الخميس 12 ديسمبر 2024

سقر عشقي (چحيم الفراق) بقلم سارة مجدي

انت في الصفحة 5 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

و لم يخجل يوما من إظهار حبه و إحترامه لها أمام الجميع
أخذت نفس عميق و هى تدعوا لهم فى قلبها رغم ألمه أنها لم يكن لها نصيب فى زوج كرمزى رجل حقيقى كما تحمل الكلمة من معنى ... أصدرت صوت بسيط حتى ينتبهوا لأقترابها منهم
جلست بجانب عمتها التى فتحت لها ذراعيها بحنان كبير ...

قال رمزى بهدوء
أخبارك أيه قدر 
ابتسمت إبتسامة صغيرة و قالت
الحمد لله ... هكون كويسة يا عمى
ليبتسم لتلك الكلمة التى تقولها له ... و من داخله يشعر أنها تريد أن تقول له أبى أومأ مع إبتسامه صغيرة حين قالت سناء
قدر ... مش هتقولى لأصلان
لأ
قالتها قدر قاطعه و بصوت حاد ... أخذت عدة أنفاس متلاحقه ثم أكملت
أنا مبقاش فى حياتى حد أسمه أصلان
ثم نظرت إلى رمزى و قالت
خلصت يا عمى مع صاحب الأرض 
أومأ بنعم و قال مؤكدا
هو مستنى نحدد معاد توقيع العقود و مشوار الشهر العقارى
غادرت مقعدها وأقتربت منه قائلة
عمى أنت عارف أن أنا مفيش حاجه أملكها غير شوية دهب من بتوع أمى ... و كنت مخبياهم من جدى و أصلان و دول إللى هقدر أشارك بيهم معاك و الباقى مجهودى
قطب رمزى حاجبيه ببعض الضيق و قال
أيه إللى بتقوليه ده يا قدر ... المشروع كله بتاعك و أنا بس
لأ يا عمى ... أحنا شركا ... فى الأساس أنا مش هعرف أعمل أى حاجه من غيرك ... و أنت عارف كويس إللى هواجهه من أهل البلد
قالتها بأقرار ليومئ بنعم بتفهم لتقترب سناء و هى تقول
أنا خاېفه من أصلان ... و كمان يا بنتى خاېفه عليكى جدا
نظرت إليها قدر بأبتسامة واثقه و قالت
لا يا عمتى مټخافيش .... أصلان مبقاش يخوفني و لا لازم ېخوفك ... و مش هسمح أنه يعرف حاجه دلوقتى هو برا حياتنا تماما
ثم نظرت إلى الأمام و قالت بثبات و قوة
أنا أسمى قدر و كل إنسان له من أسمه نصيب ... ربنا مخلقنيش صفر على الشمال ولا علشان
أعيش فى ظل كذلك رمزى الذى لم يكن يوما من هؤلاء الرجال التى لا ترى النساء سوا خادمات أقتربت منها سناء و ضمتها بحنان و هى تقول
و أنا جنبك و معاكى
و أنا كمان يا قدر ... أنت مش لوحدك و هفضل فى ظهرك لحد ما تحققى كل إللى أنت بتتمنيه
لتبتسم قدر بسعادة و هى تحاوط بطنها بحركة حماية تعد صغيرتها أن تصنع لها مستقبل لا يشبه ماضى و حاضر والدتها فهى بداخلها تشعر أنها تحمل ب أحشائها فتاة .. ستحقق لها كل ما تتمنى و كان يرتسم على وجهها إبتسامة صغيرة و بداخل عينيها إصرار و قوة كبيرة
فى
صباح اليوم التالى خرجت قدر برفقة زوج عمتها إلى صاحب الأرض التى ستقيم عليها مشروعها الأول .... الذى سيجعل كل الفتيات قادرات على أن يكون لهم دخل خاص بهم ... و تجعل لكل منهم شخصية و مكانة و صوت مسموع هو بداية طريقها لخلق حياة جديدة لهن كما ستخلق لنفسها حياة جديدة ... و من بعده تستطيع أن تغير فكرة كل الرجال عن النساء ... و أن النساء لم يخلقوا هبائا أو لخدمة الرجال و الإنجاب فقط .... هى الزوجة التى تبنى يد بيد مع زوجها و هى الأم التى تربى و تخرج أبناء صالحين قادرين على تغير العالم و هى الأخت التي تصبح أم بعد الأم و هى الأبنه التى تكون سببا فى دخول والدها الجنة .... قدرها الله فكيف ېهينها البشر ... ستكشف لهم أن كل رجل يظهر قوته على سيدة فهو ليس برجل .... هو إنسان يشعر بالنقص و يغطى هذا النقص بأظهار قوته على من هم أضعف منه كما كان يفعل أصلان معها .... كان فاشل فى دراسته و حين وجدها متفوقة عليه كان الحل الأسلم له أن يقهرها و يمنعها عن حقها فى إكمال دراستها .... و حين وجد أن لها شخصية لا تخضع لا تنكسر تعامل معها على أنها خادمة مكانها أسفل قدميه و عندما لم يجد نظرة الأنكسار فى عيونها بل رأى التصميم

