بقلم ندى محمود
هناك رجل يخجل من النساء هكذا فقررت إصلاح ما تفوهت به وغمغمت في رزانة
_ اقصد إني مبقليش حد غيرك إنت وطنط هدى ورفيف يعني مفاضليش غيركم
اتاها صوته أخيرا وهو يبتسم بساحرية متمتما
_ فاهم ياشفق ومتقلقيش هفضل دايما معاكي وجمبك لغاية ما اسلمك بإيدي لعريسك اللي يصونك عشان سعتها ابقى مطمن عليكي وأكون وفيت بوعدي لأخوكي واحنا بقينا اهلك خلاص وإنتي بقيتي واحدة مننا فمش عاوز اسمعك بتقولي تاني إنك لوحدك وملكيش حد
_ أنا عازمك على الفطار النهردا أعتقد معندكيش مانع
هدرت في رفض رقيق وصوت ناعم
_ مليش نفس والله ياكرم للأكل نهائي
هتف ببساطة متجاهلا رفضها الهامشي بالنسبة له
_ تمام يبقى موافقة .. على العموم احنا خلاص قربنا نوصل للمطعم أهو !
نزع حذائه بجانب الباب ثم اتجه صوب غرفته وقام بتبديل ملابسه و القى نظرة على ساعة الحائط يتفقد الساعة ليجدها الثالثة عصرا فيتنهد بإرهاق ويقترب من الفراش يلقي بجسده عليه سامحا لعيناه بالانغلاق حتى ترتاح قليلا من مشقة العمل منذ الصباح الباكر ولكن صوت ارتطام إحدى الأدوات المعدنية الخاصة بالمطبخ على الأرض والتي اصدرت صوت مفزع جعلته يثب جالسا بزعر بعد أن كانت عيناه ستنصاع خلف رغبتها في الراحة وتشوقها للنوم .
لم ينطق ببنت شفة فقط القي عليها نظرة مريبة ثم استدار وانصرف غير مكترثا لچرح أصابعها الذي هو سببه أما هي فانشغلت بتنظيف الأرضية من الزجاج ثم قامت بوضع ملصق طبي على صابعها المجروح وبعد دقائق بدأت في وضع الصحون على طاولة الطعام في الصالون وجلست على مقعدها تبدأ في الأكل دون انتظاره وبعد لحظات رأته ينضم لها ويجلس في مقابلتها على أحد المقاعد فلم تعيره اهتمام وركزت على طعامها فنظر هو لها مخټنقا مجرد جلوسها معه على نفس الطاولة لا يتحمله ولن يستطع تحملها سينهي هذا الزواج في أقرب فرصة باتت نفسه تضيق كلما يعود ويجدها
_ لو مبتعرفيش تعملي أكل قولي بدل ما إنتي بتأكليني حاجة ملهاش طعم .. إيه القرف ده !!
ثم امسك بالصحن وسكبه في سلة القمامة الصغيرة بجانبه وهب واقفا عائدا لغرفته تاركا إياها معلقة نظرها على سلة القمامة ثم التقطتت قطعة خيار والقتها بفمها وهي تهمس محاولة تمالك أعصابها
تقلب في البوم صورهم كان يجمع الألبوم ما بين صور عقد القرآن وبين الخطوبة وأخيرا الزفاف توقفت عند صورة ليوم زفافهم ودققت النظر بملامح وجهه كيف كان يبتسم بسعادة ودفء وهي بكل سهولة قضت على فرحته سړقت ابتسامته وشوهت أجمل شيء في العلاقات وهو الثقة .. فقدت ثقته بها وهذا يعني أن ليس هناك أمل في زواجهم ما
لم تستعيد ثقته .
كانت لا تريد هذا الزواج وربما لم تكن تريده هو أيضا ولكن الآن هي أكثر من يريده وشعورها بنمو مشاعر الود والاحترام والتقدير والحب له وتزايدهم عن الطبيعي في كل ساعة تعيشيها معه في المنزل حتى ولو كانوا لا يتحدثون وكل منهم منعزل عن الآخر إلا أن هذه المشاعر تسعدها وترضي ضميرها الذي يعذبها بأنها لا ينبغي عليها أن تستمر في