلي وهشتغل برة مصر وماكنش حد معترض خالص الا خطيبي بس أنا أقنعته لأن بابا
وماما يعني ناس علي قد حالهم أوي فمش هيقدروا يجهزوني زي ما انا عايزة فاهماني
فاهماكي طبعا ربنا يسعدك ويكملك علي خير...
تنهدت نوارة وقالت بتمني يارب ها وانتي بقا احكيلي عنك...
تنهدت فريدة أنا حكايتي طويلة أوي يا نوارة...
وأنا فاضية علي فكرة ماورييش حاجة..
ابتسمت فريدة ابتسامة حزينة وقالت قبل ما احكيلك أي حاجة اوعديني يا نوارة انك ماتجبيش سيرة لحد خالص أنا مش عايزة اي حد يعرف عني حاجة...
عيب عليكي في بير والله..
استرجعت فريدة ذكريات كانت تظن أنها طوت صفحتها بعد رحيلها كل لحظة في تلك الذكريات تركت چرحا عميقا تظن أن الأيام ستداويه بمرورها ولكن أبله من يعتقد أن مرور الأيام يداوي الأيام تزيد الذكريات ركوزا في القلب و مرارة عند التذكر ليتنا نفقد الذاكرة حينها حقا ستداوي الأيام جروحنا.....
بدأت بمعيشتها هي وعائلتها الصغيرة الأب والأم والأخ والأخت في احدي الدول العربية وحينها كانت الأسرة تتمتع بترف وبزخ واسع كانت لا تحرم من شيئا بمجرد التفكير به تناله في الحال حين علم والدها بمرض أخته عايدة التي لاتملك أخ سواه قرر السفر الي القاهرة في الحال و لم يبخل بماله فبذل أقصي ما في وسعه ليتم شفاؤها علي خير
ولكن هل مريضنا سيتوفاه الله ومعافينا سيخلد أبد الدهر!
وما يعلم الخفايا الا هو سبحانه مر والد فريدة بوعكة صحية مفاجئة أودت بحياته وما من مصدر للعيش سوي بضعة آلاف من ثروة الوالد نفذت في وقت قصير وعلي فريدة التصرف والاتيان بمصاريف أسرتها فهي كبيرة الأبناء ظلت تعمل وتعمل حتي أوقفها يوسف يوسف ابن العمة الذي طالما عشقها منذ صغرهم وقد فتحت عينيه ليراها أمامه تكبر ويكبر عشقها في قلبه ولكن هل القلوب تحمل نفس المشاعر عشق فريدة في قلبه كان بحجم أخوة يوسف في قلب فريدة وما تشعر من ناحيته الا بالأخوة التي مهما طال الدهر لن تصل بمراحلها الي الحب أبدا......
فاجأها بطلب زواجها واستعداده لتحمل مسئوليتها وأسرتها علي عاتقه بدلا منها رفضت وبشدة كيف بأن أتزوج أخي هذا محال هل يعقل ذلك لا أستطيع لكن من يسمع
والدتها وعمتها ويوسف في كفة ميزان وهي في الكفة الأخري الضعيفة الخاسرة حتما....!!!
الحلقة الرابعة
كانت نوارة تستمع الي فريدة بكل ما تملك وأمعنت التركيز وهي تنصت الي قصتها الشبيهة بالأفلام العربية القديمة حتي قاطعتها قائلة...
ماتقوليش انك اتجوزتيه
ابتسمت ابتسامة خذل وقالت بحزن تفتكري كنت هقدر أقاوم كل الزن ده علي ودني وهصمد معاهم لحد امتي أكملت بتهكم وهي تضحك ضحكة استنكار اتجوزنا وطبعا ليلتي كانت أحلي ليلة في العمر زي ما بيقولوا كل البنات ثم أتبعت بحزن عارفة يا نوارة أصعب حاجة ممكن تحصل للبنت انها تتجوز واحد ڠصب عنها ممكن يكون بيحبها وبيعشقها كمان بس مادام هي مابتحبوش يبقي كأنها بټنتحر بالجوازة دي يومها نفسي كان مخڼوق وضلوع صدري كانت بتتشد بطريقة غريبة كأنها بتتقطع من كتر الضغط النفسي ياربي ليه فكرتيني بس!
قالت نوارة باستعطاف معلش يا حبيبتي والله اسفة مكنتش اعرف انك تعبتي في حياتك اوي كدة...طيب انتي كملتي معاه بعد كل ده
قاطع سؤالها طرقات الباب لتسمح نوارة لمن بالخارج بالدخول وهي تتأفف تود أن تعرف اجابة سؤالها من فريدة دلفا اليهن مشيرة ورغدة بكل مرح وحيوية حتي قالت رغدة يلا قوموا البسوا انتوا معزومين ...
قفزت نوارة بفرحة بجد قشطة عليك يا رغود يا جامد...
اتبعت رغدة بتفاخر أيون عزماكوا بمناسبة اني اترقيت وبقيت ماسكة فصل وضحكت ضحكة بلهاء جعلت الفتيات تهلكن من الضحك عليها ..
حتي قالت مشيرة طيب يلا بقا عشان نلحق ونيجي بدري.
قفزت كل منهن لتستعد عدا فريدة التي لم تحرك لها ساكنا فقالت رغدة بجدية ماتقومي يا فريدة مستنية ايه
انتبهت قائلة مين أنا
نعم انتي مش هتيجي يعني
انتبهت اليهن نوارة ومشيرة باستغراب فأجابت فريدة لالا مش انا أنا جاية هنا أشتغل وبس نظام الخروج ده ماليش فيه خالص..
عبست رغدة وجهها قائلة والله أزعل منك دي أول خروجة لينا مع بعض وأول مرة أعزمك عيب عليكي علي فكرة لو ماجيتيش...
وبعد محايلات عدة......
فريدة پغضب وهي تهمس لنوارة في أذنها أنا لو كنت اعرف انكوا
هتجيبوا زمايلكوا دول ماكنتش جيت كدة يا نوارة ماشي شكرا !!
همستها يا بنتي والله
العظيم ماكنت