في رثاء الاكس للكاتبة نيرة وائل
كدا
قالت كلامها بعصببية وزعيق
وانا برضو مش عارفه ارد اقول ايه
مش عارفه ادافع عن نفسي ازاي من الھجوم دا
انا اصلا معرفش بأجل الفرح ليه كل دا
الكلام دا صح يا خديجة
بابا انا
قاطعني بعصبية بيحاول انه يكتمها
لييه
ملقتش اجابة على اسألتهم
بس كان الندم بياكلني
مش عشان اتخطبت لرامي لأ
واتعافى منه عملت فيها جامدة و قولت مش هقف مكاني
و هبدأ من جديد بس الحقيقة اني كنت محتاجة هدنة
اتعافى فيها مكنش ينفع اشقلب حياتي كدا ف لحظة
ما تردي يا خديجة ساكتة ليه فهمينا يا بنتي
ماما انا مش عايزة اسافر و رامي عايز العكس
ما احنا متفقين من زمان انك هتسافري معاه
يبقى الخطوبة دي تتفسخ
قالها بابا بعصبية وهو بيقوم من على الكرسي
مسكت ايديه بسرعه وانا بهز راسي بنفي
لا يا بابا ايه اللي انت بتقوله دا
مادام وصلت انه يقول لأمك كدا يبقى انتوا
مش عارفين تتفقوا و طالما وصلتوا لكدا
يبقى بلاها الجوازة دي
يا بابا استنى بس
بتحبيه
مردتش في الاول لكن هزيت راسي ب ايوا
مش بتحبيه
يا خديجة مادام اترددتي
كدا يبقى محبتهوش
بابا واجهني بالحقيقة اللي كنت بحاول انكرها طول الفترة اللي فاتت
الحقيقة اللي
كنت بهرب منها
مقدرتش اتكلم ودخلت اوضتي
اترميت على سريري وانا بعيط
كنت فاكره اني كسبت و رسمت لنفسي حياة جديدة
لكن الواضح ان كل دا كان وهم
نيرة وائل
قاطع تفكيري رنة موبايلي كان رامي
مردتش لأني مكنتش لاقيه كلام اقوله كالعادة
لبست و نزلت اتمشى شوية على البحر
اصل اسكندرية حلوة اوي في الشتاء
الدنيا كانت بتمطر و الناس كلها بتستخبى
كأن المطر بيغسل قلبي من جوا
وقتها جت على بالي ذكرى قديمة
يا بنتي اثبتي تحت الشمسية بقا هنغرق بجد
جريت قدامه وانا بضحك
انت مش عارف انا بحب المطر قد ايه يا طارق
مش كل بنحبها لازم نجري وراها كدا
دا مبدأك في الحياة يعني
دا مبدأي اللي بلغيه وانا معاكي
قالها وهو بيرمي الشمسية على الارض
فوقت من الذكرى دي وانا شايفة انعكاسي على ازاز الكافيه
اللي كنا دايما بنقعد فيه انا و طارق
كان شكلي غريب و على وشي ابتسامة مکسورة
دخلت الكافيه و طلبت قهوتي
كانت اول مرة ادخل فيها هنا من 5 سنين
كل حاجه هنا اتغيرت الديكور و العمال وكله
كنت فاكرة اني اتغيرت انا كمان لكن دا محصلش
لما سعيت عشان اكسب سعادة اضافية
كنت بهلك نفسي من جديد وانا مش حاسة
يا رامي ارجوك افهم انا مش عايزة اسافر
هو انا ليه كل ما اقولك عايزين نحدد الفرح تتحجي كل مرة
بحاجة شكل
يا رامي افهم انا ايه اللي يخليني اسيب بلدي و اهلى وصحابي
واروح اعيش في بلد غريبة مش هعرف اعيش ولا اتأقلم هناك
طيب ما دا كان اتفاقنا من الاول ايه اللي اتغير دلوقتي عايز افهم
انا غيرت رأيي ومش عايزة اسافر يا رامي
براحتك بس اعرفي انك كدا بتضيعينا
للحظة افتكرت طارق قالي نفس الكلمة قبل كدا
ليه دايما بيطلعوني انا اللي غلطانه
معقول العيب فيا انا بجد
نيرة وائل
مبسوطة بعد ما خطوبتك اتفسخت
ماما ارجوكي مفيش
لزوم للكلام دا
انا نازلة اول
يوم شغل في الشركة الجديدة
و مزاجي رايق مش عايزة اعكره
وهيفيدك ايه الشغل لما تفضلي قاعده جمبي يعني
ايه رأيك كدا
لفيت ليها افرجها اللبس و انا بضحك
عشان انهى الحوار دا لكن مفيش فايدة
بقالها شهرين من ساعه ما فسخت الخطوبة
بتقول نفس الكلام انا عارفه انها صح
