السبت 30 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 41 من 126 صفحات

موقع أيام نيوز


مآمن حد غريب يقعد مع ولاده وأنا أخيرا أقنعته بصعوبة وتفهم ان الأولاد بيحبوكي وانتي كمان بتحبيهم
شعرت غصون بالحيرة لاتعلم أتوافق وتنعم بذلك الشهر مع الأولاد أم ترفض ان تذهب لبيت رجل أعزب وتعيش به لمدة شهر.
عندما وجدت ياسمين غصون شاردة فسألتها ها ياغصون.. رأيك إيه 
تغلبت غريزة الأمومة التي فقدتها عليها وأجابت موافقة

الفصل_الثاني_عشر
ضاقت به الدنيا وأطبقت ذراعيها حوله بۏحشية تخلي عنه أقرب الناس إلى قلبه صبا في البداية عندما استسلمت لضعفها وتركت الحياة بكامل إرادتها تاركة خلفها جبلا من الهموم التي تثقل قلبه وحزنا دفينا لن يبرأ منه أبدا تركته وحيدا بلا ونيس إنسان مهزوم من الحياة مهما عافر ان يخفى ذلك ومهما أشغل تفكيره بأمور الحياة ولكنه ناقص بدونها.. يعيش حياة باردة روتينية أكثر من اللازم ومسئولية ولدين في عمر الزهور افتقدا الحنان والدفء في غيابها ومن في الكون يعوض حنان الأم بالإضافة إلى مايعانيه هو وهما من عدم الإستقرار الذين يعيشوه سبب عمله وصغر سن الولدين اللذان يحتاجان كل الإهتمام والرعاية كما تخلت عنه أمه التي أعلنتها له صراحة أنها لم تعد تقدر على تحمل مسئولية أولاده ولا تلبية إحتياجاتهم اليومية كأطفال مما أشعل ذلك الڼار التي لم تلحق ان تخمد في صدره من تلك المعاناة الذي يحياها وذلك الحال الذي أصبح عليه ورغم أن ياسمين ساندته وكانت نعم الأخت له ولكنه يعلم أنها الأخرى حياتها متكدسة ولديها الكثير من المسئوليات التي على عاتقها ولاترد أن تعلن تخليها عنه كما أنه هو الآخر لايريد زيادة الثقل عليها لذا استسلم أخيرا لإقتراح مربية للأولاد رغم رفضه الشديد لذلك منذ سنوات ورغم موافقته لا يشعر بالإرتياح لذلك ولكنه أصبح مضطرا لأنهما حقا في حاجة شديدة الإهتمام والرعاية ولكن تضاربه أفكاره كيف لإمرأة ليست أمهم ان تهتم بهم وترعاهم كيف تحنو عليهم وهم لم يضعوا في رحمها ولا تربطها بهم علاقة ډم كما يخشى حرمانها من الأمومة أن يكون كون لديها عقدة وتحقد على كل من له طفل وبالتالي يخرج ذلك في معاملتها لأبنائه لديه رهبة كبيرة من أشياء كثيرة عاشها في طفولته ومازالت تطارد مخيلته كل حين وحين ولولا قوته لكانت تركت أثرا سلبيا عليه وعلى شخصيته ولكنه دائما ما واجه الحياة بقوة اكبر من طاقته.
يتناول الإفطار مع ولديه على مائدة صغيرة في مطبخ منزله الكبير الذي أصبح باردا خاليا من الحياة طول النهار هو وولديه خارجه وفي نهاية اليوم يعود بهم حتى يتناولوا العشاء وينامون هو يشعر بعجزه من أن يقدم لهم كل شىء رغم أنه يبذل الكثير في إسعادهم ولكن دائما هناك ماينقصهم وهو أم ترعي وزوجة تهتم تجعل الشمس تشرق في ذلك المنزل المظلم تنهد عن تذكره ذلك وهو يعلم أن ذاك النقص سيظل للأبد فالأم والزوجة رحلت دون رجعة ولم تفكر في كم روح دهستها وكم قلب كسرته في رحيلها.
لاحظ شرود ولديه الصغيرين وحزنهم فسألهم ممكن أفهم حبايبى مبيفطروش ليه وليه مكشرين كده وزعلانين
رد عليه يزيد ابن الخمس سنوات وقال عشان انت قولت مش هنروح عند عمتو ياسمين
ابتسم له وقال بحنان لأن عمتو عندها ظروف وجنى عندها امتحان ومحتاجة هدوء عشان تذاكر وتنجح زي ماأنت نجحت في امتحانك
رد عليه يزيد بتوسل طفولي طب نروح يابابي ومش هنعمل صوت خالص ومش هنعمل لجني إزعاج نهائى
أجابه ياسر بتفهم ياحبيب بابي مش هينفع..اما جني تخلص مذاكرة وإمتحانات هنروح 
تدخل يزن الصغير ذو الثلاث سنوات بصوته الطفولي البرئ خلاص يابابي هنروح نقعد مع غصون في بيتها اللي ف الجنينة
تعجب ياسر من قول ابنه وسأله وانتوا بتروحوا عندها بيتها 
رد يزيد هي بتيجي تقعد معانا عند عمتو كتير وبتلعب معانا في الجنينة ومش بنروح عندها الا نونو صغيرة بس
تنهد ياسر بحيرة وسألهم وهي بتعاملكم كويس 
رد يزيد دي طيبة أوي يابابي وبتعمل كل حاجة بنطلبها منها 
تبعه يزن قائلا بصوته الصغير أنا بحبها أوي
شعر ياسر ببعض الإرتياح لما حكاه الولدين عنها وتعلقهم بها ولكن مازال بداخله شىء يقلقه منها يخشى أن يكون ذلك وجها مزيفا لوجهها الحقيقي الذي يخفى عكس ماتظهره.
ابتسم لهما وقال بتفهم تمام اوي.. متزعلوش بقى وأنا هجيب لكم غصون هنا
صفق يزن من السعادة وقال يزيد بجد يابابي هي هتيجي هنا
أومأ ياسر بالإيجاب وقال بس بشرط.. لو عملت أي حاجة تضايقكم او زعلتكم تعرفوني
أجابه يزيد بس غصون مش بتزعلنا أبدا
قال ياسر له بتفهم عارف ياحبيبي بس برضه لو حصل أي حاجة صغيرة تعرفني...ممكن يا يزيد
أجابه يزيد بالموافقة ممكن يابابي
ابتسم له أبوه بإرتياح وقال وكمان عايز منكم طلب مينفعش نقول غصون كده نقول لها طنط غصون..اتفقنا
أجاب الولدان اتفقنا 
في نفس اللحظة دق جرس الباب علم ياسر أن آسر قد أتى بغصون كما أخبرته ياسمين عبر
 

40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 126 صفحات