براثن اليزيد بقلم ندى حسن
ذلك الفتى الصغير بعقله لا يستطيع نسيانها وقد هذا ما تحدث به عقله وهو يمر بعينيه على المنزل من الخارج يرى كم هو كبير ولكن ليس بقدر منزلهم تحاوطه الحديقة الخارجية بمساحه كبيرة غاية في الجمال والروعة ظل دقائق منتظرا وهو يتحدث بعقله متهكما على هذه الزيجة منذ البداية إلى أن أختنق من انتظاره ليتوجه صوب الباب الداخلي والذي ما أن وقف أمامه حتى فتح..
أمام الباب لا يحرك ساكنا ينظر إلى ملاك خرج للتو من الجنة ولكن حزين حزين للغاية عينيه الزرقاء رائعة الجمال
بها خيوط حمراء غالبا من كثرة البكاء أنفها أيضا يحمل احمرار كما لو أنها
خرج من شروده بها على صوتها الحاد وهو يفكر هل من الممكن أن تكون هي أغمض عينيه بقوة ثم وضع يده بجيب بنطاله مستعيدا هدوءه وبروده المعتاد
نظرت إليه بتوتر وهي تحاول فهم ما يرمي إليه لتخلص نفسها من التفكير مجيبه إياه
أيوه أنا مروة أنت مين
ابتسم بسخرية ثم تحدث بتهكم قائلا
معقولة مش عارفه جوزك يا حرمي المصون.. كان المفروض تحسي بردو أنه أنا زي ما أنا حسيت
نظرت إليه بتوتر بتيار كهربي يسير بكامل جسدها حين تلامست أيديهم ليبتسم هو بهدوء بعدما لاحظ ما فعلته ثم ابتعد عن طريقها مقدما يديه أمامها لتتقدم هي بالسير أمامه ثم فتح لها باب السيارة الأمامي لتجلس بجواره وقد فعلها كحركة لباقة منه..
طوال تلك الأيام المنصرمة وهو يفكر بها كيف تبدو كيف تتعامل.. هل هي قوية ولديها شخصية.. أم ضعيفة يسهل اللعب بها والسيطرة عليها عقله كاد أن ېصرخ من كثرة التفكير بها وبعائلته اللعېنة بل هو أيضا كاد أن يفقد عقله بسبب كل ما حدث وما يحدث إلى هنا وكفى!..
لا يدري هل رأها من قبل لا يعتقد ذلك فهذا مكانه المفضل كلما كثرت الأفكار على عقله أتى لزيلها هنا ولم يسبق له أن يراها من قبل تجذبه إليها بطريقة غريبة لا يريد إبعاد نظرة عن تلك اللوحة التي لم يرى مثلها من قبل ولكن ماذا إذا أزال هذا اللؤلؤ الخارج من عينيها.. هل ستكون نفس اللوحة نعم بالطبع ولكن ستكون مبتهجة..
نظر إليها مرة أخرى قبل أن يغادر المكان ولكنه وجدها تنظر إلى هاتفها الذي صدح صوته في المكان لتغلقه على الفور وقامت على عجلة من أمرها ذاهبة بعيدا عنه وهي تزيل بقايا دموعها وتحاول ضبط أنفاسها المتسارعة من كثرة البكاء..
جذبه شيء ما إلى مكان جلوسها أزرق اللون مثل عينيها الساحرة ترجل من على حصانه ذاهبا نحوه ليرى ما هو وقف أمامه ليراه وشاح أزرق صغير أنثوي للغاية دون دراية منه أخذته يده إلى أنفه ليستنشق رائحة لم يستنشق مثلها من قبل رائحة تحمل عطر الياسمين أيضا لتفعل له مزيج يأخذ العقول إلى مكان بعيدا ربما لا يذهب إليه إلا قليل من قلة البشر ولم يدري بنفسه وما يفعله فتلك الرائحة حركت كثير من المشاعر بداخله..
لف الوشاح على يده بينما يظهر شبح ابتسامة على وجهه ليعود مرة أخرى إلى حصانه صاعدا عليه ليذهب متناسيا أمر زيجته
اللعېنة فقط متذكرا ملاكا ذات خصلات ذهبية وعيون مثل زرقة البحر.