بس كل دا بيوجعني اوي
طلعت على الشركة و انا بحاول اتفائل باليوم
من زمان نفسي في وظيفة كويسه زي دي
والنهاردة اخيرا حققتها
بدأت اتعرف على الموظفين اللي هناك و اتقالي انه شغلي هيكون مشرف
عليه استاذ طارق مدير قسم الحسابات متفائلتش بالاسم بس قولت لا مش هعكر مزاجي برضو
قعدت على مكتبي و بدأت اشتغل وانا في قمة سعادتي
حقيقي انجازات الانسان في الشغل او الدراسة
بتبقى فرحتها لا توصف
خلصت الملف و كان ناقص استاذ طارق يراجعه
دخلت المكتب و اتكلمت بتوتر لأني كنت خاېفة شغلي ميعجبهوش
استاذ طارق انا الموظفة الجديده كنت محتاجة حضرتك تراجع الملفات
دي عشان اسلمها
لف ليا بالكرسي و وقتها حسيت انه رجليا مش شايلاني
خديجة
استاذ طارق انا الموظفة الجديده كنت محتاجة حضرتك تراجع الملفات
دي عشان اسلمها
لف ليا بالكرسي و وقتها حسيت انه رجليا مش شايلاني
خديجة
رجعت كام خطوة لورا و انا بحاول استوعب اللي شايفاه قدامي
ط طارق
نطقت اسمه و شفايفي بترتعش و دقات قلبي تكاد تكون مسموعة
انا كنت فاكرة اني اتخطيت بس مجرد ما شوفته رجعت خمس سنين لورا
اتفضلي اقعدي
قربت و انا بقدم رجل و بأخر التانية
قام وقف مد ايده يسلم عليا
حاولت اسيطر على ايدي اللي بترتعش
وسلمت عليه
عدى وقت كتير
قالها بإبتسامة
ساعتها بصتله بعد ما كنت بتجاهل إني ابص لعينيه
احم تشربي ايه
لا شكرا بس ممكن حضرتك تراجع الملفات دي
اتكلمت بعملية عشان اتجنب انه يفتح اي كلام
تقدري تعدي عليا كمان نص ساعه تاخديهم
تمام
قومت عشان امشي وقبل ما اخرج من الباب
خديجة
وقفت مكاني وانا بتنهد و لفيت ليه
نعم
خلاص
دا ايه الرخامة دي قلتها في سري و مشيت
اول ما طلعت من المكتب حسيت اني رجعت اتنفس تاني
دخلت الحمام اغسل وشي لكن لقتني
بعيط فجأة
بصيت على انعكاسي في المراية
حسيت
اني رجعت 5 سنين لورا
اني لسه واقفة مكاني من وقتها
خبطت على وشي وانا بهز
راسي بنفي
لا لا لا فوقي يا خديجة بطلي هبل فوقي
يعني طارق هو المشرف على شغلك
اتنهدت و انا بهز راسي ب ايوا
خديجة يا حبيبتي انتي ليه حظك كدا في الحياة
مريم انا هتجنن بجد
لا اتظبطي كدا دا زمان معاه دستة عيال
ايه
ايه انتي
يعني اتجوز
اكيد يعني دول 5 سنين مش 5 شهور
بجد
خبطت بكف ايديها على دماغها
انتي ازاي غبية كدا
يا مريم انتي معايا ولا عليا
يا حبيبتي افهمي مينفعش تضعفي دلوقتي لمجرد انك شوفتيه
مش حوار ضعف هو بس فكرني بحاجات انا مكنتش عايزة افتكرها
بعدين وجوده معايا في نفس المكان موترني
خديجة انتي بقالك كتير اوي نفسك في الوظيفة دي
متضيعيهاش من ايدك و ركزي في شغلك متخليش ماضيكي
يضيع مستقبلك
اتنهدت
و هو لسه هيضيعه
لو ضيع منك رامي يبقى مينفعش يضيع شغلك
مينفعش تخسري كل حاجه يا خديجة
هزيت راسي ب حاضر
كلام مريم فوقني من لخبطة اليوم كله
حقيقي وجود صاحب جمبك بيحبك و بيدعمك
و ېخاف عليك دي نعمة كبيرة اوي
صحيت تاني يوم للشغل وانا واخدة قرار انه مفيش حاجه هتأثر عليا
هرمي كل حاجه ورا ضهري و اركز في شغلي وبس
استاذة خديجة استاذ طارق عايزك في مكتبه
دا ليه
مش عارف
طيب يا خديجة زي ما اتفقنا مفيش حاجه هتأثر علينا
اتعودي بقا على وجوده ما هو معاكي في نفس المكان
طبيعي هتشوفيه كتير
حاولت اشجع نفسي على قد ما
اقدر
دخلت المكتب بثقة المرة دي
افندم
يا استاذ