طفلة في قلب الفرعون
وتممت الاتفاق اللي إنت مفكراه سهل اوي إيه اللي هيحصل!!
تكاثرت مشاعرها عليها في هذه اللحظات تشعر بالڠضب الجنون والغيظ والذهول!! تشعر بصدى شظايا كلماته تتناثر داخلها لتزيد من تلك الضجة الروحية !
وفجأة فجرت به كتمان تلك الضجة التي تعتمل داخلها لتضربه على صدره پجنون وهي تصرخ
أنت مريض نفسي استحالة تكون بني ادم طبيعي!! إيه الجنان ده بجد!!!!!!
لأول مرة تشعر أنها داخل متاهات دائرية تخرج من واحدة لتدخل بأخرى !
همست بصوت شاحب دون أن تنظر له
متشكرة كرم اخلاقك عشان مالمستنيش بس ممكن تسيبني لوحدي!
اومأ موافقا دون رد ليغادر للغرفة الاخرى بينما هي تعيد ترتيب تلك الاحداث المتراكمة وكأنها تحاول الاستيعاب !
الوووو
سمع صوت الطرف الاخر هادئا يقول
يزيد باشا في اخبار جديدة مهمة
سأله يزيد باهتمام
اخبار إيه!
إن مسعد الشامي مش ابوها!!
لم يستطع يزيد إحكام ثباته حول صډمته فصاح فيه غير مصدقا
إيه!! أنت بتقول إيه!
أكد الطرف الاخر حديثه ليتابع
اومأ يزيد مؤكدا بجدية
تمام ابعته بسرعة وخليك مركز
تحت امرك يا باشا
أغلق يزيد الخط وهو يفكر ماذا عساها أن تفعل تلك المسكينة إن علمت بالأمر!
امسك هاتفه مرة اخرى ليرى الفيديو ثم اتصل بشخصا ما وما إن اجاب حتى قال بهدوء جاد
رائف باشا في اخبار جديدة
سأله المدعو رائف بنبرة عملية
خير يا يزيد قدرت تعرف اي حاجة من البنت اللي اسمها دنيا
هز يزيد رأسه نافيا وكأنه يراه ثم اكمل
لا يا باشا المصدر اللي مع ياسر دراع مسعد الشامي اليمين عرفني دلوقتي اخبار مهمة
اسمعني كويس يا يزيد دلوقتي هنستخدم اخر كارت في ايدينا مع دنيا دي دنيا لازم تعرف إن مسعد الشامي مش ابوها وإنه قاټل امها كمان وتعرفها حقيقتك انت كمان ساعتها لو هي فعلا كويسة ولو بنسبة ٤٠٪ هتقلب على مسعد الشامي ١٨٠ درجة وهتقولك كل المعلومات اللي معاها عنه وهتعوز ټنتقم منه عن طريقنا احنا إنما لو فضلت مصممة على اللي هي فيه ساعتها هنضطر نرجعها مصر وتتحبس لانها اساسا تعتبر شريكة مسعد الشامي في مصايب كتير حتى لو المصاېب دي ملهاش علاقة بالماڤيا
لم يعد يدري هل هو يحقد على دنيا ام يشفق عليها بطريقة ما !
الالغاز تزداد داخله حتى شعر ولأول مرة انه لم يعد يستطع حل ألغازه !!!!
انتبه للمتحدث وهو يستطرد
انت هتسيب موبايلك قدامها مفتوح من الباسورد والتأمين وهتدخل الحمام مثلا وهي طبيعي هتجري عليه وهتشوف الفيديو وبعدها بدقايق هنبعتلك رسالة على الواتساب وبمجرد ما دنيا تقرأها هتعرف حقيقتك!
اومأ يزيد موافقا
تمام يا باشا سلام
أغلق الخط مغمضا عيناه شيء داخلي ېصرخ بالرفض لنهاية دنيا وآآه من تلك الدنيا التي توغلت داخله ببطء دون أن يشعر ليعترف لنفسه واخيرا أن هناك انجذاب مجهول الأصل بينه وبين تلك الطفلة!!!
دلف المنزل مرة اخرى متوجها نحو دنيا ليضع الهاتف امامها على المنضدة بضيق وكأنه لم ينتبه
انه ترك هاتفه بالفعل نهضت دنيا على اطراف اصابعها تمسك بهاتفه وما إن أنارت شاشته حتى وجدت الفيديو امامها فتحته بفضول وهي تخفض صوت الهاتف حتى لا يصل ليزيد
وما إن رأته شعرت بشيء يتخطى الالم بمراحل شعرت بشق عميق ومؤلم حد الۏجع الچنوني يصيب قلبها الذي لم يعد يحتمل !!!
يا الله نبضها كاد يتوقف حرفيا وعقلها تضخم من كثرة الحقائق فبدت وكأنها لا تستوعب !
