رواية مشوقة الفصول من الاول للسابع بقلم الكاتبة الرائعة
يتحرك منه سوي شفتيه وكفه الممسك بتلك السېجارة الغير شرعية..!!
بعد نهاية الجلسة العائلية بقراءة الفاتحة استئذن حمزة بالخروج مع فريدة للعشاء لبضعة ساعات قليلة فسمحت له سمية...
خرج العروسان واستقلا سيارة حمزة ليقفا دقيقة بالسيارة الټفت حمزة اليها وأخرج علبة صغيرة من جيب جاكته وقدمها اليها فاتحا اياها....
نظرت فريدة الي الخاتم الذي بداخلهاوحدقت عينيها من رقته فهو خاتم رفيع بفص واحد من الماس....فغرت فمها لثواني وأتبعت ايه ده ياحمزة
ضحكت بخفة هههههه انت فعلا خطفتني ومعرفش ازاي أصلا ...
أجابها بثقة وهو يهندم من ياقة قميصه وجاكيته يابنتي ماتسأليش أنا حمزة الألفي اللي مدوخ بنات القاهرة والمحافظات المجاورة كلها.....
طيب اربطي حزامك بقا وسيبيلي نفسك ...
وانطلق بأقصي سرعة بسيارته لتطلق هي صړخة قد تكون هي صړخة بداية حياة جديدة لها....
خد بالك ممنوع اللمس...
ضحك ضحكة شريرة بتهكم واقترب من أذنها وهمس براحتي علي فكرة..
حدقت عينيها ومالت برأسها رفعت حاجبها بتحدي وهتفت...
والله طيب أما نشوف براحتك ولا براحتي...سلام...
كان الآخر في شرفته تغلي دماؤه في عروقه ويستشيط ڠضبا لرؤيتهم في هذا الإندماج الذي لم يحدث معه لثانية واحدة من حياته معها.....
صعدت بعد وداعهم كالفراشة علي الدرج لتصل الي طابقه و تجده يفتح باب شقته ويوقفها ....
شكل الخروجة كانت حلوة أوي....
اڼصدمت وبلعت ريقها يوسف!!
أمسك معصمها بقبضته التي كانت لأول مرة بهذه القسۏة والصقها في الحائط بقوة جعلها ترتطم وتصرخ صړخة مكتومة خوفا من ان يسمعها من في المنزل...
يوسف اعقل وسبني انت وجعت ايدي علي فكرة....
دمعت عينيه و قال بأسي أنا عمري ما أوجعك يافريدة انتي اللي بتوجعيني...
وكلما تحدث وضغط علي فكيه پغضب ضغط علي معصمها بأصابعه غير مدرك بأفعاله....
أغمضت عينيها پألم وهتفت اااه يوسف ايدي بجد هتتقطع سبني يا يوسف....
تجمد للحظة واقترب بوجهه من وجهها لتتلافح أنفاسه به ظل يشتم عبيرها كالمدمن الذي يشتم جرعته ثم تركها فجأة و امسك بمعدته وسقط أرضا وهو يتأوه بشده....
لم يجب عليها وظل علي وضعه يتأوه بشدة ممسكا بمعدته ظلت تصرخ علي من بالبيت ليستيقظ الجميع و ينهالوا عليهم حتي طلبوا له سيارة الاسعاف وانتقلوا جميعهم الي المشفي.....
الحلقة التاسعة عشر
ذهب الجميع الي المشفي في حالة من الاڼهيار انتقل يوسف علي الفور الي غرفة الكشف الذي طالت مدته والجميع في الخارج قد فقد أعصابه ....
مروة و والدها ووالدتها الذين قدموا علي الفور فور معرفتهم و تبقت سمية مع فريال في المنزل....
كانت فريدة يبدو عليها القلق بشدة حتي دق هاتفها....
أيوة ياقلبي أنا روحت...
حمزة أنا في المستشفي ...
انتفض بخضة ايه مالك يافريدة ايه اللي حصل
لأ ماتقلقش ياحمزة أنا كويسةبس يوسف تعب أوي وطلبنالوا الاسعافولسة بيكشفوا عليه جوة بس طولوا اووي..
لأ خير ياحبيبتي ان شاء اللهانتي في مستشفي ايه أنا جايلك
أملت عليه العنوان واغلقت المكالمة كانت هناك من تتبعها بنظراتها المحتقرة تفاجئت بها تقف أمامها...
اللي يشوفك يقول قلقانة عليه أويوانتي اصلا السبب في كل اللي هو فيه ده...
نظرت اليها فريدة بتعجب انتي مين انتي وبتكلميني كدة ازاي اصلا
رفعت مروة حاجبا و قالت بتهكم انا بنت خالته ايه مش فاكراني
أسرع اليها الجميع وهمسها محمد بس يا مروة اهدي احنا في مستشفي...
