الأربعاء 11 ديسمبر 2024

رواية بقلم احزان البنفسج

انت في الصفحة 2 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

 

باب مكتبه زفر خالد بضيق
ادخل
عصام يطل برأسه ندخل تقصد يعنى
خالد ماشى يا عصام ادخلوا
خطى عصام وتبعته سارة بخطوات مرتبكه
تفحصها خالد بنظرة ارادها سريعه فأتت بعكس ما أردا
فقد أخذ يتفحص كل جزء مها
حجابها المزين بورود صغيرة رقيقه .. وجهها الابيض المستدير
جسمها الصغير ويديها الرقيقتين .. كل ما بها رقيق وكأنها زهرة لم تقطف ابدا من حديقتها

تحدث عصام فجاة يقطع عليه حبل أفكارة
دى بقى سارة يا سيدى اللى كلمتك عنها ..
وجد خالد انه من الكياسه ان ينهض لدخولها
مد يده اليها فمدت يدها بخجل ما ان لمس يده حتى وجدها كتله من جليد فبتسم وهو يقول
اهلا وسهلا يا آنسه سارة ... شرفتينا
خرج صوت سارة منخفضا جدا متشكرة الشرف ليا
وجه خالد حديثه لعصام يلا يا عصام مهمتك انتهت على شغلك بقى
عصام ماشى عنيا ... بس مش هوصيك بقى ها
فهم خالد ما يلمح به صديقه
مش محتاج توصينى يا عصام .. يلا روح
ساد صمت للحظه قطعها خالد بهدوء
تشربى إيه 
سارة ولا حاجه ... متشكرة
خالد لاااا مينفعش .. اللى بيدخل هنا اول مرة لازم يشرب حاجه .. بعد كده ما بيشوفهاش .. فانتهزى الفرصه
ابتسمت سارة وهى تجيب خلاص لو كده أشرب لمون
رفع سماعه الهاتف رغدة .. ابعتيلنا واحد لمون والقهوة بتاعتى .
وضع سماعه الهاتف وهو ينظر اليها
عصام موصى عليكى توصيه جامدة
ابتسمت بإرتباك
المهم ميكنش ألح كتير أصلى عرفاه
خالدواضح انه بيعزك اوى .
سارة عصام دا فمعزة أخويا
خالد ها ... اشتغلتى فين يا آنسه سارة قبل كده
حمره خفيفه علت وجهها وهى تجيب
انا ما اشتغلتش قبل كده .
خالد خالص
سارة خالص
خالد بس من اللى قالهولى عصام انك خريجه بقالك مده كبيرة .. ليه مفكرتيش تشتغلى الفترة دى
اجابته سارة بصوت خرج جاف
ظروف شخصية منعتنى انى افكر فالشغل
قطب خالد جبينه للحظه .. يتساءل فى نفسه ماهيه هذة الظروف .. لكنه لن يخرج سؤاله امامها فيبدو على وجهها عدم الترحيب
قال خالد ببساطه وهو يبتسم يمكن دا كان من حظنا انك ما تشتغليش قبل كده عشان تبقى معانا هنا
حدثت سارة نفسها أنه إما يتعمد إحراجها بقوله وإما يحاول كسر توترها
سارة دا من ذوق حضرتك انك تقول كده
طرقات خفيفه على الباب بعدها دخل الساعى
خالد تعالى يا عم صابر ... واكمل وهو ينظر لسارة
دا عم صابر احسن واحد بيعمل قهوة فمصر كلها .. ولمون كمان ما تخافيش
ابتسم الرجل الذى تجاوز الخمسين بعام او إثنين
صابر الله يخليك يا خالد بيه ... انت اللى ناصف قهوتى فالشركه دى
خالد ولمونك يا راجل يا طيب .. بص يا سيدى دى آنسه سارة
منضمه لشركتنا جديد .. عاوزك بقى ايه تبقى توريها قهوتك المتينه ... بتحبى القهوة
سارة وقد تفجأت من سؤاله اه اه بحبها
خالد تمام ... شكرا يا عم صابر
صابر العفو يا بيه
خرج صابر
خالد عم صابر دا اطيب راجل قابلته فحياتى ... توقف خالد عن الحديث للحظه وهو يسأل نفسه مالذى يعنيها اذا اخبرها بشعورة تجاه ذلك الرجل العجوز
عموما انتى هتشتغلى مع أستاذ منصور .. هيساعدك ويعلمك اللى انتى مش عرفاه .. واى حاجه تحتاجيها إساليه ما تتردديش
سارة إن شاء
خالدطيب اشربى اللمون ... ورغدة هتيجى كمان شويه توريكى المكان
شربت سارة وهى تفكر كيف ستسير ايامها المقبله . وعي خالد لا ترفع عنها .. يراقب صمتها وفضوله ېقتله ... يتمنى لو يعرف اى ظروف هذة تى تتحدث عنها
رفعت عينيها فجأة لتصطدم بعينه البنيتين فابتسم لها ببراءة
ها .. خلصتى
سارة اة
رفع سماعته مرة اخرى