عاد بتفكيره إليها مرة أخرى إلى القابعة جواره في السيارة يتسائل هل ذلك الجمال الأخاذ أصبح له تلك العيون الساحرة وتلك النظرة البريئة التي لطالما أبعدت النوم عنه لليالي له وحده ولكنها حزينة للغاية في كل مرة يراها تكن تبكي هل هي غصبت على الزواج منه كما قال ذلك المعتوه تامر ولكن على كل حال هذا ليس
من شأنه عليه أن بهدوء
شكرا لزوقك
ابتسمت العاملة لها مرة أخرى ثم تحدثت بينما تشير إلى الخارج مكان جلوس يزيد الذي استمع إليهم جيدا
مش هتخلي جوزك يشوف الفستان القمر ده عليكي
نظرت إليها مروة بارتباك هي حقا لا تدري ماذا عليها أن تفعل تريه ماذا وهو لم يتحدث معها طوال الطريق وظل صامتا
لا بيقولوا فال وحش
لا تعلم من أين اخترعت هذه الكلمات ولكن على كل حال قد فعلت لتخرج من ذلك المأزق ابتسمت إليها العاملة ثم خرجت لتتركها مع نفسها ترى إذا كان مناسبا أم لا ثم تبدل ثيابها..
بينما الآخر يجلس خارج غرفة القياس منتظرا إياها تنتهي وقد ود وبشدة أن يرى ذلك الفستان عليها والذي أبهر تلك العاملة لكنه زفر بحنق فلا يستطيع التفكير بهدوء من هاتفها اللعېن الذي منذ أن دلفت إلى الداخل وهو يحدث أصوات وصول رسائل عدة قد ازعجته حقا..
حاول أن يتغاضى عن الأمر ولكنها حقا رسائل كثيرة تحدث أصوات مزعجة فمد يده إلى الهاتف الذي تركته بجانبه ليخمد فضوله عن هوية هذه الرسائل الكثيرة وقد سهلت مهمته حيث أنها لا تضع كلمة مرور لهاتفها..
ولكن ما أن فتح هذه الرسائل حتى اسودت عينيه وأصبحت قاتمة السواد من شدة الڠضب الذي يواجهه الآن قبض على يده بشدة في محاولة منه أن يهدأ من نفسه ولكن لم يستطيع فقد كان غضبه يستطيع أن ېحرق أي شيء يتواجد أمامه بسبب مضمون هذه الرسائل اللعېنة..
وقف على قدميه ممسكا بالهاتف بيده والذي كان على وشك أن يهشمه ليتوجه إلى غرفة القياس كالصاعقة دالفا إليها مغلقا الباب خلفه بحدة قد شارفت على
نظرت إلى ما يضعه
نظرة الشك بعينيك ټقتل بدلا من المرة ألف
تطالع هيئته الغريبة عليها پخوف يكاد يوقف قلبها عن النبض عيناه يخرج منها لهيب يضغط على فكه السفلي بشدة ظاهرة قبضته تشتد على يدها تؤلمها بشدة كم أن المظهر لا يروقها تكاد تفقد وعيها بسبب نظرته فقط.. وعيها!.. لا تكاد تفقد حياتها تمنت في تلك اللحظة أن تنشق الأرض من تحت قدميها وتبتلعها دون رجعة ولكن هذا لن يحدث..