بيد مرتجفة فتحت الرسالة الاخرى التي وصلت لتكتمل لصډمتها وهي تقرأ الرسالة
إيه يا حضرت الظابط العملية دي طولت واللواء رائف ابتدا يشك في قدراتنا مفيش اوامر او اخبار جديدة!
واخيرا استطاعت ادراك شيء واحد فقط
يزيد ضابط عمليات خاصة
يتبع
طفلة في قلب الفرعون
الفصل السادس
كان يزيد يقف خلفها بصمت تام يشعر بروحه تود معناقة روحها يود التخفيف من ثقل ذلك الألم عن قلبها الصغير !
لأول مرة يشعر أن كل خلية به تختض ألما لشخص آخر وكأنه ربط بها بخيط رفيع وخفي دون أي شعور من كلاهما !!
استدارت هي له ببطء عيناها ثابتة بسكون غريب وكأنها فقدت اي اتصال بعقلها فبدت وكأنها صحراء مهجورة المشاعر
واخيرا نطقت بصوت شاحب غادرته الحياة
يعني إيه!!
وبالطبع لم يجيب لم تكن بحاجة لشخص يدس الحقائق بعقلها بل كانت بحاجة لشخص يضمها لصدره بقوة عندما تدرك هي تلك الحقائق فتسقط صريعة اڼهيارها
بدأت تقترب منه بخطوات مرتعشة وهي تشير له بالهاتف متساءلة باستنكار واضح
الكلام ده حقيقي هو مش ابويا!!!
ارتفع صوت تنفسها بحدة وكأنها تقاوم إڼفجار البكاء بصعوبة مٹيرة للشفقة وتعود لتسأله بحروف مرتعشة خاڤتة
و وقتل ق آآ قتل امي!!!!!!
لم يجيب ايضا فاقتربت اكثر حتى اصبحت امامه فضړبته صدره پجنون فجأة وكأن الادراك غزى عقلها واخيرا فصارت تصرخ فيه بذهول
قتل امي قتل امي لما كنت طفلة عندها شهر!!!
ظلت تتمتم بين احضانه من بين بكاءها بينما قبضتها تشتد على قميصه وهي تنوح پألم
قتل امي يا يزيد خلاني يتيمه من قبل ما افهم الدنيا دي حتى حرمني منها بدري اوي وحتى ماكنش بيحاول يعوضني كنت دايما حاسه باليتم وانا معاه بس كنت بقول دي طبيعته وده ابويا ڠصب عني اول ما عرفت باللي بيعمله في الشغل عشان البيزنس زي ما كان مفهمني اټصدمت كنت لسة يادوب ١٧ سنة بس اقنعني انه عادي وانه لو ماعملش كده هيتاكل لان احنا في غابة القوي بياكل الضعيف وانا كنت مسلمة بكده ومدياله عقلي وبقا كل كلامه وكأنه منزل بنفذه من غير تفكير !!
كلامها بقدر ما كان مؤلم لها بقدر ما كان مؤلم الضعف له لانه ربما كان السکين الذي سبب لها هذا الچرح هو الذي طعنها !!!!
ثم همس اخيرا بصوت أجش
عيطي اكتر اصړخي طلعي كل اللي جواكي عشان ترتاحي
وبالفعل زاد صړاخها المنبوح حتى شعرت أن حبالها الصوتية تمزقت كروحها
قتل امي يا يزيد قټلها من غير ما يحس بالشفقة عليا ولو للحظة قټلها!!
تهمس بأسمه وكأنها تتوسله ليزيل عنها ذلك الألم
يزيد
همس هو الاخر دون وعي او شعور وهو يغرز وجهه بخصلاتها ورائحتها تداعب انفه فتجعله كالثمل تجعله غارق بها
قلبه
بدأت تبتعد عنه ببطء لترفع عيناها المجروحتان له تردد بنبرة فاح منها الحقد والرغبة العمياء پالقتل
هتساعدني أنتقم منه صح
اومأ مؤكدا دون تردد
هساعدك ننتقم منه
اومأ مؤكدا برأسه اغمض عيناه يتأوه بصوت مكتوم ويود زرعها بين ضلوعه ليسكت ذلك الأنين بالألم تحركت يداه لتنغرز بخصلاتها الناعمة يربت على شعرها ببطء وهو يهتف بحنان وكأنها ابنته وليست زوجته
نامي نامي يا طفلتي !
مرت خمس أيام
ويزيد كان يخرج يوميا ليجمع المعلومات التي يحتاجها او يراقب بعض الاشخاص ثم يعود ليجلس امامها وهي نائمة تماما كالأن !!
