الإثنين 25 نوفمبر 2024

ونس بقلم سارة مجدي

انت في الصفحة 31 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


في حاله يرثى لها وقفت الممرضه تقول بهدوء الحاله هتتنقل العناية والحمدلله قدر الدكتور يخرج الړصاصه
راجل ولا ست
سأل حاتم بقلق وخوف لتجيبه الممرضه وهي تعود إلى الداخل راجل
ليردد خلفها بشرود راجل يعني أديم ولا فيصل طيب وسالي
دخلوا جسمي أنا
سالي أيوه مراتي
قال حاتم بلهفه وخوف ليقول الطبيب بحزن واضح المدام أخدت طلقه في البطن وللأسف كانت حامل أحنى قدرنا نخرج الړصاصه لكن للأسف مقدرناش ننقذ الجنين

ترنح حاتم في وقفته ليدعمه همام سريعا قبل أن يسقط أرضا وشهقت كاميليا بصوت عالي وأغمضت ونس عينيها بقوه ورغما عنه أنحدرت دموعه وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون لله ما أعطى ولله ما أخذ
ثم نظر إلى الطبيب وقال بصوت ضعيف المهم سالي طمني عليها
ليأخذ الطبيب نفسا عميقا وهو يقول بتوضيح للأسف الحاله مش مستقره وممكن بسبب
المضاعفات نضطر نشيل الرحم لكن لحد دلوقتي أحنا بنحاول أن الأمر يعدي على خير وكفايه الخساير إللي حصلت
ليغمض عينيه من جديد بقوة وتحرك حتى يجلس على أقرب كرسي ليكمل الطبيب كلماته هي هتتنقل العناية دلوقتي وان شاء الله خير بعد إذنكم
لم يستطع أن يعلق على كلماتها فماذا سيقال في موقف كهذا مرت عدة ساعات أخرى
صعد خلالها حاتم إلى غرفة الرعاية وأطمئن على وضع فيصل وسالي وذهب أيضا ليعرف ماذا حدث مع نرمين وشاهيناز وقال الطبيب له موضحا مدام نرمين في حالة أنهيار عصبي حاد هي دلوقتي نايمة بسبب المهدئات لكن مدام شاهيناز عندها صډمه عصبيه وعقلها الباطن هو إللي فارض عليها حاله النوم دي هي إللي رافضه تصحى
ماذا ينتظرهم بعد كل هذا هل هناك ما هو أصعب من ذلك وأقسى أهل أكتفى القدر السيء منهم أم مازال هناك ألم لم يتذوقوه
عاد حاتم إلى مكان غرفة العمليات ووقف أمام همام يسأله لسه مفيش أخبار
هز همام رأسه بلا ليلقي حاتم نظره لكاميليا التي تنظر أرضا لكنه لم يكن في وضع يجعله يشعر بشيء أو يفكر في أحد ليطمئن على أديم الذي مازال داخل غرفة العمليات رغم مرور أكثر من ست ساعات وقف أمام ونس التي مازالت على جلستها منذ حضورهم إلى المستشفى تلاقت عيونهم لثوان قليله لكنه لم يحتمل نظرتها التي تخبره بشيء يرفضه تماما وبعد مرور نصف ساعه أخرى فتح الباب وخرج الطبيب وجه غير مفسر لتقف ونس وأقتربت منه وقالت قبل حاتم أديم كويس
ظل الطبيب صامت ينظر إلى الوجوه التي تتوسله أن يطمئنهم فرك ذقنه وهو يقول أنا أسف
البقاء لله
صمت كل ما تلقاه هو الصمت وكأنه لم يقل شيء ولم يسمعه أحد وبعد مرور دقيقه قال حاتم أديم كويس مش كده
ظل الطبيب صامت لا يجد كلمات يقولها ليمسك حاتم مقدمه قميصه وهو يقول بصوت عالي أديم كويس وأتنقل العنايه مش كدة أنطق
أنا أسف والله إحنا عملنا إللي علينا لكن الحالة كانت مصابه بخمس طلقات ڼارية كان صعب أنقاذه لكن إحنا حاولنا نعمل إللي علينا أنا أسف ربنا يصبركم
لتصرخ
ونس بصوت عالي لا أديم لاااا اااه أديم
تراجعت كاميليا عدة خطوات إلى الخلف وهي تقول لا لا مش ممكن أديم لا أديم لا لا لا يا طارق لا مش أديم لا ميستحقش منك كده لا حرام حرام
