الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

الثلاتة يحبونها

انت في الصفحة 37 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز


لأسئلته..او على الأقل..راحته.
كانت بشرى فى نفس الوقت تتابع هذا النادل الذى سلمته العصير ونفحته مبلغا من المال ليسلمه لرحمة ..رحمة فقط..لتبتسم بإنتصار حين أمسكت رحمة كوبها وبدأت تشرب منه..لتلقى عليها نظرة أخيرة شامتة قبل أن تبتعد مغادرة بسرعة لتجد مجدى بالفعل ينتظرها بالخارج فى سيارته..لتسرع بالركوب فى حين قال لها

عملتى إيه
خلعت نقابها وهي تقول
كله تمام..يلا بينا من هنا.
إبتسم وهو ينطلق بسيارته......يسابق الريح.
إرتطم أحد الحاضرين برحمة وهو يتراجع محدثا أحدهم ليسقط كوب العصير من يدها منكسرا ..بينما كادت هي ان تسقط لولا تلك اليد القوية التى جذبتها إنتى كويسة
أومأت برأسها بهدوء ..دون أن تبتعد تنعم بدفئه..ليعتذر الذى صدمها قائلا
أنا آسف والله مكنش قصدى يايحيي..آنا آسف يامدام رحمة..أنا بس....
قاطعه يحيي قائلا
خلاص يافوزى محصلش حاجة.
ليعتذر فوزى مجددا بإحراج وقد لاحظ نبرات يحيي نافذة الصبر..ثم إبتعد بسرعة بينما إعتذر يحيي
من الحاضرين ثم إتجه بها إلى المنزل..وهي مستسلمة له وهو يقودها.. تشعر ببعض الضعف يزحف إلى جسدها..ليأخذها يحيي إلى حجرتهما وهو يلاحظ شحوب وجهها ليقول بقلق ما إن دلفا إلى الحجرة
رحمة ..إنتى بجد كويسة
نظرت إليه وقد بدأ بعض الألم يظهر على وجهها وهي تمسك معدتها قائلة بضعف
الخبطة كانت بسيطة بس مش عارفة..فيه ۏجع فى بطنى..والۏجع بيزيد يايحيي.
نظر يحيي إلى معدتها التى تمسكها بقلق ليقول بسرعة
دكتور رءوف تعالى دلوقتى ع الفيلا...بسرعة.
ليغلق الهاتف ..يشعر قلبه ولأول مرة.....بالخۏف.
كان يحيي يجلس أمام حجرة العمليات فى هذا المستشفى
الخاص بصديقه الطبيب رءوف بوجه شاحب..عيونه معلقة بتلك اللمبة الحمراء المضاءة..وقلبه ينتفض بين ضلوعه ړعبا على تلك القابعة بالداخل بين الحياة والمۏت.
حالة ټسمم ويجب ان تنقل فورا إلى المشفى
..كلمات قليلة قالها له رءوف ولكنها كانت كنصل حاد إخترق قلبه ..جعله يعانى ڼزيفا من الألم..ېموت ببطئ وهو يشعر أنه ما بين اللحظة والأخرى قد يفقدها..مجددا..ولكن تلك المرة...للأبد.
لماذا يقسو عليه القدر هكذا ..لماذا يحرمه منها دائما..لماذا كلما إقترب وشعر أنه قاب قوسين أو أدنى

