رواية مشوقة الفصول من الاول للسابع بقلم الكاتبة الرائعة
غرفتها وهي تلهث ړعبا ...تدثرت في فراشها وهي تسحب غطائها عليها ....ظلت علي وضعها ذلك لفترة حتي راحت في سباتها ....
لحلقة الثانية عشر
بعد رحيل الجميع و بقاؤها وحيدة في غربتها حتي غالبها النعاس..انفزعت من نومها المضطرب علي رنين هاتفها ...وضعت كفها علي صدرها وهي تأخذ شهيقا وزفيرا بصعوبة أثر الفزع...
أمسكت بهاتفها لتجده رقم غريب ظهر لها في خاصية اظهار الرقم الحقيقي باسم حمزة الألفي ..عقدت حاجبيها متعجبة ..ولكنها لن تتردد في الرد ...فهي تود الاطمئنان عليه وعلي باقي زملائها...ضغطت علي زر الفتح ..لكنها تظاهرت بعدم معرفة ماهية المتصل....
فريدة...ازيك
مين
تنحنح ثم أجاب أنا حمزة ..
قالت بتعجب مصطنع حمزة انت جبت رقمي منين
بصي بقا بصراحة مقدرتش يافريدة ومش لازم تعرفي جبته منين ...
اممم بس انا عارفة مين اللي ممكن تعمل كدة...بس انت طلبته مني وانا رفضت...تفتكر ينفع تاخده من وراية
قال بنفاذ صبر الله يخليكي طنشي الموضوع ده بالذات ...انا لو ماكنتش خدت الرقم كان زماني بيجرالي حاجة دلوقتي....
سمع تمتمتها فقال مستفهما ايه بتقولي حاجة
لأ ابدا...طيب انتوا وصلتوا بالسلامة
اه لسة داخل البيت حالا..
حمدلله علي سلامتكوا ..والبنات كويسين
اه كويسين ..المهم انتي
وما أكمل جملته حتي سمعت فريدة رنين جرس شقتها ....توترت و تسارعت نبضاتها
لم تصل اليه اجابة منها فأتبع فريدة سامعاني
قالت بصوت مرتعد ثواني يا حمزة ...الجرس بيرن...
أومأت برأسها وكأنه يراها عبر الهاتف..مشت بخطواتها المتسحبة الي الباب ومازال الجرس مستمر ويداها ترتعدتان لدرجة يسمعها حمزة عبر الهاتف ...وضعت كفها الاخر علي الباب واقتربت وهي تحدق مقلتها علي العين السجرية لتجده...!!
ابتعدت علي الفور وهي ټموت فزعا و أنفاسها تتسارع تكاد تختنق ....جرت الي غرفتها ...رفعت هاتفها علي أذنها وقالت في ذعر بشار يا حمزة ..بشار برة ...
قالت من بين شهقاتها حاضر ....وأتبعت بضعف أنا خاېفة أوي....
صاح پغضب قلتلك ماينفعش تكوني لوحدك ماسمعتيش الكلام ..دماغك ناشفة ...وانا غبي اني مفضلتش جمبك....ثم أتبع بنفس اللهجة لسة بيرن
طب اقفلي وخليكي مكانك ماتفتحيش وانا هكلمك تاني....
أغلق الخط وهو يسمعها تهتف بخفوت هتعمل ايه
لم تكن تلك اللحظة السانحة ليشرح لها ماذا سيفعل ...أغلق معها دون رد و أجري اتصاله ب عم طلبة حارس العمارة التي يتواجد بها السكن ...
جاءه الالهام قبل رحيله بأن يطلب من الحارس رقم هاتفه و يحتفظ به لحين الحاجة اليه وكأن قلبه يعلم ما قد يحدث ..وقد كان....أجاب طلبه بلهجته الفلاحي ...
ايوة يا عم طلبة ...انا مستر حمزة اللي خدت رقمك وانا مسافر...
إيوة إيوة يا مستر...خير فيه حاچة
عايزك تطلع فورا لشقة مس فريدة ..هتلاقي حد بيخبط عالباب ...اسأله انت مين وعايز ايه وكدة و ماتسيبهوش الا لما يمشي .. فاهم يا عم طلبة....
قال بتحدي إيوة فاهم طبعا وده چايلها ليه الساعة دي...ده اني هطين عيشته...
وأسرع طلبه علي الفور الي الأعلي ليجد بشار يضغط بسبابته علي زر الجرس ...
قال طلبة متسائلا انت مين انت وعايز ايه
نظر اليه بشار شذرا وقال وانت شو خصج
قال طلبة بعفوية شووو خصني ايه دي اني شو خصني ونص ..اني بواب العمارة و بحافظ علي أمنها ...انت اللي شوو خصك يافندي
كانت فريدة خلف الباب تستمع اليهم من الداخل وهي تحدق عينها عبر العين السحرية و ترتجف ړعبا...حتي سمعت بشار ېصرخ في وجهه پغضب قائلا انت شو حيوان .. مابتعرف بتحكي مع مين
قال طلبة بثقة انشالله مع الچن الأزرج نفسه...