نظرت اليها فريدة بحنق واستدارت بوجهها الي الناحية الأخري ليجدوا الطبيب يخرج من غرفه الكشف انهال عليه الجميع..
اهدوا يا جماعة احنا لسة بنكشف عليه وان شاء الله خير ويكون اللي شاكين فيه غلط..!!
قالت فريدة بتوجس شاكين في ايه يادكتور!
للأسف احنا سحبنا عينة من الكبد شاكين في تليف بس بردو هنتأكد بعد الموجات فوق الصوتية والأشعة لأن العينة ممكن ماتظهرش المړض أوي....
صمت الجميع وشهقت عايدة صاړخة ابني....!!!
أتبعت فريدة وقد اغرورقت عينيها بس يا دكتور هو ماكنش بيشتكي من حاجة...
للاسف بردو المړض ده ممكن نكتشفه بالصدفة والمړيض كان شارب حاجة مخدرة وهي السبب اللي خلاه يتعب و نطمن اذا كان عنده تليف ولا لأ....
تذكرت عايدة علي الفور تلك السېجارة التي كان ينفث فيها...
رحل الطبيب وانقضت مروة علي فريدة بالصړاخ انتي السبب اخرجي من حياته بقا حرام عليكي سافري زي ما كنتي مسافرة ايه اللي رجعك تاني!!
صړخ فيها محمد مروة ايه الهبل اللي بتقوليه ده
اندهش الجميع وتدخل لينهي تلك المشادة واندفعت والدة مروة لتجذبها من ذراعها بعيدا وتهدئها...
بينما فريدة قد نزلت عليها كلمات مروة كالصاعقة في حضور حمزة داخل ردهة المشفي و الذي شاهد واقعة الصړاخ عليها أسرع بخطواته داخل الردهة و وصل الي فريدة التي اڼهارت لرؤيته وافترشت علي الأرض تبكي بحړقة جلس بجانبها علي ركبته وأمسك بكفها يربت عليه...
فريدة ايه اللي حصل طمنيني
رفعت وجهها اليه وقالت بشهقاتها شاكين أن عنده تليف في الكبد هو ممكن ده يكون بسببي يا حمزة!!
زادت ربتاته علي كفها بحنان لأ طبعا ياحبيبتي المړض ده من عند ربنا مالك انتي وماله هو مرض نفسي يافريدة ده مرض عضوي ياحبيبتي....
وارتفعت نبرته بعصبية قليلا وهو ينظر الي مروة وبعدين مين دي اللي كانت بتزعق فيكي وعايزة منك ايه
دي بنت خالته وبتقول اني انا السبب في اللي حصله وعايزاني أسافر تاني...
نعم وهي مالها أصلا ..وجه نظره اليها ليجدها تخرق فريدة بنظراتها الحاړقة تعصب وهو يعتدل لأ بقا ده انا هقوم لها..!!!
اعتدلت فريدة مسرعة وهي تمسك بذراعه حمزة اهدي عشان خاطري سيبك منها ومش تبصلها أصلاخلينا نعدي اليوم ده علي خير...
زفر وهو يشيح بنظره من عليها وينظر الي وجه فريدة مد اصبعه ومسح برقة دمعتها العالقة علي احدي وجنتيها و قال بحنان ماتعيطيش بقا..
أومأت براسها وهي خافضة اياها خجلة من تصرفه أمام الجميع ...
خرج الطبيب الآخر من غرفة يوسف قال بنبرة مرتفعة ادخلوا للمريض يا جماعة عشان هيروح معاكوا...
تقدمت عايدة بخطوات واهنة الي الطبيب طيب اتأكدتوا عنده ايه يا دكتور ولا لسة
لسة يا حاجة لما نتيجة الأشعة تطلع بكرة ان شاء الله تيجوا تاخدوها...
دلف الجميع الي غرفة يوسف وكان آخرهم فريدة وحمزة ألقي الكل دعوته له بالشفاء و رد عليهم يوسف تعبتوا نفسكوا يا جماعة ...
لاحظ يوسف وجه فريدة المحمر وأنفها المتورد الذي طالما عشقه حين تبكي ويتورد هكذا باللون الأحمر وكأنه لم يري غيرها ولم يأبه لوجود حمزة أو أي شخص آخر ابتسم وقال ايه يا فريدة كفاية عياط مناخيرك احمرت...
ابتسمت فريدة بينما مروة استشاطت بداخلها ولا يقل عنها شعور حمزة الذي قد تملكته الغيرة ضغط علي فكيه بغيظ و قال مسرعا طيب الف سلامة عليك يا استاذ يوسف بعد اذنكوا ...
