رواية كاملة بقلم سهام العدل
قاعدة وشك أصفر ومتوترة ليه
أجابته بخفوت مفيش.. بس المكان لسه جديد عليا
ابتسم لها يطمئنها مټخافيش.. هتتعودي وهتحبي المكان هنا أوي ولو احتجتي أي حاجة كلميني
ابتسمت له وردت حاضر.. متشكرة أوي
ودعها قائلا طب سلام ياجميل عشان عندي شغل
ابتسمت له وقالت ربنا يسلمك من كل شړ وذهب آسر لتتفاجأ بدخول ياسر عليها فعاد لها التوتر وشحب وجهها وزادت نبضاتها بشكل مبالغ.
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت إن شاء الله
أكمل حديثه قائلا هاتي تلفونك
توترت بعض الشىء لطلبه ولكنها لم تجادله وفتحت حقيبتها الصغيرة التي بجوارها واعطته الهاتف.. فتحه وبعد أقل دقيقة أعطاه لها قائلا أنا سجلت رقمي عندك وبعت رقمك ليا وتلفونك حاليا متصل انترنت من البيت في اي وقت الأولاد احتاجوا حاجة تكلميني فيه أي مشكلة تكلميني تمام
أكمل حديثه قائلا بصرامة البيت زي ما هتشوفيه دلوقتي دورين.. الدور اللي فوق مخصص لغرف النوم وكل أوضة معاها حمام خاص بها لكي الحرية تتصرفي زي ماتحبي ماعدا دخول أوضتي والدور اللي تحت المطبخ والسفرة والصالة واوضة للعب الأولاد والصالون واوضة مكتبي اللي جمبنا دي وبرضه ممنوع دخولها.. مفهوم
تنهد بعدم ارتياح وقال بتحذير عيالي خط أحمر ف حياتي ياغصون أي أذى لهم مش هسامح فيه ولا هسكت عليه.. مفهوم
عندما نطق بذلك رفعت بصرها له بحزن من لهجته وكأنها تعاتبه على ماتفوه به فهي تخاف عليهم أكثر من نفسها.. ولكن سرعان ماعذرته فهو لم يعلم ماتحمله بداخلها لأطفاله.. كما تعاطفت معه فهي تعلم أن الولدين حياة بالنسبة له بعد ۏفاة أمهما والتأكيد ذلك هو السبب في ذلك الظلام الموحش الذي تراه في سواد عينيه.. فابتلعت ريقها وردت عليهمفهوم ثم أخفضت بصرها مرة أخرى خشية من مواجهة تلك العينين المظلمتين.
تجلس تتفقد الساعة تنتظر قدومه بعد أن أخبرها أنه يريد مقابلتها والتحدث معها قبل التقدم لخطبتها وبالفعل وافقته وطلبت أن يكون مكانا بعيدا عن مقر عملهما سواء المستشفي أو المطعم واتفقا على الجلوس في إحدى الحدائق العامة وهاهي تنتظره تعلم أنها تسرعت في إتخاذ القرار وهي وحدها من ستتحمل عواقبه ولكنها ليس لديها حل آخر كي تبعد عن منزل أبيها بكل مشاكله نظرة التعجب في عينيه عندما سألته إن كان مازال يريد الزواج منها لم تنساها ماحييت مفاجأتها له بهذه الطريقة أربكته وظل دقائق غير قادر على الرد عليها حتى ظنت أنه أعرض عن ذلك لذا كانت ستغادر حفظا لماء وجهها ولكنه استوقفها قائلا لو غيرتي رأيك فأنا معنديش مانع
سألها بإبتسامة ماكرة بس مقولتليش إيه سبب تغيير رأيك
ردت عليه بنبرة سخرية لقيتك عريس لقطة ميترفضش
رفع حاجبه تعجبا من ردها وهز رأسه حائرا في تلك الأنثى الغريبة التي تقف أمامه غير متوقع أي رد منها أنثى جميلة طرية ككعكة لذيذة ولكن عيناها كالصخر وداخلها أيبس من الصخر صعب فهمها أو ما يدور في رأسها ولكنها تجذبه بكل ذلك بجمالها وجمودها وغموضها الذي يتشوق لفك ألغازه ولكنه واثق أنه سيحل كل ذلك تحولت دهشته لنظرة إعجاب فابتسم لها وقال طب ممكن اعرف انتي من فين ومين ولي أمرك عشان آجي بيتكم
أخرجت من حقيبتها مفكرة صغيرة وقلم وكتبت فيها ثم قطعت الورقة وسلمتها له وقالت ده رقمي شوف نويت على أمتي واتصل وانا هقولك تعمل إيه
ابتسم لها ثم قال مازحا أنا ليه حاسس كده اني رايح مهمة في تل أبيب.. ماتفكك يا قمر.. نفسي أعيش لما أشوفك بتضحكي
زاد عبوسها وقالت هنتظر منك مكالمة سلام
وقف ينظر في أثرها بتعجب ويقول لنفسه لا دا أنتي الجواز منك عملية إنتحارية ثم ابتسم وهز رأسه مستكملا.. بس قمر يخربيت طعامتك
وهاهو اليوم يدخل بطلته الجذابة التي تسحر الكثير من الفتيات ورأت ذلك بعينيها وهي تسمع همسات الفتيات على وسامته وجماله وجاذبية عينيهابتسمت بداخلها متهكمة لأنهم لا يعلمون أن ذلك الذي يتهامسون عليه هو