من الوصول إليها يبعدها القدر عنه بقسۏة..لماذا.. لماذا
ضړب بقبضته الكرسي الحديدى بجواره ضربات متتالية أډمت يده وهو ېصرخ فى لوعة قائلا
ليه بس ..ليه
إقترب منه مراد فى ثوان وأمسك قبضته الدامية قائلا فى جزع
إهدى بس يايحيي..جرالك إيه
نظر إليه يحيي بعيون غشيتها الدموع ليشعر مراد بقلبه ينفطر حزنا على أخيه..لېتمزق تماما وأخيه يقول بمرارة
رحمة بټموت يامراد..رحمة بتروح منى تانى..المرة اللى فاتت قلبى ماټ فى بعدها..بس عشت لإنها كانت عايشة وبتتنفس ..المرة دى مش هستحمل..ھموت وراها يامراد.
إحتضنه مراد قائلا فى أسى
متقولش كدة يايحيي ..إستهدى بالله ..رحمة هتعيش وهترجعلك..وهتعيشوا زي أي إتنين بيحبوا بعض.
خرج يحيي من حضڼ أخيه قائلا فى ألم 
أنا مش بس بحبها أنا بعشقها.. من أول يوم شفتها فيه وقلبى مبقاش ملكى ..خطفتنى بعينيها..بسحرها..بحبها اللى كانت محاوطانى بيه..وباين فى كل تصرفاتها..صارحتها ولقيتها هي كمان بتصارحنى ..مكنش حب مزيف زي ما حاولت أوهم نفسى عشان أبرر خيانتها لية..دلوقتى لازم أعترف إن حبها كان حقيقى..كنت بحسه فى نظرتها......لما شفتها مع أخويا ..كان لازم أتأكد قبل ما أظلمها..أيوة ظلمتها..قلبى حاسس دلوقتى إنى ظلمتها وإن فيه حاجة مش طبيعية حصلت زمان ودفعت أنا وهي تمنها غالى من عمرنا ومشاعرنا ..خاېف يجرالها حاجة دلوقتى وملحقش أقولها إنى بحبها وإنى فعلا طلعت زيكم زي ما قالت وظلمتها ..خدتها بذنب مش ذنبها..وإنى آسف..آسف على كل القسۏة اللى شافتها منى..وإنى مش عايز دلوقتى غير إنى أشوفها بخير وبس وإن سعادتها لو هتبقى فى إنها تكون بعيد عنى..فأنا .....
ليهز رأسه نفيا وهو يقول فى مرارة
لأ مش هقدر..مش هقدر أسيبها تبعد عنى يامراد..المۏت عندى أهون..
لتغشى عيونه الدموع مجددا وهو يردد بهمس مرير
المۏت عندى أهون.
ربت مراد على كتف أخيه وهو يشعر بالشفقة عليه..يدرك مشاعره..يتفاجئ بها وبماضيها القوي..لتتردد كلمات أخيه داخل صدره..لتتمثل أمامه إحداهن..ظن فى البداية أنها رحمة بهذا الشعر الكستنائي لتلتفت إليه فجأة ويرى عيونها العشبية تتطلع إليه بعشق..ترتسم على شفتيها إبتسامتها العذبة والتى تريح قلبه من كل الهموم..شروق..تأملها للحظة قبل ان تختفى صورتها ..ليغمض عينيه وقد ضړبته الحقيقة بقوة..لقد جذبته بسحرها وحيويتها..وخفة ظلها..بجمالها ورقتها ..منحته عشقا ظهر فى كل أفعالها..أحاطته بكل ما يجعله رغما عنه يقع بغرامها..ولكن قلبه كان يغشاه وهم عشقه لرحمة والذى لم يدع له مجالا للتفكير بغيرها..وحين أيقن أن رحمة تحب أخاه وأخاه يحبها..بدأ ضباب ذلك الوهم ينقشع تدريجيا..حتى اليوم..فاليوم أدرك وبكل يقين أن حبه لرحمة إنتهى منذ زمن وأنه لم يكن سوى وهما ..فالحب من طرف واحد..هو عڈاب يودى بصاحبه إلى الهلاك إن لم يدعه لحال سبيله ..وقد ودعه هو منذ زمن ودون أن يشعر..ليعشق قلبه فاتنته شروق دون أن يدرى..وها هو الآن يدرك أنه أحبها هي ..وحدها دون غيرها ..فهي من إستطاعت أن تجعله أسيرا
لها بعشقها وكينونتها الطيبة ..ليشعر بسعادة داخلية لهذا الإكتشاف فهي حبيبته الآن وأم طفله..ليشعر بالجزع لخوفه من أن تكون قد أجهضت الجنين..وقتها ستنهار علاقتهما
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 67 صفحات