وما أكمل جملته حتي استقبل لكمة قوية من قبضة بشار علي أنفه طرحته أرضا وهو يتأوه صارخا ....نظر اليه بشار بتوعد غاضب ورحل سريعا....
شهقت فريدة من الداخل ..أسرعت الي غرفتها وارتدت اسدالها ...انتظرت ثواني لتتأكد من رحيل بشار ...فكت حصارها من ترابيس و مفاتيح و فتحت باب شقتها ..خرجت اليه مسرعة ....
جلست بجانب طلبه علي ركبتيها أرضا وهي تري وجهه ملطخ بالډماء وتصرخ عم طلبة ..عم طلبة ...حاسس بإيه
صاح پألم ياحوستي ياني ...مناخيري اتكسرت...ااااه
هتفت بحنان معلش والله حقك عليا انا هقوم اجبلك قطن و مطهر ....
وما أن اعتدلت حتي وجدت الباب يندفع من الهواء و يغلق تماما....
صړخت فريدة يا نهار اسود..الباب اتقفل ياعم طلبة ...
وهو يتأوه اااااه يا مناخيري ياني..
التفتت اليه صاړخه بوجهه يا عم طلبة قوم اتحرك بقولك الباب اتقفل مش وقت مناخيرك خالص.. قوم اعمل حاجة...
اعتدل وهو ېنزف من أنفه حرام عليكي يا ست فريدة بجولك مناخيري اتكسرت اروح فين واعمل ايه دلوجتي..
نظرت له پغضب يشع من عينيها بقولك ايه ماتعفرتنيش ..اتصرف يعني هفضل واقفة كدة وهبات في الشارع يعني ..امسك نفسك شوية واتصرف ...
قال لها ممتعضا وهو ينزل علي الدرج ويتمتم بأسلوب مضحك حاضر ..هو كدة الواحد لازم يتمرمط في غربته ..حسبنا الله ونعم الوكيل ..
صاحت فريدة من أعلي بطل برطمة ياعم طلبة مش هفضل واقفة برة كدة كتير ...
كانت فريدة تسمع رنين هاتفها من خارج الشقة وحتما لم تستطع الرد..كان حمزة يكاد ېموت عليها من القلق لعدم ردها علي الهاتف فأجري اتصاله ثانية بعم طلبة...
أجابه ساردا عليه كل ما حدث ...توتر حمزة أكثر و وبخ نفسه أكثر لتركها وحيدة في غربتها وصاح بطلبة اتصرف يا عم طلبة انشالله تكسر الباب
المهم متفضلش برة كدة...
أغلق طلبة الهاتف وظل يتمتم يا ساتر علي الناس ..الرچل حتي مجاليش سلامتك ولا أيتها حاچة ..المهم الست فريدة وبس ..اخس علي كدة...
كان التوتر والقلق يسيطران علي فريدة..كانت مړتعبة من احتمال قدوم بشار مرة أخري وهي الآن خارج الشقة تماما وبالتالي فستصبح له فريسة سهلة المنال لا حواجز ولا ترابيس بينهم ....
جلست علي الدرج بقدميها الحافيتين ..ظلت تدعو الله ان ينجيها من مأزقها ...
حتي أقبل عليها طلبة قائلا الوجت اتأخر يا أستاذة ومفيش حد في البلد ..الدنيا برة سكيتي مليتي ..اني حتي اتصلت بمستر طلال ..جالي خليها تنام في اوضتك لحد النهار اما يشجشج و هبعتلك حد يفتح الباب...
عقدت حاجبيها يعني ايه الحل دلوقتي
تنزلي تنامي في اوضتي واني امري لله هنام عالسلم ...
قالت في خجل انا اسفة بجد والله يا عم طلبة ..بوظتلك اليوم و اتعورت بسببي ومعلش اني زعقت فيك يعني ...
أومأ رأسه قائلا بطيبة يلا يا استاذة انتي زي اختي الصغيرة بردك واني مجبلش عليهه إكدة أبدا..
ابتسمت شاكرة إياه ربنا يخليك يا عم طلبة...
وبالفعل هبطت حيث غرفته ..دلفت اليها و أوصدت بابها بإحكام من الداخل ..وجلست علي طرف فراشه وهي تفكر في ذلك اليوم الصعب الذي مرت به حتي سالت دموعها علي وجنتيها ..اذ بها تنتفض لطرقات الباب ..هتفت سائلة من بالخارج فأجابها طلبة من خلف الباب ده استاذ حمزة علي المحمول عايز يكلمك يا استاذة ...
تتفست الصعداء وفتحت لتأخذ منه الهاتف وأجابت في خفوت أيوة يا حمزة
أجابها غاضبا عاجبك اللي بيحصلك ده كان زمانك في بيتك في مصر وفي أمان دلوقتي..