سقط حاتم أرضا على ركبتيه ينظر إلى الباب المغلق أمامه دموعه ټغرق عينيه يبكي بصمت لكن قلبه ېصرخ ېصرخ بحصره فقدان أخ وصديق سند كان يوم كبير العائلة الداعم للجميع الأخ الذي لم يأتي به أباه وأمه عقله يرفض تصديق ما يحدث فلم يعد يحتمل صوت الصړاخ من حوله ليقف وأقتحم الغرفة يبحث عنه سوف يتحدث معه يخبره أن يعود أن الجميع بحاجه له حين وقعت عينيه على جسد ممدد فوق السرير مغطى بشرشر أبيض بغيض مليئ بالډماء ركض إليه يرفع الغطاء عن وجهه ويدفع جسده بقوه وهو يقول والدموع لا تتوقف عن الهطول  قوم يا أديم قوم قوم بلاش هزار تقيل قوم قوم يا أديم بقولك قوم علشان ننتقم من طارق علشان ناخد تار نرمين منه علشان نربيه من أول وجديد طيب قوم علشان خاطر ونس ونس بره بتصرخ سامعها يا أديم سامعها
وعاد يهز جسده بقوه وهو يقول قوم يا صاحبي مش هقدر أعيش من غيرك هعمل أيه من بعدك سالى ونرمين وطنط شاهيناز طيب المؤسسة أديم قوم قوم يا أديم
لم تعد قدماه تحملانه ليسقط أرضا وهو يبكي ااااه يا ۏجع القلب ۏجع قلبي عليك يا صاحبي يوجع قلبي عليك
طان همام يقف عند الباب ينظر الي حاتم بشفقه ودموعه تسيل من عينيه دون توقف والأطباء يبكون من هول ما يرونه أمامهم وكأن الألم لا يريد أن ينتهي دلفت ونس تسير بصمت رغم أن شهقاتها عاليه ودموعها ټغرق وجهها أقتربت من السرير ووقفت أمامه تنظر إلى وجه أديم الذي أصبح خالي من الحياة والډماء التي تغطي
جسده والچروح الظاهرة لعيونها وقالت هو ده إنتقامك مني يا أديم هو ده عقابك أنك تسيب ليا الدنيا الغدارة دي وتمشي هو ده الچحيم إللي وعدتني بيه قوم قوم موتني أنا بأيدك أنا موافقه أنا راضيه بالسجن أنا راضيه ببعدك عني وأشوفك بتتجوز غيري لكن تبقى موجود وأشوفك حتى لو من بعيد 
مدت يدها تهز قدمه بقوة وتضربه عليها وهي تقول قوم يلا قوم بلاش تمثيل خلاص وجعت قلبي أوي أوي وجعتني أوي العقاپ ده صعب أوي يا أديم قوم بقى قوم قوم
وأنفجرت في البكاء من جديد أقتربت كاميليا منه تنظر إلى ملامحه المحببه وقالت بصمت مخټنق  عمرك ما أذيت حد عمرك ما فكرت ټجرح حد حتى لما محبتنيش عمرك ما چرحتني أديم أنا أسفه أسفه على إللي عملوا طارق والله لو كنت أعرف كنت قټلته بأيدي أديم
لم تستطع أن تكمل كلماتها فالغصه التي بحلقها مؤلمھ حد المۏت كما هي لدى حاتم وونس  يا ۏجع القلب يا دنيا وواخدة مني كثير وسايبة لي چرح وجعه كبير أشوف وشك خلاص على خير يا فرحة في قلبي مکسورة يا حلم حلمته وما طولتوش كلام جوايا ما نطقتوش يا بر أمان وما
وصلتوش حياتي ع الهم مجبورة وزيد ع الهم هم كمان وع الدمعة بحور أحزان أنا في ما عادش مكان يتحمل فراق غاليين يا ۏجع القلب ملازمني وقاطم ظهري وكاسرني في مين في الحزن يقاسمني يشيل عني اللي حاسس بيه يا واخذ مني أغلى الناس وكاسر في أنا الإحساس هموم الدنيا لو تتقاس هتبقى أقل من اللي أنا فيه يا ۏجع القلب إيه مالك ما فيش غيري يعني قدامك علي حلفت حلفانك ما شوفش الراحة لو ليومين 
لم يكن حاتم في حاله تسمح له
بعمل الأجرائات اللازمه وأخر شيء يستطيع تقديمه لصديقه لذلك قام همام بكل شيء أبلغ الشرطة بما حدث وبالتهمه الجديدة وطلب سرعة أرسال الطب الشرعي حتى يتم الډفن وسأل أيضا عن سير التحقيق مع طارق وصدم حين عرف أنه أعترف بكل شيء لكنه شعر ببعض الراحه فهكذا سينال أقصى عقوبه وهو لن يتخاذل عن تقديم كل الأدله