على الحفاظ على كرامتها قرر ذبحها و السير فوق جسدها و طبع أثر حذائه فوق دمائها و جسدها حين تعامل معها على أنها جسد رخيص لا قيمة له .... لكنها لم و لن تنكسر بل كل ما قام به جعلها أقوى و قادرة على الوقوف على قدميها و رسم قدرها بيدها ... و لن تستسلم و ستحقق ما تريد أن ترى أصلان يركع أمامها أسفا و ترى فى عينيه الأنكسار و الخزى و الذل ... يرجوا منها السماح و لن تسامح
كانت تجلس بجانب زوج عمتها صامته تماما حتى قال الرجل
و أنت يا حج رمزى موافج على إللى بنت أخو مراتك عايزاه ده ... من أمتى و الحريم بيكون ليهم رأى أو بنسمع كلامهم فى حاجه و كمان ماشى وراها أجده مش راچل أنت و لا أيه
ليضرب رمزى قدمه بقوة و هو يقول
ألزم أدبك يا عوضين و أحفظ لسانك .... قدر بنت ب ١٠٠ راجل ... و أنا معاها خطوة بخطوة و أنت شايف من وقت ما أتكلمت معاك هى ساكته و متكلمتش ... كلمة تانيه زيادة منك رد فعلى مش هيعجبك
ليصمت عوضين لثوان ثم قال
أنا موافق على البيع بس ليك مش ليها
لتقف قدر و هى تقول
طبعا بأسم عمى رمزي هو صاحب المال
لينظر إليها رمزي بلوم ثم قال
أخلص يا عوضين ... خلينا نخلص من الموضوع ده
و بالفعل ذهب معهم للمحامى الذى أتفق معه رمزى على الأمر ... و منه إلى الشهر العقارى للتسجيل و ها هم يقفوا فوق الأرض
كانت قدر تنظر فى كل أرجاء الأرض و هى تتخيلها مبنى كبير به الكثير من الألات و الفتيات التى تعمل عليها و أناس يقفوا عند الباب يريدون منتجاتهم ... نظرت إلى عمها و قالت
هنبدأ أمتى 
من دلوقتى
عايزك تطمنى يا قدر أنا فى ظهرك و معاكى .. و هتحققى كل إللى بتتمنيه و بتحلمى بيه
عادت إلى البيت سعيدة ... لقد رأت بعينها أول خطوات حلمها يتحقق لتصعد إلى غرفتها
.. و لأول مره تأخذ هذا القرار سوف تكتب كل شيء ... سوف تسجل كل ما حدث معها سابقا ... و ما سيحدث معها و تتركه لأبنتها ... حتى تتعلم مما حدث لوالدتها
أخرجت تلك المفكرة التى أشترتها يوما من دون علم جدها و أصلان ... و بدأت تكتب بها كل شيء و بالتفاصيل التى لم تنساها يوما
و فى مكان بعيد و بالتحديد داخل شقة فخمة فى أرقى أحياء العاصمة ... كان أصلان يجلس على الأريكة الكبيرة ممد قدميه أمامه باسترخاء و بين يديه كوب به ذلك المشروب المسكر يتمايل بهدوء مع نغمات الأغنية الشعبية الشهيرة مترافقه مع حركات تلك الفتاة التى ترتدى ملابس تكشف أكثر مما تستر ... و وجهها المليئ بمساحيق التجميل و حين أنتهت الأغنية جلست فوق ساقيه بدلال و هى تحرك الهواء بيديها أمام وجهها ... ليقرب الكوب من فمها لتشرب القليل ... ثم قالت
عجبك رقصى يا بيبى 
ليهمهم بنشوة ثم قال
جدا يا بيبى ... جدا .. معقول ميعجبنيش ده أنا حاسس أن أنا هارون الرشيد
لتقترب منه بدلال و قبلته بجرئه و دلال و هى تقول
أحلى
هارون الرشيد ... تعرف يا بيبى أن أنا من أول ما شفتك عند بابى فى الشركة و أنا وقعت فى غرامك
ليضحك بصوت عالى و هو يقول مؤكدا لكلماتها
أنا متأكد من ده لأنى ليا سحر لا يقاوم
مرت ثلاث أشهر كانت من أصعب الأيام على قدر ... من آلام الحمل المعروفة فى تلك الفترة من الحمل ... و بين محاولاتها المستميته هى و زوج عمتها فى إقناع رجال البلده