رغدة تعالى ... خطت رغده لمكتبه فى دقيقه فاكمل
انسه سارة معانا م النهاردة ... عرفيها المكان ووصليها لأستاذ منصور وانا هكلمه
رغدة بابتسامه نورتينا
بادلتها سارة الابتسام وهى تنهض وتتجه لباب معها
خالد فجأة سارة ... لو احتجتى اى حاجه .. خبطى عالباب ده .. اتفقنا
ردت سارة بكلمه واحده حاضر
ساره
رغدة وهى تصحبها فى جوله سريعه بالشركة
رغدة وهنا يا ستى مكتب أستاذ منصور... بصى هو كشرى
شويتين نكدى شويه كتييير .. بس ما تخافيش البشمهدس بيعرف
يوقفه فالوقت المناسب
سارة بتقلقينى
رغدة لا مش قصدى بس انا كده بحب أرسى الناس عالمواضيع
كلها هههههههه ...
زمانك بتقولى عليا رغايه اوى انا عارفه ...
بس انا ارتحتلك مش عارفه ليه
سارة وانا كمان
حبيتك ... كفاية إبتسامتك اللى بتطمن
رغدة شكلنا هنبقى أصحاب إن شاء الله... يلا ندخل لحسن زمانه
مستينا من بدرى
طرقت رغدة بهدوء ودلفت لتتحدث لرجل بدين قليلا له شارب
كث وعنين صغيريتين
رغدةأستاذ منصور ... آنسه سا....
قاطعها منصور فى نفاذ صبر اه عارف عارف .. البشمهندس كلمنى .. هى فين
دلفت سارة ووقفت أمامه صباح الخير
منصور أهلا اتفضلى أقعدى ... شكرا يا رغدة
خرجت رغدة بسرعه فتحدث منصور
بصى يا آنسه .. هو العدد هنا مش كبير اوى عشان كده
توقعى اى ضغط فالشغل ..... مهم دلوقتى انك تبقى مصحصه وتخلى بالك ماللى بقوله عشان مش بعيد مرتين ومش بقبل غلطات طلبه الجامعه دى .. فتركزى .. إتفقنا... فيه أسئله
ردت سارة بإختصار لا مفيش
منصور كويس .. نبدأ بقى ... الملف الازرق اللى فالدرج الأول هاتيه وتعالى
مرت الايام سريعه وسارة لا تستشعر مرورها
فهى منشغله حتى النخاع فى الأمور المطلوبه منها
ف الأستاذ منصور لا يتوقف لحظه واحده عن التعديل والتقريع واللوم ومحاضرات النضج وتلافى الاخطاء
وهى تحاول بأكبر قدر ممكن أن تستمع وتصبر
كل هذا وخالد يراقبها من بعيد
لم يحاول لمرة واحدة أن يعلم حالها بالعمل
فقد خشى أن يبدأ الموظفين بنسج الأقاويل
فاكتفى بالمراقبه فقط
حتى أنه فوجئ عندما وجدها أمامه بالمصعد بعد أيام قليله من تفكيره هذا
خالد بدهشه حاول كتمانها مساء الخير
سارة مساء النور.. إزيك يا بشمهندس
خالد الحمد لله... أخبارك إيه .. ها... مبسوطه معانا ولا...
ابتسمت سارة لا مفيش ولا... مبسوطه والحمد لله
خالد تمام ... بس متأخره عن معاد الخروج النهارده
سارة أه.... أستاذ منصور كان مكلفنى بشغل خلصته دلوقتى
قطب قليلا مين بيخلص معاكى الشغل
سارة مفيش ... انا لوحدى
خالد وهوسايبك هنا لوحدك ليه ... هو اټجنن
سارة مفيش حاجه يا بشمهندس ..فيه سكيورتى .. مفيهاش حاجه
خالد لا فيها ... معنديش هنا ست تستنى لبعد الشغل لوحدها ... لوحصل حاجه لا قدر الله هيبقى ايه العمل وقتها
سارة ربك الحافظ .
خالد ونعمه بالله ... اسمحيلى أوصلك
تفاجئت سارة من قوله نعم ... لا لا مفيش لزوم انا هاخد تاكسى
خالدهيكون صعب انك تلاقى دلوقتى ... اسمعى الكلام
سارة لا متشكرة اوى يا بشمهندس ... ان شاء الله هلاقى
عندها فتح المصعد فأسرعت تخرج قبل ان يلح مرة أخرى
مع السلامة
خالد خلى بالك من نفسك.
توقف خالد يراقبها وهو يطرق بمفتاحه فوق سيارته حتى اطمئن لإيجادها تاكسى
وقتها فقط تنفس بارتياح وصعد لسيارته وانطلق بها بسرعه وكأنه يلوم نفسه على ما فعل
عاد خالد الى منزله وهو يشعر بضيق من نفسه
لماذا يراقبها ... لماذا طلب ان يوصلها الى منزلها ... لما ذا يتمنى الا لو انها يطمئن عليها
حدث نفسه
فوق ونبى يا عم خالد واصحى كده ... ما تنساش كلام عصام .. خاف على اخت صاحبك.
وتحدث إليه جانبه الأخر
