بير الجن
ايدك علشان هنتأخر على جامعتك
تعلقت عيناها به وتسألت من وجهة نظرها السطحية للأمور
هما ليه پيتعذبوا كده في الشمس ومتحملين الأنتظار ما يقدرو يشترو عيش من السوبر ماركت ومن غير تعب عادي
قهقه هو بقوة حتى بانت غمازته مما جعل نظراتها تحتد وهي تشعر انه ېهينها بسخريته بينما هو أجابها مبرر بعدما تهادت ضحكاته
اشرأبت برأسها وسألت بتلقائية لم تتعمدها
ليه هو طعمه حلو اوي كده !
كبت ضحكته بصعوبة وأجابها متهكما وهو يرفع حاجبيه ساخرا
أمال ايه ده مليان فيتامين
هزت رأسها مرة أخرى واستندت على ظهر مقعدها وهي تشرع بلأكل حين قال بنبرة راضية مفعمة بالكبرياء
أبتسمت من تحليله البسيط للأمور و تلقائيته معها وقالت وهي تغمس طرف المعلقة بطبق الفول وتدسها بفمها
هو انا اكيد مجربتش اللي بتقول عليه ده بس طعمه حلو
لا انت فاهمة غلط انا مش عازمك عند الخواجة كنتاكي انت لازم تواكبي المكان
عقدت حاجبيها غير مستوعبة شيء من حديثه بينما هو كان يقطع لقمة كبيرة من رغيفه قائلا بحماس ادهشها
بصي لازم تعملي مركبة كبيرة وتغطسيها في الطبق زي كده هتحسي بطعمه احلى
قالها وهو يدس لقمته بفمه ويحسها بعينه أن تجرب مما جعلها بالفعل تقلده وهي تبتسم بسمة واسعة لا تعرف كيف تسربت من كآبتها المعتادة .
رهف صوتها مش عاجبني .......
انتبه لحديثها وسألها
ليه يا أمي بتقولي كده!! هي قالتلك حاجة
يظهر أن حسن مزعلها
وهي انا عارفاها طول عمرها كتومة وعمرها ما هتشتكي
اجابها بحسرة على حال صديقه
حسن غبي وبيستغل ان رهف ملهاش حد غيره ومش هتقدر تسيبه
لتؤيده ثريا بحزن على حال تلك المسكينة
بس ليها طاقة وبني أدمة لازم يراعيها ويحترم نفسه ده لو لف الدنيا ميلقيش حد زيها أنا مش هسكت انا بعز رهف زي بنتي ولازم أبهدله دي ملهاش غيرنا بعد مۏت أهلها
ياريت يا امي تعرفي تفوقيه قبل فوات الآوان
أما عنها فقد وضعت الهاتف من يدها وظلت شاردة بعيون تفيض بالأسى فكم أرادت ان تبوح وتخفف عبء قلبها ولكن دائما ما تخشى على صورته أمام احد حتى ولو كانت لتلك السيدة الحنون التي بمثابة والدته تنهدت بعمق بعدما لفت انتباهها صړاخ أبنها على شقيقته يؤنبها على كسرها
حبيبي متزعقش لأختك عيب كده هتزعلها منك وهي بتحبك .......
ليرد الصغير بتلقائية
هي غلطت وانا بزعق زي بابي
افحمها حديثه وجعلها تشعر أن الأرض تدور بها بينما خرجت ابنتها من وأخبرته بنبرة باكية
مش كان قصدي وبلاش تزعقلي علشان مش هكلمك تاني
ليجيبها الصغير
طب مش تزعلي مني .....واعملي زي مامي
غامت عيناها تحاول ان تتمالك اعصابها فكم أستطاع ابنها رغم صغر سنه إلا أنه ذكرها انها تقدم كبريائها تحت قدم أبيه نفضت افكارها بعدما تدخل قلبها اللين كالعادة وقالت معاتبة لأطفالها
احنا مينفعش نقلد الكبار يا شريف
وأخر مرة تزعل اختك ....العبوا مع بعض ....واللعبة اللي اتكسرت هجبلك غيرها .....يلا صالحها
راضى شريف شقيقته لتبتسم الآخرى بأسنانها المنقوصة وتخبره في مرح
تعال نلعب استغماية
بس انت اللي تستخبي وانا هدور عليك
لتشجعهم رهف وتقترح
طيب ايه رأيكم انا هلعب معاكم وانتو الاتنين تستخبوا
ليهللون بسعادة ويذهبون من أمامها لتنظر آثارهم بحزن شديد على ما توصل له حال زوجها ويؤثر بالسلب عليها وعلى أطفالها فقد تفاقم الأمر بينهم حتى انه أصبح غير محتمل .... طوال الوقت شارد حزين لا تعلم ما حل به ينفعل من كلمة صغيرة وتثور ثورته إن حاولت الأقتراب منه بل والأنكى من هذا انه يتصيد لها الأخطاء ويظل يؤنبها مما جعلها ...بائسة منطفأة طوال الوقت تدعوا الله ان يفك كربتها
استعدت للذهاب لجامعتها بحماس كبير على غير عادتها ربما لكونها طوال الليل تسترجع أحداث أمس المٹيرة بالنسبة لها وجعلت الفضول يدفعها نحو كل شيء وقعت عيناها عليه أبتسمت بسمة عابرة وهي تتذكر أحاديثه العفوية التي تحمل منطق غريب خاص به ورغم أنها لم تستوعب الكثير إلا أن منطقه راقها وكم شعرت بالخزي من سطحية أفكارها مقارنة به هزت رأسها تنفضه عنها كي تستأنف تصفيف شعرها أمام مرآتها كي لا تتأخر ولكن اجفلها صوت إشعار قادم من هاتفها من ذلك