بقلم ندى محمود
وتفهميني إيه اللي بيحصل
اماءت له بالموافقة وجففت دموعها ثم همت بالرحيل فوجدته لم يتحرك لتنظر له باستغراب فيبتسم بإحراج ويقول
_ لا كفاية على كدا الوقت اتأخر ولما تطلعي فوق قولي لماما ورفيف إني مستنيهم تحت
بادلته الابتسامة وقالت بامتنان حقيقي
_ طيب .. شكرا ياكرم
لم يجيبها واكتفي بإماءته البسيطة وهو لا يزال يرسم ابتسامته التي ټخطف قلوب النساء دون أن يدري أما هي فولته ظهرها وقادت خطواته إلى داخل المبنى وبعد
كان إسلام ساكنا وهادئا على مقعد في غرفته أمام النافذة يتأمل النجوم التي تنير في السماء .. فقط عيناه معلقة في هذه السجادة السوداء ولكن عقله على بعد أمتار بعيدة منه ثابت عند تلك اللحظة الذي رأى فيها ذلك الملاك وعلق بمخيلته ولم يتمكن من إخراجه ! ولكنه يحاول مقاومة ومحاربة هذه السخافة فمن تلك التي ستقبل برجل عاجز .. رجل ناقص ! ولهذا يكره أن يعرض نفسه لموقف انتظار موافقة فتاة بعد شفقة منها أو ربما لأن عائلتها اقنعوها بأن عاهة قدمه ليست معضلة في حياتهم فوافقت مرغمة هو كأي رجل لا يريد عيش حياة مجبرة أو حياة خالية من الحب والود والټضحية والتفاهم .. لا يريد أن يكون لديه أبناء من امرأة قبلت به مجبورة .. فقط يتمنى حياة زوجية طبيعية كباقي البشر !! .
_ سرحان في مين هااا
انتفض بفزع بسيط ثم الټفت برأسه لها وقال في اندفاع
_ إيه ياملاذ هزارك البايخ زيك ده
فغرت شفتيها وعيناها بدهشة مزيفة وقالت بتصنع الضيق
لانت نظرته ونبرته وقال بحب
_ طيب اقعدي ياختي وقولي مالك !
جلبت مقعد مماثل لمقعده وجلست بجانبه ثم قالت بلؤم وابتسامة
_ لا قولي إنت الأول كنت سرحان في إيه
رفع حاجبه اليسار واطال النظر في وجهها بغيظ ثم قال في حدة مزيفة
قهقهت بصوت مرتفع وقالت معتذرة
_ طيب خلاص مش هتكلم حقك عليا
ساد الصمت بينهم للحظات قبل أن تبدأ في سرد الكلمات التي ټخنقها في صدرها بشجن
_ العريس جاي بكرا عشان يتقدم .. كان نفسي بابا يكون قاعد
_ ما إنتي عارفة الوضع ياملاذ بابا ميقدرش ينزل بسبب الشغل .. وأنا موجود وعمك موجود
_ ملاذ هو إنتي متأكدة إنك عايزة زين وموافقة عليه
طالعت أخيها بارتباك بسيط وقالت مسرعة بتأكيد
_ ايوة طبعا موافقة هو لعب عيال ولا إيه ده جواز يا إسلام .. أنا بس خاېفة يكون مش كويس زي أحمد ومكملش معاه
تمتم بنبرة رجولية خشنة وصوت رخيم
هي تثق مثلهم أنه رجل يمكن لأي امرأة أن تتمناه ولكنها ارتكبت چريمة بشعة في حقها وحقه حين قبلت الزواج به وعقلها وقلبها ملكا لرجل آخر وستأخذ من زواجها منه اڼتقام وصفقة لكي ترضي به كرامتها التي بعثرها خطيبها السابق .. هي تعلم أن الأمور ستصل لنقطة صعبة إن تم زواجهم وهو علم بسبب زواجها منه ولكن الحقيقة أن الأمور ستفوق تخيلاتها تماما !!! .
منزل ضحم وغرفة واسعة ذات الوان رجولية صارمة حيث أن الخزانة من اللون الأسود وكذلك الفراش أما الحائط الأبيض فكان هو الشيء الوحيد المبهج في هذه الغرفة الذي كل شيء فيها أسود .. وبالرغم من كآبة الغرفة إلا أن الأسود أعطاها لمسة عظمة وفخامة .
وكان حسن مستلقي على فراشه العريض ويعقد ذراعيه أسفل رأسه يحدق في السقف بشرود فأن لعڼته ترفض الرحيل عنه .. وهو عجز ويأس أمام محاولاته للتخلص من لعڼة هذا العشق الملوث والملطخ بالكذب والخداع ليته لم يقابلها قط ولم ينصاع خلف قلبه مسبب المتاعب له .. ليته أبى الخضوع لها وانسحب من هذا العلاقة قبل أن يخرج خاسرا ولكنه أصر على الاستمرار بها وهذا هو ما حصده من علاقة حب فاشلة .. حصد الخداع والكذب والاستغلال .
وبينما هو يسبح في ذكرياته المؤلمة سمع صوت جرس باب المنزل .. فعقد
حاجبيه باستغراب وجعل يطرح سؤال واحد من الذي يعرف أنني هنا لم يدم تعجبه كثيرا حيث هب واقفا والتقط قميصه وارتداه دون أن