قالت بضعف معلش الحمدلله قدر الله وماشاء فعل...
قال بتعجب ماهو انا مش فاهم بردو لحد دلوقتي انتي ليه مانزلتيش مصر..نفسي افهم..
مكانش ينفع يا حمزة ..انا سافرت بالعافية ولو كنت نزلت مكنتش هعرف ارجع تاني..
عقد حاجبه قائلا يعني ايه انتي سافرتي ڠصب عن اهلك..
تلعثمت في الكلام وقالت بتقطع اه اه وما صدقت سافرت يعني...
امممم طيب يافريدة ..انا عارف انك عندية ومش عارف اقولك ايه بصراحة ..المهم دلوقتي ..انتي تدي الموبايل لعم طلبة و تقفلي الباب عليكي كويس جدا والاحسن انك متناميش اصلا و متخرجيش الا لما عم طلبة يقولك الباب اتفتح..فاهمة
أومأت برأسها قائلة باستسلام حاضر...
خدي بالك من نفسك يافريدة...
ان شاء الله..
ومع بزوغ الشمس في كنف السماء..كان قد غلبها النعاس وهي علي فراش طلبة متدثرة في نفسها تضم ركبتيها علي صدرها وتلتف بذراعيها حولهم....حتي انفزعت مستيقظة علي طرقات الباب ...اعتدلت سريعا وفتحت لتجد طلبة ...
قال لها الباب اتفتح يا استاذة ..
ابتسمت بفرحة وقالت وهي تهرول خارج الغرفة صاعدة علي الدرج بجد الحمدلله...
صعدت حتي وصلت الي باب شقتها لتقف مصدوووومة مما تري....!!!!!
الحلقة الثالثة عشر
تفاجئت فريدة بوجود بشار علي باب شقتها وهو يقوم بدفع أجرة النجار الذي قام بفتح الباب ...
تسمرت مكانها في حالة من الذهول و الړعب يملأ قلبها...
نظر لها بثبات محركا عينه فقط تجاهها مع نصف ابتسامة خبيثة ...
تفاجئت بعم طلبة يقول بأسف موجها حديثه الي بشار لامؤخذة يا باشا ..اللي ميعرفك يچهلك ..
قال بشار بعلو طيب ياطلبة راح سامحج المرة هذي ...
انصرف طلبة وهو يرفع كفه علي رأسه مطأطأ قليلا ويقول تشكر يا باشا..عن اذنك...
كانت تقف مذهولة و كأنها فقدت النطق ..حينها انصرف طلبة و تبعه النجار و تبقت هي بمفردها معه خارج الشقة التي كان بابها مفتوحا...
وضع محفظته في جيب بنطاله بهدوء ثم رفع بصره عليها قائلا پشماتة بتتخيلي..مستر طلال طلب مني احضر النجار واجي لعندج
..ثم صړخ بها ليه مافتحتيلي أمس
انتفضت هي لصرخته وابتلعت ريقها وأخيرا نطقت بصعوبة وهي تحرك رأسها نافية متظاهرة بالقوة وانت مالك اصلا انت جاي عندي ليه مش فاهمة انت ايه يا أخي بارد
أمسك كتفيها بكفيه الاثنين وأخذ يعصرهما بقوة قائلا پغضب لو اطول أقطع لسانج ما بتردد ..وابتسم متهكما لكن مع الأسف أعشق طولة لسانج هاي...
ترك ذراع من ذراعيها وظل ممسكا بالآخر بعنوة وهو يدفعها بشدة ناحية الشقة قائلا
ببرود ادخلي الحين لنكمل كلامنا ...
انتشلت ذراعها بكل قوتها و تراجعت للخلف وهي تهتف فيه انت بني آدم مريض..امشي من هنا أحسن هصوت والم الدنيا كلها عليك...
ضحك بسخرية و تهكم لو بدج تعمليها كنتي عملتي من زمان..انتي جبانة ..
عقدت حاجبيها و قالت پغضب قد أثاره بكلماته لأ بقا أنا مش جبانة و حالا هبينلك ده ....وصاحت بأعلي صوتها ياعم طلبااااا....
أندفع اليها مسرعا وقد كتم فاها بكفه الغليظ ممسكا بذراعيها قائلا في أذنها بخفوت الحين راح علمج الأدب...ظل كاتما أنفاسها بكفه و حملها بذراعه الآخر علي كتفه متجها داخل الشقة حتي دلف وأوصد بقدمه بابها ....
دلف الي غرفتها وهي تعافر من بين يديه محاولة الصړاخ ..ألقي بها علي فراشها و هو يكتم فمها بقوة واضعا ذراعيها أسفل ركبتيه ليمنع حراكها و بكفه الآخر خلع حجابها
لتنساب منه خصلات شعرها قاتمة الاحمرار والتي أذابته وسحرته في المرة السابقة ...
أخذ يملس بكفه علي تموجاته الجريئة كتموجات البحر الهائجة وهي