سحب فريدة من ذراعها ورحل
خارج الغرفة ظل هكذا حتي بعد الخروج من الغرفة بخطوات قابضا بكفه علي معصمها أوقفته فريدة متأوهة ساحبة كفها من بين يده ااااااه بالراحة ايه يا حمزة ساحبني كدة ليه
الټفت اليها لم ينتبه لتأوهها وقال بتهكم والڠضب يسيطر علي ملامحه خلاص يا فريدة ارجعي تاني و خليه يعاكسك تاني وانتي ابتسميله واضحكيله كمان واقعدي جمبه بالمرة يمكن يحتاح حاجة!!
عقدت حاجبيها ايه اللي بتقوله ده يا حمزة هو حصل ايه لكل ده يعني
لا أبدا ماحصلش أي حاجة المفروض أبقي بارد فعلا هو حصل ايه يعني...أنا ماشي وانتي براحتك ...
تركها ورحل فأسرعت خلفه تناديه حمزة حمزززة مش هجري وراك لو سمحت استني..
وقف مكانه والټفت اليها بجبهته المقتضبة نعم يافريدة..
انا مش فاهمة بجد مالك كل ده عشان ايه
اجابها بعصبية ممتزجة بأسي عشان حاجات كتير اوي يافريدة عشان انا رجل دمي حامي ولما اشوف طليق خطيبتي الاولاني بيتغزل فيها ڠصب عني لازم أشيط عشان قلقك عليه الفظيع اللي كان من شوية وانتي مانتيش حاسة بنفسك وانا صابر وماسك نفسي عشان نظرته ليكي اللي مايحسش بنارها غيري عشان سيادتك مش متقبلة اصلا غيرتي عليكي وشايفة أن الموضوع عادي جدا عرفتي عشان ايه يا فريدة!!
ابتسمت بتعجب وأسي ايضا يااه كل ده من الربع ساعة دي يا حمزة لا ده العمر لسة طويل وياما هيحصل وياما هتشوفه معايا لأنه مش مجرد واحد غريب وانفصلنا عن بعض والموضوع خلص ده ابن عمتي وكمان عايش معانا في نفس البيت وكمان عندنا بيعتبروه كبيرهم ورجل العيلة بعد ۏفاة بابا الله يرحمه.....
صمتت قليلا وأتبعت حمزة انت مدرك كل ده يعني هتقدر تستحمل كدة اللي انا شايفاه انك ماستحملتش من اول ربع ساعة ...
اغرورقت عينيها بالدموع فطبقت علي شفتيها لتستكمل بتهيألي انك لازم تراجع نفسك كويس وتفكر تاني وانا موجودة ..متشكرة انك جيت وتعبت نفسكبعد اذنك...
استدارت لترحل فأطلقت لدموعها العنان وفاضت حتي وجدته يمسك يدها من خلفها بحنان فريدة انا عايزك ومش هسيبك..
مش عايزة ردك دلوقتي ياحمزة عشان خاطري خد وقتك وفكر ...
أفلتت كفها من بين كفه بصعوبة فقد طبق عليه بكفه متشبسا كالطفل قبضة فيها من القوة خوفا من فقدانها والحنان لحاجته اليها ...رحلت تركته مشوش متردد بين حب حقيقي عالق بقلبه وحقيقة مؤلمة ستبقي معه طوال حياتهم وتشعل فتيل الغيرة كلما أخمدها حبه لها وثقته بها لكن الغيرة هي أول درجات الشك ...!!
أما فريدة فرحلت وهي تذرف الدموعلا تعلم ما الذي فعلته للتو هل وضعت نفسها في مأزق فكيف لو كان رده أنه سيرحل عنها ويتركها بعدما وجدت من يحرك قلبها ويرجعه للحياة من جديد بعد عطلة دامت طويلا ولكن ما تؤمن به و تدركه جيدا أنها اتخذت القرار الصحيح في أن تخيره
حتي لا ټندم هي بعد فوات الأوان ..او ربما هو من سيندم ففي كلتا الحالتين ..انه التصرف الصحيح...
دلفت داخل غرفة يوسف لتجدهم جميعا علي أهبة الاستعداد للرحيل ويوسف معتدلا يرتدي سترته ممسكا بمعدته التي لازال ألمها يترك أثرا بسيطا لمح فريدة دونا عن باقي الموجودين ولمح عينيها الممسوحتين للتو وأنفها الذي مازال متوردا فسألها بقلق..
فريدة مالك
انتبهت اليه واجابت باستنكار لأ مفيش حاجة.
ما جعل الأخري تتبرم و تعض علي شفتيها من لهجته الحانية مع ضرتها الغير رسمية فأثرت الخروج بعيدا عن تلك الفريدة سارقة عشقها كما تظن ...
رحل الجميع واستكان كل منهم في فراشه كل بائس حزين يفكر في نصفه الاخر ...
كان متمددا علي فراشه مستندا برأسه علي وسادة صغيرة تعلو وسادة أخري أكبر حجما