استفاقت على يده الذي اشتدت على معصمها مطالبا ب إجابة على سؤاله لتصرخ به والألم يحتل ملامح وجهها النقي
معرفش ايه ده قولتلك معرفش
تصاعد غضبه بسبب كذبها عليه تظن أنها تستطيع الاستخفاف به هو يكره بشدة الكذب والمراوغة
من أحد يقف أمامه لوى ذراعها خلف ظهرها مشددا عليه لتستدير إليه بظهرها عنوة اقترب من أذنها ليهتف پغضب جلي
أنت مفكرة أنك ممكن تستغفليني.. لا فوقي مش أنا الرقم متسجل على موبايلك حبيبي موبايلك ده ولا مش موبايلك
أجابته بخفوت احتل نبرتها بسبب تلك الدموع الجارية على وجهها بفعل قبضته على يدها
موبايلي بس والله ما أعرف حتى رقم مين ده والله مش أنا اللي سجلته مش أنا صدقني
ارهقته تلك النبرة الخاڤتة الحزينة تمادى في غضبه وسؤالها تمادى كثيرا تركها وعاد بنظرة للهاتف الذي بين يديه إلى الآن مسح على وجهه وأخذ نفس عميق محاولا العثور على بعض الهدوء بداخله ثم هتف مرة أخرى بصوت جعله هادئ قدر الإمكان وهو يضع الهاتف أمام وجهها بعد أن فتحه مرة أخرى
شوفي.. الرقم متسجل حبيبي وده موبايلك أنت ده غير الكلام اللي باعته إزاي أصدق أنك متعرفيش عنه حاجه
نظرت إليه
والدموع تأخذ مسارها على وجنتيها لم تكن هذه الإهانة سهلة إلى هذا الحد الذي يعتقده حتى تقف تتناقش معه نظرت إلى عينيه القاتمة بتردد ولكن حسمت أمرها في النهاية قائلة بثبات
أنا قولتلك معرفش عنه حاجه كفاية بقى واتفضل أخرج عايزه البس هدومي
قبل أن ترتدي كامل ملابسها رفع بصرة إلى عينيها التي تنظر إليه بحزن ليتحدث قائلا
بثبات هو الآخر عازما أمرة على معرفة الحقيقة
مكتوب في الرسايل دي
مروة حبيبتي روحتي
مروة ردي البقف اللي معاكي عملك حاجه
هستناكي تكلميني عايز اطمن عليكي يا حبيبتي
متتأخريش مع الحيوان ده
عاد إليها بنظرة بعد أن انتهى من قراءة بعض الرسائل التي اغضبته بشدة ليقول متسائلا وهو يشير إلى صدره ب سبابته
أنا
لم تعد تتحمل ما يفعله ألم تقل أنها لا تعلم شيئا ماذا يريد بعد هتفت بنفاذ صبر ونبرة مرهقة
قولتلك والله معرفش ياخي حتى خد الرقم شوفه أنت بمعرفتك بس والله أنا معرفش أعمل ايه علشان تصدق
تقدم منها ووقف أمامها لا يفصل بينهم سوى انشات بسيطة محاصرا إياها في هذا المكان الضيق وضع يده على وجهها ممررا إياها على وجنتها ثم أبعد خصلة من شعرها إلى خلف أذنها لتشعر بقشعريرة تسير في
أنا عارف أن جوازنا جه فجأة أكيد كان عندك علاقات لو مكسوفه أو خاېفه مټخافيش ده أكيد طبيعي وأنا مقدرش أحكم على اللي قبل كده... ها جاوبيني لآخر مرة تعرفيه
ارهقتها نبرته الرجولية أخذت كامل وهي غير مذنبة ثم عاد استكمال حديثة وهو يبتعد عنها للخارج بدون أي مشاعر
كملي لبس يا مروتي علشان نمشي
مروتي.. هل قال مروتي منزل عائلة الراجحي تحمل قماشة سوداء اللون على يدها وتشرف على الجميع في المنزل من أول كبيرهم إلى صغيرهم صاحت بصوت عال ليستمع إليه الجميع بحدة وقد ظهرت تجاعيد وجهها بين صياحها
عايزة البيت يبقى بينور وميكونش فيه ولو نقطة مش نضيفة هو احنا جايلنا بكرة أي حد دي بت عيلة طوبار بذات نفسها
أجابتها إيمان مبتسمة بسخرية جلية ظهرت على ملامحها وهي تقف أمامها
متقلقيش يا مرات عمي الناس شغالة على آخرها
نظرت لها لتبتسم الأخرى بعنجهية وتعالي قائلة
اومال يا إيمان لازم تشوف بيتنا ايه وبيتهم ايه.. لازم تشوف العز اللي إحنا فيه لازم اوريها بت عيلة طوبار دي مين إحنا
أتت من خلفهم يسرى وقفت معهم تنظر إلى والدتها بهدوء ثم قالت موجهه حديثها إليها باهتمام
الاوضه عايزة تتفرش يا ماما بقى كده
كده أصلا يزيد مش هيبات فيها النهاردة
نظرت إلى إيمان نظرة ذات مغزى ثم ناولتها قطعة القماش الذي كانت بين يديها لتقول بحزم وقوة
افرشي