تفوق من إيه .. انت عمت ايه .. ما انت عادى بتطمن على اى واحده عدك فالمكتب ... وبعدي دى مش أخت عصام دى أخت صاحبه .. فيه فرق كبير 
زفر خالد اكثر وحرك رأسه عله يتخلص من الشخصين الساكنين داخله
دخل غرفته ومها الى الحمام .. وتح الماء ولازالت هى تشغل عقله.
بمجرد أن خطت سارة باب منزلها حتى رن هاتفها
سارة آلو ... اهلا يا هدير
هدير ازيك يا سو .. صوتك تعبان كده ليه يابنتى
سارة ابدا لسه راجعه مالشغل
هدير الله الله ... الله يرحم النوم مالمغرب ههههههه
سارة اه تصدقى يلا كانت ايام وراحت بقى الحمد لله
هدير المهم تنبسطى .... سو عاوزه استغلك هينفع ولا مش هينفع
سارة انتى هتستأذنى ... استغلينى طبعا ... انا موافقه
هدير طيب عوزاكى معايا وانا بختار الفستان ... هتقدرى تيجى ولا لا
سارة بإبتسامه حزينه حاولت عدم نقلها بصوتها
طبعا يا حبيبتى ... دا انتى لو مكنتيش قولتيلى كنت هزعل منك اووى
هدير دا العشم يا سو ... خلاص انا رتبت على يوم الخميس بعد معاد شغلك عشان ما اعطلكيش كمان ... انا اتفرجت على كام موديل كده ومش هندور كتير ان شاء الله
سارة بعد صمت بسيط هدير .... تعالى شوفى فستانى.
هديرإيه
سارة زى ما بقولك كده ... تعالى شوفى فستانى ... ما انتى عارفه انه لسه بالكيس بتاعه
هدير بإرتباك بس دا يا سارة فستانك انتى وبعدين ....
سارة هدير هستناكى تيجى تقيسيه .. ولو معجبكيش نبقى ننزل نشوف غيره ولا انتى اصلا مش عاجبك ذوقى
هدير لا طبعا .... فستانك انتى عارفه رايى فيه كويس اوى
سارة خلاص هستناكى بكرة بعد الشغل تيجى
هدير سارة انا مش عارفه أقولك إيه
سارة قولى انك جايه عشان اروح اكل بقى لاحسن همووت مالجموع
هدير انتى اجمل صاحبه شفتها فحياتى .... ربنا يديلك على قد قلبك الطيب
سارة يلا يابنتى انتى بتشحتى كده ... هستناكى وعزماكى كمان بكرة انتى وعصام ... يلا عشان ما يذلنيش بالعزومه بتاعته
هدير اتفقنا
سارة سلام يا دودو
إلتفتت سارة
بعد أن أنهت مكالمتها لتجد والديها ينظرو إليها بصمت
سارة مالكوا
سهير إنتى هاتدى هدير فستانك
سارة أيوة يا ماما
عبد الحميد ليه
يا سارة
سارة مبقلهوش لزوم يا بابا ... كان المفروض عملت كده من زمان .... زمان اووى
سهير انتى بتحرقى قلبى ليه يا بنتى
قبلت سارة رأسها بعد الشړ عنك يا ماما ... بس مش هنفضل مخبيين راسنا فالرمل .. كفايه كده ... نواجه بقى
عبد الحميد پغضب نواجه ايه يابنتى ... وراس ايه الى مخبينها ارحمينا من كلامك ده
سارة بابا بلاش نضحك على بعض .... انسوا موضوع الجواز ده ... انتوا عارفين انه مبقاش ينفع خلاص.... بعد اذنكوا
دلفت سارة حجرتها ... أغلقت بابها بإحكام ... إرتمت فوق سريرها وبكت بصمت
إستيقظت سارة وهى تشعر بصداع يعصف برأسها من كثرة البكاء
نظرت لوجهها بالمرآة لتجد عينيها المتورمه
تنهدت بيأس واسرعت تضع فوق وجهها المياة الباردة علها تخفى آثار بكاءها
ذهبت لعملها بمزاج مكدر حاولت عدم ظهوره على ملامحها
دلفت الى مكتبها وألقت التحيه وما كادت أن تجلس حتى ظهر عم صابر
صابر صباح الخير يا أستاذة
سارة صباح النور يا عم صابر .
صابر أستاذ منصور موصى أول ما توصلى تروحيله مكتبه على طول
همس بصوت من يخبر سرا
مزاجه متعكر اوى
طرقت سارة باب مكتبه وانتظرت استدعائه
سارة صباح الخير يا استاذ منصور
لم يرد منصور صباحها
منصور انا لما قولتلك تقعدى وقت إضافى ... أجبرتك
سارة لا يا أستاذ منصور
منصور پغضب اومال رايحه تشتكينى ليه للبشمهندس 
سارة وقد فهمت ما حدثمحصلش يا استاذ منصور ... الحكايه وما فيها
منصور مش عاوز اعرف هتقولى ايه ....عموما ملكيش اضافى
 

انت في الصفحة 2 من 15 صفحات