نظر إلى حاتم الذي يجلس صامت بعد سقوط ونس مغشي عليها بعد كل ما حدث والطبيب أخبرهم أنها في
حالة أنهيار حاده وتم وضعها في غرفه أخرى جوار غرفة نرمين وشاهيناز وكاميليا لا يعلم أين أختفت من بعد حديثها لأديم وإنشغالهم مع ونس حين عاد إليها لم يجدها ولا يعلم ماذا عليه أن يفعل يذهب للبحث عنها أم يظل جوار حاتم الذي يشعر بالخۏف الشديد عليه
هيتشرح
قاطعه حاتم قائلا پصدمه ليصمت همام غير قادر على الإجابة بالنفي أو بالإيجاب لېصرخ فيه حاتم من جديد مش كافيه الخمس رصاصات إلى في جسمه والچروح كمان تشريح حرام عليكم حرام
نفخ همام الهواء من صدره وقال لازم تقرير الصفحه التشريحيه في القضيه يا حاتم علشان المحكمه تاخد بيه ويتحكم على طارق بأشد عقوبه
ظهر الڠضب جليا على ملامح حاتم الذي ظل صامت تتأرجح مشاعره بين ڠضب شديد وحسره وألم وخوف من فقدان جديد أنه من شدة المصائب لم يستطع الحزن على طفله الذي خسره ولم يستطع أمام حزنه على خساره أديم أن يشعر بالخۏف لخسارة سالي أن كل هذا لشديد وبلاء عظيم لكنه نظر للسماء عبر النافذة الصغيرة وقال لله الأمر من قبل ومن بعد إنا لله وإنا إليه راجعون 
في صباح اليوم التالي كان همام قد أنهي كل شيء توجه إلى مكان وقوف حاتم الذي غفى رغما عنه لعدة ساعات ليستيقظ بعدها وهو في حاله من الهلع والخۏف وكان يبحث عن أديم وهو يتخيل أن كل ما حدث مجرد حلم  لكنه عاد لصمت مقبض بعد أن تأكد أن كل هذا حقيقة لم ولن
تتغير وقف بجانبه ينظر لتلك الأجساد الممدده بالداخل لا تعلم عن ما حدث شيء وقال كل حاجه بقت جاهزة يا حاتم وقت ما تحب نتحرك نتحرك علشان نوصل الأمانة
من غير ما أودعه ولا أخواته يودعوه
قال حاتم بشرود ليربت همام على كتفه وقال حاتم أسمعني أرجوك أنا عارف أن إللي بتمر بيه مش سهل لكن رغم كل الألم إللي جواك لازم تتماسك مراتك وأختها ووالدتهم مبقاش ليهم حد غيرك لحد ما فيصل يقوم بالسلامة ويسند معاك
صمت لثواني ثم قال فيه حاجه كمان عايز أقولك عليها ومش عارف
نظر إليه حاتم بأستفهام ليقول همام بقلق واضح كاميليا مش عارف هي فين مختفيه من أمبارح
لينتفض حاتم واقفا وهو يقول يعني إيه مختفيه من أمبارح راحت فين
مش عارف لو في مكان ممكن ندور فيه بس بعد يعني ما نخلص موضوع أديم
أومأ حاتم بنعم وهو يقول هلاحقها منين ولا منين بس يارب
التفتوا الأثنان حين سمعوا صوت واهن يقول عايزه أشوف أديم
كانت تستند على الحائط وجهها أصفر وعيونها دامعه قال همام بصوت مخټنق مبقاش ينفع يا أنسه ونس مبقاش ينفع
لتغمض عيونها وهي تصرخ بصوت ضعيف اااه يا ۏجع قلبي الصبر يارب الصبر يارب
أقترب منها حاتم وهو يقول تمسكي أرجوكي وأرجعي أوضتك ولو قادرة خلي بالك من إللي هنا على ما نوصل الأمانة ونرجع
ظلت تنظر إليه بعدم تصديق ورفض ثم أومأت بنعم ليغادرا وفوق كتفي كل منهم هم ثقيل ثقل الجبال لتجلس أرضا على ركبتيها وهي تبكي پقهر
وحسرة حتى سمعت صوت سيارة الإسعاف تدوي تخبر الجميع عن أخر رحله لجسد رجل كان ونعم الرجال أبن بار رغم كل شيء وأخ حاني وسند لأخوته وصديق مخلص وحبيب نادر الوجود
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 34 صفحات