بما يقومون به
و لكن أصرارها ... و ثباتها ... و هى فى تلك الظروف جعل الكثير يساعدها ... و ها هى اليوم تفتتح أول مشروعاتها
مشغل الخياطه الخاص بها و الذى أصر رمزى على أن يكون أسمه ... لكل منا قدر 
يحمل بداخله الكثير من الماكينات ... و سبع فتايات و خمس شباب ... غير الحارس ... و الإدارة مقتسمه بين قدر و رمزى
سعى رمزى بكل ما لديه أن يجعل المحافظ هو من يحضر ذلك الإفتتاح ... رغم أن ذلك صعب جدا لكنه كان يعلم جيدا بخطة قدر و ما تسعى إليه ... أنها تريد أن تحقق لأبنتها و لجميع الفتايات فى القرية ما لم تستطع تحقيقه لنفسها ... من الحصول على جميع مراحل التعليم ... و أيضا الرعاية و الأهتمام و الحصول على كافه حقوقهم التى هدرت على يد جدها كبير البلده منذ زمن طويل
كانت تقف داخل المشغل تشعر بالسعادة و الفخر ... ها هى أول خطوات حلمها يتحقق ... ها هو بداية الطريق التى رسمته فى عقلها لسنوات ... يمهد أمامها حقيقة أنه ينبأ بالكثير من التعب و الألم إلا أن الوصول إلى ما نتمنى يجعلنا ننسى كل هذا الألم
دلف رمزى من باب المشغل ... ليبتسم بعطف أبوى و هو يقول
مبروك يا بنتى
نظرت إليه بابتسامة واسعة و هى تقول
الله يبارك فيك يا عمى ... الفضل كله لحضرتك ... من غير وقفتك جمبى أنا مكنتش هقدر أعمل كل ده
ده تعبك و مجهودك و أفكارك ... أنت الأساس يا بنتى
تلك الكلمة من جديد ... التى تجعل قلبها يزهر سعادة و فرح ... لتقترب منه و أنحنت تقبل يديه بإحترام و حب و قالت بصدق
أنا فعلا لو أبويا كان عايش مكنش هيحبنى و يقف جمبى بالشكل ده ... يا بابا
لتتسع إبتسامة رمزى و هو ينظر إليها بعدم تصديق و ردد الكلمة خلفها عدة مرات لتقول هى بمرح
يلا بقا يا بابا خلينا نروح البيت نجهز ده المحافظ بذات نفسه جاى
ليتحرك معها و الإبتسامه مازالت ترتسم على وجهه ... و لم تكن سناء أقل منهم سعادة ... أن زوجها يحقق نجاح كبير مع إبنة أخيها ... و أيضا ترى تقارب كبير بينهم ... و هى تعيش مع قدر رغم أنها تخطت العشرون عاما .. إلا أن إحساس الأمومة تجاهها و كأنها طفله صغيرة ... فى عامها الأول يغلب على قلبها المتعلق بها و الذى حرم من ذلك الإحساس تجاه طفل من رحمها
أجتمع الثلاثة على طاولة الطعام و كان الحديث الدائر

انت في الصفحة 5 من 16 صفحات