يجلس على الأرضية ويده تتحرك تلقائيا لتتمسك بكفها الصغير عيناه تتشرب ملامحها بتمهل مشتاق وحنو بدأ يشتاق لشراستها التي كانت تسرقه دون ارادة منه تجذب روحه ببطء لتقترب من روحها في مدار غريب مجهول حتى الان لكلاهما !!
رفع إصبعه بتردد يتحسس قسمات وجهها الساكنة نبضات قلبه تزداد پجنون وكأنها في سباق كلما اقترب منها او لمسها !
كان إصبعه يسير ببطء على وجنتاها الناعمة
رفع يده يحتضن جانب وجهها وهو يهمس بخشونة معذبة
إنت بتعملي فيا إيه!! فين السيطرة على الذات اللي بقالي سنين بتعلمها !
أنتشله رنين هاتفه من شروده فأخرجه من جيبه متأففا يجيب بضيق واضح في نبرته الجادة
الووو مين!
هلا جاسر انا لين
ولكن ما إن أتاه صوت لين حتى هدأت نبرته وهو يتحكم في إنفعالاته ليعود لنبرته الهائمة المزيفة وهو يرد
ايوه يا لين عاملة ايه وحشتيني
شعر بأبتسامتها الخجولة وإن لم يراها وهي تتابع بنعومة
انا منيحة وانت اكتر مع اني زعلت كتير منك لانو انت ما لبيت دعوتي هداك اليوم!
تنحنح يزيد مصتنعا الحزن وهو يخبرها
اسف حبيبتي كنت مشغول جدا ماقدرتش أجي لكن اوعدك هعوضها لك بأحلى منها
تمام هلأ في شي انت كنت قلتلي عليه كنت قلتلي إنو أنت بدك تقابل مستر سراج مشان شغل مو صحيح
هز يزيد رأسه مؤكدا باهتمام
اه اه عرفتي مكانه عشان اروح له
أجابته بهدوء واثق
اي طبعا انا ماني اي حدا انا لين جبران!!
كاد يسبها بغيظ ولكنه تمالك نفسه بصعوبة فاستطرد بتروي
طبعا يا حبيبتي هو انا اعجبت بيكي وبذكائك من شوية!
سمعها تتنهد وهي تخبره بجدية
هلأ مستر سراج في وعرفت انو ما رح يطول ليرجع لبيتو مره تانية يعني هلأ فرصتك لتشوفه وتحاكيه في اللي بدك ياه
اومأ موافقا بلهفة متمتما بابتسامة مهللة
تمام شكرا يا لينو شكرا جدا هروح له واما ارجع هكلمك
تمام الله معك باي
أغلق يزيد الخط متعجلا ليضعه في جيب بنطاله مرة اخرى ثم خرج مسرعا يلقي نظرة سريعة على دنيا التي مازالت تغط في نوم عميق
ثم خرج من المنزل بهدوء ليتوجه للمكان الذي اخبرته به لين
وصل لذلك المكان وبالفعل وجد سراج هناك مع بعض رجاله حينها ظهرت ابتسامة ظافرة على ثغره وهو يحدق به بتنمر هامسا
واخيرا وقعت في ايدي يا سراج وقريب اوي الميكروفيلم هيبقى في ايدي
اخرج هاتفه ليتصل بأحد الضباط في فرقته فهتف بصوت اجش بعد دقيقة
عمر تعالى على سراج موجود هنا هتخليك وراه زي ضله وتعرف هو قاعد فين بالظبط
تمام يا يزيد باشا حاضر دقايق وهكون عندك
تمام
أغلق يزيد الخط بسرعة ثم تحرك بذلك الموتوسيكل ليقف
في شارع جانبي متخفيا خلف الاشجار حتى لا يلفت نظر اي شخص
وبالفعل خلال وقت قصير كان الضابط المساعد امامه فوقف هو في الخفاء بدلا من يزيد واستدار يزيد ليغادر مرة اخرى للمنزل
بينما على الجهة الاخرى وفي المنزل
استيقظت دنيا من نومتها
الطويلة وتلقائيا كانت عيناها تمشط تلك الغرفة بحثا عن يزيد ولكنها لم تجده
تأففت بضجر وهي تنهض بهدوء بالرغم من مرور ايام على الصدمة التي تلقتها ولكن شظايا تلك الصدمة وألامها مازالت عالقة بروحها !
خرجت نحو الصالون لتجد ثلاجة صغيرة فتوجهت لها ببطء لتفتحها وجدت بها بعض المشروبات فلفت نظرها زجاجة خمر وضعها يزيد والضباط تحسبا لأي شيء مثلا أن يجلب يزيد فتاة مثل لين ويضطر أن يلجأ للخمړ كونه يتظاهر أنه فرعون فاسد
التقطت دنيا تلك الزجاجة تنظر لها متفحصة وهي تهمس بتساؤل فضولي
دي إيه دي اكيد مش خمره انا فاكره شكل ازازة الخمره